وبارك جورج بوش الأب الروحي للجماعة، بيان القادة العرب ومضمونه. ووعد بالدعم الكامل للمشروع. وما أن عاد القادة الميامين الي دولهم حتي بدأ الزحف المبارك نحو فلسطين، والعراق تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين. وبدأ الصهاينة يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، ويخرجون أفواجا وجماعات كما فعل أجدادهم من بني قينقاع ابان الجلاء الأول في عهد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وخرجت القوات الأمريكية من العراق مذعورة أمام الجيوش العربية المحتشدة في كل مكان. ودون طلقة نار واحدة! وتعانق محمود عباس وخالد مشعل في العاصمة السورية.

وتنازل عباس عن السلطة لصالح اسماعيل هنيه، وانخرط هو وزميله أحمد اقريع في جماعة الدعوة والتبليغ. وأصبح صائب عريقات امام مسجد في غزة المحررة. وتبادل حسن نصر الله القبلات مع فؤاد السنيوره وتقاسما أن لا يختلفان أبدا. وخرج سمير جعجع ووليد جمبلاط مع آخر يهودي يغادر الأرض العربية. وتنازل الحزب الحاكم في مصر عن السلطة لصالح الاخوان المسلمين. واعتكف حسني مبارك في الأزهر الشريف وآل علي نفسه أن لا يخرج منه حتي يلقي ربه.

وتصالح عبدالله صالح مع الحوثي وعينه نائبا له. واستقال معمر القذافي من رئاسة ليبيا وأصبح أستاذا للغة العربية في جامعة طرابلس. وتوحد السودان شرقا وغربا تحت زعامة واحدة مجمع عليها. واعتنق سلفاكير الاسلام وذهب يدعو الجبهة الشعبية للدخول فيه أفواجا وجماعات. وتحرر الصومال وعاد للحظيرة العربية واحدا وموحدا. وتصالحت القاعدة في المغرب الاسلامي مع بوتفليقه والملك سيدي محمد السادس وتسامح الجميع علي أساس وحدة الهدف والمصير. وتبادل المغرب والجزائر السفراء في جو من الوحدة والوئام. وطبقت الديمقراطية والحكم الرشيد في جميع أرجاء العالم العربي.

وخرج جيش النيتو من أفغانستان مهزوما مدحورا. وخرج معه حامد كرزاي وجماعته تحت وطأة المجاهدين. واستقال برفيز مشرف من رئاسة الباكستان وأصبح شيخ محظرة لتعليم القرآن الكريم في منطقة القبائل. وتحرر الشيشان من أيدي الروس الظالمين. وفي الأخير قامت الخلافة الاسلامية الراشدة علي كل أرض الاسلام وعم الأمن والسلام والرخاء كل بلاد العرب والمسلمين. حتي لم يبق فيها فقيرا ولا محروما. وأشرقت الأرض بنور ربها. وامتلأت الأرض عدلا بعد ما ملأت جورا الي آخره...

لكن هذه مجرد سمكة ابريل أو حلم جميل. وهو أمل مستحيل في هذه الظروف. فالقادة العرب اتفقوا علي أن لا يتفقوا أبدا. وهم عاجزون عن تأمين لقمة العيش لمواطنيهم. ناهيك عن ما هو أكبر. والجيوش العربية موضوعة للديكور وقمع المستضعفين. وهي مهزومة حتي قبل أن تتحرك. وموالاتها للحكام الذين بدورهم موالاتهم لليهود والأمريكان. ومحمود عباس وجماعته جبلوا علي ما هم عليه حتي قيام الساعة. ولم يستطيعوا دعوة اخوانهم في حماس للمصالحة ناهيك عن دعوة العالم للطريق المستقيم. ولبنان قد يصبح لبنانين أو أكثر في العهد القريب. وكذلك السودان. والصومال آماله تتضاءل تحت الزحف الأثيوبي الأمريكي والتخاذل العربي الاسلامي. ووو. الي آخر القائمة الطويلة المؤسفة. الآمال مفقودة، والآفاق مسدودة، والي نيسان (ابريل) القادم. ان وجد أحد علي أرض العرب والمسلمين آنذاك لا زال يقدر علي الحلم أو كذبة جديدة. والواقع مر والقادم قد يكون أشد. والله في عوننا.