هل تعقد القمة العربية المقررة أواخر الشهر الجاري بالعاصمة السورية دمشق؟هل يتم تأجيلها أم يتم نقلها إلى دولة أخرى؟ وما هو حجم المشاركة في حال انعقادها؟ وماذا يخسر العرب إذا ألغيت القمة لهذا العام؟وما تأثير ذلك علي العمل العربي المشترك؟ وماهي السيناريوهات المتوقعة للأيام القليلة المقبلة التي تسبق القمة العربية؟

تساؤلات كثيرة تطرح نفسها بقوة حملناها إلى عدد من الخبراء والمختصين لاستكشاف آفاق القمة العربية التي يكتنفها الكثير من الغموض. وأكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبد المجيد علي أهمية الحفاظ علي دورية القمة باعتبارها من أهم الآليات التي تم استحداثها وادخالها على تعديلات ميثاق الجامعة لما لذلك من أهمية كبرى في دفع مسيرة العمل العربي المشترك وتصفية الخلافات العربية العربية وتقوية الأواصر وزيادة مساحة الاتفاق وتقليص مساحة الخلاف.

كما إنها تمثل دعما وتأكيدا لأهمية جامعة الدول العربية كبيت للعرب. وشدد عبد المجيد على ضرورة التمسك باستمرار دورية القمة لأن إلغاءها يمثل سابقة خطيرة وشرخا كبيرا في جدار استمرارية آلية دورية القمة وسيؤدي إلى المزيد من التراجع في العمل العربي المشترك لسنوات ويجعل من إلغاء القمة العربية هو الحل الأمثل لمواجهة أي مشكلة أو أزمة تواجهها.

أما الإصرار عليها فإنه يعني أن القمة صارت أكبر من أي خلاف وفوق كل التحديات ويجعل لاستمرارها قدسية وهيبة. وأضاف إن هذا الحرص ظهر بوضوح خلال عام 2004 عندما قررت تونس إلغاء القمة العربية التي كان مقررا انعقادها على أراضيها وعندها دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى ضرورة عقدها وأعرب عن استضافتها في دولة المقر حسبما ينص الميثاق مما دفع بتونس للتراجع عن قرارها واستضافتها للقمة.

ومن جانبه، أكد رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشورى المصري السفير محمد بسيوني، ضرورة انعقاد القمة في مكانها وموعدها وذلك لإكساب القمة العربية هالة من القدسية والوقار وضرورة أن ينحي القادة العرب خلافاتهم وأولوياتهم جانبا وأهمية أن تتعاطى سوريا كرئيس للقمة المقررة مع الأحداث والأزمات الإقليمية بمسؤولية أكبر.

وعن السيناريوهات المتوقعة للقمة العربية أوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد، أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة حول عقد القمة،السيناريو الأول وهو أن تقوم القيادة السياسية السورية بإجراء اتصالات سياسية مكثفة وممارسة ضغوط على المعارضة اللبنانية وإقناعها بقبول المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، في ما يتعلق باختيار الرئيس وتشكيل الحكومة وفي المقابل يعلن القادة العرب ترحيبهم بما تم والمشاركة في القمة.

أما السيناريو الثاني فتتعهد سوريا بإجراء الإتصالات مع الأطياف اللبنانية المختلفة للوصول إلى حل، وتطلب مهلة لتنفيذ ذلك ويتم معه تأجيل القمة لأجل مسمى لإعطاء سوريا الوقت اللازم لاتصالاتها مع المعارضة وتقترح أطراف عربية عقد قمة عربية مصغرة لبحث التطورات على الساحة العربية تمهيدا لعقد القمة العربية الموسعة، ويتضمن السيناريو الثالث أن ترفض سوريا الرضوخ للمطالب العربية وتؤكد عدم علاقاتها بالشأن اللبناني وأن هذا أمر داخلي ولا سلطة لها علي المعارضة اللبنانية وتؤكد عقد القمة في موعدها ومكانها .

ويعلن القادة العرب رفضهم المشاركة في القمة ويدعو عدد من الدول العربية لانعقاد القمة في دولة المقر وفقا للميثاق حفاظا علي دورية القمة وهذا من شأنه عزل سوريا عربيا وزيادة تفاقم الأزمة اللبنانية وتصعيدها بشكل دراماتيكي خاصة في ظل وجود المدمرة (كول) قرب السواحل اللبنانية وهو ما يعني أن هناك نية مبيتة لأمر ما تجاه لبنان وسوريا بتنسيق أميركي إسرائيلي.

أما أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، فيقول إن العرب لن يخسروا كثيرا إذا لم تنعقد القمة لأنهم لن يكسبوا قليلا أو كثيرا إذا ما انعقدت القمة فأهمية دورية القمة العربية، من وجهة نظره، هي أهمية شكلية لا تغني ولا تسمن من جوع.

وأضاف نافعة: «الأزمة الفلسطينية قائمة منذ 60 عاما فماذا فعل القادة العرب باجتماعاتهم؟ الأوضاع في العراق متردية منذ 18عاما والقادة لا يتحركون وكذلك الأوضاع في لبنان والسودان والصومال وغيرها من الدول.».

وأشار إلى ان الوطن العربي يتمزق ويتحول إلى أشلاء والقادة لا يتحرك لهم ساكن حتى أنهم فشلوا أيضاً في تحقيق أي نجاح اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي ولو حتى وهمي للغطاء علي فشلهم السياسي والعسكري فهل هناك من يتوقع خيرا من القمة العربية أو مائة قمة عربية قادمة طالما أنها تدار بنفس الشكل؟.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)