وجه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر صفعة جديدة لإسرائيل والإدارة الأميركية، بعدما التقى في الضفة الغربية، امس، الوزير الفلسطيني الاسبق عن حركة حماس ناصر الدين الشاعر، كما وضع اكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، مكررا دعوته الى إشراك حماس وسوريا في أي اتفاق سلام نهائي في المنطقة.

والتقى كارتر الشاعر، خلال حفل استقبال في رام الله نظمه مكتب الرئيس الاميركي الاسبق، حيث تعانقا وتبادلا القبلات. وقال الشاعر بعد الاجتماع إن كارتر "عانقه، لقد تعانقنا وكان استقبالاً حاراً"، مضيفا ان "كارتر سأل ماذا يمكن ان نفعل لإحلال السلام بين الفلسطينيين واسرائيل... وأبلغته ان احتمالات السلام مرتفعة". وتابع ان "كارتر اراد ان يستمع الى مواقف شخصيات فلسطينية مختلفة. كان اللقاء جيداً جداً وتعهد بأن يواصل اجتماعات مماثلة".

وأشار الشاعر الى انه ناقش مع كارتر الجهود للتوصل الى تهدئة مع اسرائيل في غزة، موضحاً ان كارتر أبلغه انه يريد ان يؤدي دوراً في محاولة إنهاء الخلاف بين حماس وحركة فتح.

وشغل الشاعر منصب نائب رئيس الوزراء وزير التعليم في الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس التي تشكلت بعد الانتخابات العامة في العام ,2006 ويعتبر أحد المسؤولين البراغماتيين في حماس. ويدرس الشاعر حالياً مادة مقارنة الأديان في إحدى جامعات الضفة.

وسارعت إسرائيل للتنديد بهذا اللقاء، فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية يغال بالمور إن "الموقف الرسمي لحماس حتى يومنا هذا يتمثل في عدم التفاوض مع إسرائيل او الاعتراف بها، تحت أي ظرف"، مضيفا ان "جيمي كارتر بجّل بوجوده هذا الموقف، ولا يمكن للمرء سوى ان يعجب كيف يمكن لموقف مماثل ان يشجع السلام والتفاهم".

وقبيل لقائه الشاعر، زار كارتر ضريح عرفات برفقة زوجته روزالين، حيث وضعا أكليلاً من الزهور حمل عبارة "الرئيس والسيدة كارتر". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد تجنب القيام بالمثل، خلال زيارته الأخيرة لرام الله. وقال كارتر قرب الضريح "كان الرئيس عرفات صديقاً عزيزاً لي"، مثنياً على "الدور التاريخي الذي أداه من أجل خدمة قضيته وشعبه، والقضايا العادلة في العالم".

وأخفق كارتر في الحصول على إذن من الاحتلال لدخول غزة. وقال "لم اتمكن من الحصول على اذن للتوجه الى غزة. كنت اود ذلك. طلبت اذناً، ولكن تم رفضه. وربما يمكن أن نتوصل لطريقة للالتفاف حول ذلك. لا أعلم بعد". ولم يذكر كارتر إسرائيل بالاسم، لكن عضواً في الوفد الذي يترأسه اشار الى أن الدولة العبرية رفضت طلب الرئيس الأميركي الأسبق.

ونقلت "يونايتد برس انترناشونال" عن مصدر من حماس إن كارتر قدم طلباً الى مصر للقاء رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وعدد من قادة الحركة في غزة، مشيراً إلى ان ثمة موافقة مبدئية من القاهرة لعقد اللقاء على أراضيها.

وذكرت "اسوشييتد برس" ان كارتر سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق بعد غد الجمعة.

ودافع كارتر عن اجتماعه بمشعل، قائلا "سأبذل قصارى جهدي لجعله يوافق على حل سلمي للخلافات مع إسرائيل وحركة فتح"، مضيفا "لكنني لست مفاوضا. انا احاول فقط فهم وجهات النظر المختلفة وبناء همزة وصل... بين أناس لا يريدون الاتصال ببعضهم بعضاً... ومن ثم أعتقد أنه (مشعل) إذا كان لديه شيء بناء يقوله هو أو الرئيس السوري (بشار الأسد)... فسأنقل ذلك إلى أشخاص آخرين". وتابع "بما ان سوريا وحماس ستكونان معنيتين في اتفاق سلام نهائي، فيجب أن تشاركا في المحادثات المؤدية إلى سلام نهائي"، موضحا أنه ليس في مهمة رسمية، ومقرّا بأن "لا سلطة لديه على الإطلاق".

وتشمل جولة كارتر، الى "اسرائيل" والضفة، مصر وسوريا والاردن والسعودية.

مصادر
السفير (لبنان)