"مجهولة" تسير مع قناعة بأنها قادرة على كل شيء.. مجهولة الهوية وربما القدرة على رؤية الضوء، لكن الأخطر أن "النقاب" لا يعنيها بل يعني الجميع، فعندما نقرر أن الحياة يمكن أن تكلل بالسواد، فإننا سنبقي تفكيرنا بقدرة هذا اللون على تشكيل ظل فوق كل مساحة نستطيع بناءها أو الدخول إليها.

إنها تسير بنقابها.. والذكور يسيرون أيضا بشهواتهم التي تم تحصينها بطيف من السواد !! وهي ليست صورة شاعرية لأنها المظهر الذي يمكن أن نعتاده، فتصبح وجوه النساء ذكرى، بينما يظهر الذكر بلون رمادي لا يذكرنا إلا بالحكايا الشعبية التي تتحدث عن الجن والشياطين...

و"النقاب" يهبط بشكل سريع ليجعلنا على مساحة واحدة من كل "المشاهد" التي تصادفنا.. وأنا كأنثى أستطيع متابعة الضوء الخافت، فأركب سيارتي وأحاول أن أرى من خلال الظلال السوداء للمدينة، فأسأل نفسي هل هناك جدوى من الحياة في ظل "اللون الباهت"!! أو حتى الصورة التي تبقى معتمة رغم تحديقي... ربما لا فائدة للعينين.. وربما لا حاجة لأي ضوء مبهر لأنه "يخطف الألباب".. فإذا أغلقت على نفسي أدركت أنني قادرة على مكاشفة داخلي، فأحاول اختراق المكبوت والمنسي.. وأشعل حرب جسدي على مساحة ضيقة حولي... فلماذا يتذمر الذكور من الإناث؟!

حجم المتعة الضيق.. القبل المخبأة ليوم الزفاف.. أو الجنون المحصور في ثواني، ثم الضوء الباهت والجنس المحصور بين حائطين.. أو حتى المشاعر المرمية على سرير.. هل أترك الأنوثة فوق سرير المتعة وأمضي بالنقاب خارجا أتلفت حولي لأستعيد الصور الباهتة؟!!

إنها ذاكرة لي أتحملها وأعرف أن المشاكل الصغيرة هي النقاب الذي يلف حياتي فيصبح جسدي ضيقا وبصيرتي أضيق، ويصبح الذكور محشورين بين السواد وقسوة الحياة... فأطلقوني أو أطلقوا أنفسكم لأننا في الحياة الضيقة نتشارك "التفاهة" ثم ندع الجمال جانبا