تحاول اسرائيل استغلال احتمال اقدام الولايات المتحدة على بيع طائرات حربية متقدمة الصنع الى المملكة العربية السعودية، مهما يكن ذلك الاحتمال قوياً او ضعيفاً، للحصول من واشنطن على احدث الاسلحة والمعدات العسكرية التي تضمن لها التفوق النوعي والكمي على القوات العسكرية العربية. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" في موقعها الاليكتروني اليوم الاثنين ان اسرائيل "قلقة بشكل متزايد" من احتمال ان تسمح الولايات المتحدة ببيع طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من نوع "جوينت سترايك فايتر" االقادرة على التهرب من الرصد الراداري المعروفة اختصاراً باسم "اف 35 لايتننغ (البرق) - 2" الى السعودية. واضافت الصحيفة: "ولكن في الوقت الذي قد يشكل ذلك تحديا كبيرا للجيش الاسرائيلي، فقد صرح مسؤولون في وزارة الدفاع بان ذلك وفر ايضا فرصة ذهبية لاسرائيل لكي تطالب الاميركيين بالحصول على تكنولوجيا متقدمة لن تباع الى السعودية، لتمكين اسرائيل من الاحتفاظ بتفوقها العسكري النوعي في المنطقة".

وكان رئيس مكتب الشؤون السياسية - الدبلوماسية في الوزارة الجنرال عاموس غلعاد اجتمع مع مسؤولين من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن وتوصل الى تفاهمات متعلقة بصفقات اسلحة معينة. وقبل ذلك باسبوع، كان المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية الجنرال بنحاس بوخريس في البنتاغون لاجراء محادثات مشابهة.

ونسبت "جيروزاليم بوست" الى مسؤولين عسكريين اسرائيليين القول ان الزيارتين استغلتا لتقديم "لائحة تسوق" الى الاميركيين تأمل اسرائيل في اتمامها في الاشهر المقبلة. وترأس الجانب الاميركي في المحادثات نئب مساعد وزير الدفاع بالوكالة لسياسة الامن التكنولوجي وسياسة الافصاح الوطنية بيث ماكورماك.

وكان غلعاد التقى ماكورماك في حزيران (يونيو) لطرح الاعتراضات على الصفقة الاميركية المقترحة لبيع اسلحة متطورة، من ضمنها قنابل ذكية من نوع "جوينت دايركت اتاك" من انتاج "بوينغ"، الى السعودية. وقال مسؤولون امس ان هذه المخاوف تزايدت في اعقاب تقارير عن ان السعودية تعتزم ان تطلب من الولايات المتحدة بيعها طائرة "جوينت سترايك" المقاتلة التي يجري العمل على تطويرها من جانب "لوكهيد مارتين". وقال مسؤول كبير: "السعوديون يريدون الطائرة، وهم دائما يبحثون عن احدث التكنولوجيا المتوفرة، وسيصعب على الاميركيين ان يقولوا لا".

وفي ضوء هذه الامكانية، فان اسرائيل طلبت من الاميركيين الحصول على عدد من المنصات العسكرية الجديدة التي لم تبع بعد خارج الولايات المتحدة. ويتركز احد المطالب على مقاتلة "رابتور اف 22" الخفية – الموجودة في الخدمة حاليا في الولايات المتحدة – والذي ورد خلال محادثات بوخريس في واشنطن. وكانت اسرائيل قد طلبت السماح لها بامتلاك الطائرة التي يفرض الكونغرس حظرا على بيعها للخارج.

وتحدث مسؤولون في وزارة الدفاع الاسرائيلية مع نظرائهم الاميركيين حول الحصول على نماذج متطورة من القنابل الذكية للاحتفاظ بتفوقها العسكري على السعوديين، الذين سيحصلون على قنابل ذكية عادية.

وأحد النموذجين اللذين ابدت اسرائيل اهتماما بهما هو نظام موجه بالليزر، والآخر محمي من انظمة الحرب الالكترونية والتعطيل. وكلا النظامين من صنع شركة "بوينغ" في الولايات المتحدة. وحاول بوخريس ايضا جذب اهتمام الاميركيين الى الاستثمار في تطوير وانتاج "القبة الحديدية"، وهو نظام دفاع صاروخي تعمل اسرائيل على تطويره لمواجهة صواريخ "قسام". وقال مسؤولون ان فريق هندسة اميركي من المقرر ان يصل الى اسرائيل في غضون الاسابيع القادمة لمواصلة المحادثات حول المسألة.

وبحث بوخريس مع الاميركيين ايضا امكانية اشراك الصناعات العسكرية الاسرائيلية في عملية انتاج مقاتلة "جوينت سترايك"، والتي اعلن الجيش الاسرائيلي انها ستصبح الطائرة المقاتلة القادمة لسلاح الجو الاسرائيلي. وبحث بوخريس وغلعاد مع الاميركيين ايضا امكانية تقريب موعد تسليم الطائرات الى اسرائيل من 2014 الى 2012 او 2013 على ابعد تقدير.ويذكر ان ثماني دول – من بينها بريطانيا وتركيا واستراليا – هي اعضاء في مشروع المقاتلة "جوينت سترايك". واسرائيل مشاركة في التعاون الامني بعد ان دفعت 20 مليون دولار عام 2003 لتقييم المعلومات التي تراكمت اثناء تطوير الطائرة، التي يبلغ سعرها ما بين 50 مليون و 60 مليون دولار.

وقال مسؤولون ان اسرائيل اقنعت الاميركيين بالسماح لسلاح الجو الاسرائيلي بتثبيت التكنولوجيا الخاصة به في الطائرة – وهي نقطة خلاف رئيسية بين وزارة الدفاع الاسرائيلية و"البنتاغون" حاليا. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع ان الاميركيين وافقوا حاليا، من حيث المبدأ، على السماح لاسرائيل بتركيب تكنولوجيا خاصة بها في الطائرة، مثلما فعلت مع مقاتلات اخرى ابتاعتها في الماضي من الولايات المتحدة، ومن ضمنها "اف -15 ايغل" ومقاتلة "اف -16 فالكون".

واضاف المسؤول: "لقد اتممنا مسألة طائرة "جوينت سترايك"، وهذا يشمل الحصول على معلومات عن الطائرة ودمج التكنولوجيا. والاميركيون يعلمون اننا سنحرس مصالحهم ونحميها".