وإن ما يقال في إسرائيل عن تصنيفات للقوى السياسية كاليسار واليمين الوسط واليمين المتطرف يعني الشارع الإسرائيلي وحده في رسم وتنفيذ السياسة الداخلية في إسرائيل، أما بالنسبة لنا نحن العرب فعلينا أن ندرك بأن جميعهم يعملون على اغتصاب الأراضي العربية وتهجير وقتل العرب والعبث بتراثنا والإساءة لقيمنا وأدياننا، وكل زعيم إسرائيلي جديد يحاول بكل ما لديه من وسائل أن يثبت إخلاصه أكثر من غيره للمبادئ التي أسست عليها إسرائيل لذلك فإن أي رجاء أو انتظار لتيار سياسي أو زعيم إسرائيلي يمكن أن يحقق مطالبنا في السلام هو عبث وإهدار للوقت لأن إسرائيل لا تريد السلام من أجل السلام وإنما ترى فيه مناورات تكتيكية من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية تضمن لإسرائيل التفرد بالقوة في منطقة تضمن فيها فرض شروطها وحتى أصحاب نظرية الشرق الأوسط الجديد الذين طرحوا نظريتهم على أساس السيطرة على الشرق الأوسط من بوابات اتفاقيات السلام كانوا أكثر من غيرهم بطشا بالعرب نظرا لتعطشهم للدماء وتلبية لرغبة الشارع الإسرائيلي الدموية.

إن العرب إذا ما ظلوا رهينة لصناديق الاقتراع في الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما فإن حالهم المتردية هذه ستصبح أكثر سوءا لأن إسرائيل لا تقبل إلا بالسلام الذي يفرض عليها بالقوة. ولا يفسر ارتباط البعض بصناديق الآخرين إلا أحد أمرين إما أنه تعبير عن نقص يشعر فيه المواطن العربي لعدم إمكانية انتظار نتائج الصناديق في بلده أو أنه نتيجة فقدان الثقة في الإرادة السياسية للحكام العرب ما يجعله ينتظر الفرج ولو من صناديق اقتراع عدوه.