كرر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، موقف دمشق الرسمي من قضية مزارع شبعا، وذلك خلال لقائه المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، بان كي مون، روبرت سيري، في دمشق.

ونقلت مصادر رسمية سورية عن المعلم تأكيده، خلال اجتماعه مع سيري في دمشق، استعداد دمشق لترسيم الحدود اللبنانية السورية بمجرد خروج الاحتلال الإسرائيلي من مزارع شبعا.

وكان المعلم بحث مع سيري تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة إقليميا ودولياً لإطلاق عملية السلام، في اللقاء الذي حضره نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومديرا إدارتي الإعلام الخارجي والمنظمات الدولية في وزارة الخارجية والوفد المرافق لسيري.

وقالت مصادر رسمية لـجريدة السفير اللبنانية أن التطرق إلى موضوع مزارع شبعا جاء خلال الحديث عن لبنان، وأن الجانب السوري جدد موقفه الاستعداد للترسيم بين سوريا ولبنان حالما تخرج إسرائيل من المزارع، مشيرة إلى أن الجانب السوري تحدث عن إمكانية إجراء هذا الترسيم خلال يومين في حال تم جلاء قوات الاحتلال من المنطقة.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أعرب عن أمله في ان يتمكن اللبنانيون من تشكيل حكومة الوحدة «في أسرع وقت ممكن».

ونقلت مصادر مطلعة لجريدة الحياة الصادرة في لندن عن المعلم قوله ان دمشق «دعمت وأيدت اتفاق الدوحة الذي جنب لبنان مزالق خطرة»، مشدداً على ضرورة «استكمال الحل السياسي بناء على بنود اتفاق الدوحة» الذي يتضمن تشكيل حكومة الوحدة والاتفاق على قانون انتخابي.

كما اوضح المعلم وفق نفس الصحيفة أنه "بموجب الاتفاق، فإن سورية لا تتدخل في تشكيل الحقائب وتوزيعها، ذلك ان هذا الأمر شأن لبناني يجب على اللبنانيين الاتفاق حوله. لكن نأمل ان يتوصلوا إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن".

وتحدث وزير الخارجية السوري عن العلاقات بين بلاده ولبنان وضرورة قيامها على أساس "المصالح المشتركة التي تتطلب ان تكون علاقتهما ممتازة". وأشارت المصادر الى ان المعلم عرض موقف دمشق إزاء ترسيم الحدود وإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

من جهته، أبدى سيري تفاؤله إزاء التطورات الايجابية الأخيرة في المنطقة، مشيراً إلى المحادثات غير المباشرة السورية الإسرائيلية برعاية تركية، واتفاق التهدئة مع إسرائيل، معتبرا أن هذه التطورات ما زالت بحاجة إلى متابعة ودعم مستمرين، وفقا لذات المصادر.

كما أكد سيري دعم الأمم المتحدة لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وسعيها بالمشاركة مع الأطراف الدولية الأخرى للوصول إلى هذا الهدف بما يكفل تحقيق الأمن والسلام في المنطقة وإعادة الحقوق المشروعة لأصحابها.

وأكد سيري، عقب اللقاء، دعم الأمم المتحدة القوي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وتطلعها لتطوير التعاون مع دمشق.

واستمع سيري إلى وجهة نظر الجانب السوري بضرورة العمل من أجل سلام حقيقي وفقا لقرارات الشرعية الدولية، من دون الرضوخ لعامل الوقت، مشيرا إلى أنه يجب الا يخضع هذا العامل لما يجري حاليا من مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، وأنه يمكن أن يكون تراكما سياسيا حتى العام المقبل مع مجيء الإدارة الأميركية الجديدة.

وكان فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أكد خلال اللقاء أهمية تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي واهتمام سوريا برؤية دور مستقل وفاعل للأمم المتحدة في تعاملها مع قضايا المنطقة بشكل يعكس مبادىء المنظمة التي كفلها ميثاقها.

على صعيد آخر أكد وزير خارجية النرويج يوناس غار شتور امس ضرورة الدفع باتجاه تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط إذا توفرت هناك فرصة في هذا الاتجاه ، معتبرا أن العديد من التطورات السياسية المهمة تشير إلى إمكانية السير في اتجاه إيجابي.

وأضاف غار شتور في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء الرسمية( سانا) لدى وصوله ظهرا إلى دمشق، أن محادثاته مع المسؤولين السوريين ستتناول الوضع السياسي في المنطقة، وهي تأتي في إطار استكماله محادثات سابقة كان أجراها خلال زيارته لدمشق.

ونقلت الوكالة عن الوزير النرويجي تأكيده على تعزيز العلاقات السورية الأوروبية (باعتباره أمرا مهما ومفيدا للجانبين)، مشيرا إلى أهمية مواصلة البحث والسعي للحصول على قنوات تواصل ووضع أرضية مشتركة للأفكار ووجهات النظر بينهما.وأضاف أن الوضع في الأراضي الفلسطينية واتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل فرصة لتحقيق التقدم في المفاوضات ، معربا عن الأمل في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ، وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته في الوصول إليه.

ومن المقرر ان يلتقي غار شتور صباح اليوم مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

ورجحت مصادر مطلعة أن يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير النرويجي لبحث ملفات المنطقة والعلاقات الثنائية ، والتركيز على العلاقات السورية مع الاتحاد الأوروبي

من جهة أخرى، نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن رئيس البرلمان الأوروبي هانس غيرت بويترينغ أنه سيزور دمشق في تموز المقبل، في إطار التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودمشق.