الأنثى تسريبة كبيرة وفضيحة خارج السياسة، وهي "ملايين" من الوثائق المسربة يوميا في صورتها أو في حروفها النازفة أو المبتسمة أو العالقة على شفاهها، وهي أيضا النقطة التي تتدفق منها "المعلومات" عن الخطيئة والمجتمع وقضايا الأمومة وحتى المساحات المتبقية من الفكر الذي ينحسر بعيدا تفاصيل حياتنا.

ولماذا الأنثى تسريبة لا تنتهي؟ لأننا في زمن "ويكيليكس" نكتشف أن قيمة الوثيقة ليس فيما تحمله من معلومات بل بكونها تؤكد ما هو معروف ولكنه يحتاج لقرينة، وكما في السياسة فإن الحياة أيضا تحتاج لتلك الجمل الطويلة التي تعيد للحياة حيوية البحث عن تفاصيل العلاقات، فننتقل من زاوية لأخرى، وندرك أن "الطيف السياسي" أضيق بكثير من كم التسريبات الأنثوية، التي تحمل مشاهد أيضا وعواطف وانطباعات تنقلنا لعالم من الصراعات التي لا تنتهي.

جوليان أسانغ يملك تهمتين الأولى "اغتصاب جنسي" والثاني "اغتصاب معلواتي" فهل من مقاربة بين الاثنتين؟ إذا اقتنعنا بأن الأنثى تسريبة فإن التمتين يمكن أن يصبحا نوعا من المزاح طالما أن مسألة البحث عن تسريبة لا يمكن ان تتم دون رؤية إضافية، ولا نستطيع أن نكتبها أو نضعها في متناول الجميع نوع رؤية أنثوية تجعلنا قادرين على مسح اللون الرمادي ودفقع الجميع إلى الافتراق سواء كان هذا الافتراق نوعا من التضاد السياسي أو الاجتماعي، أو حمل معركة على الشرف الذي يبدو أنه لا يسلك مالم تصبح التسريبات جزءا منه.

لمن لا يستطيع تركيب "التسريبة" ووضعها أمام الجميع، ولمن هم غير قادرين على فهم العالم في وقت أصبح السياسيون يجلسون على موائدنا وربما ينامون في فراشنا، ولهؤلاء الذين يشعرون أن هناك مؤامرة مكتوبة عليهم أن يتوقفوا أمام صور النساء في ذاكرتهم، ابتداء من حواء ومرورا بـ"امرأة العزيز" التي أرادت إغواء يوسف وانتهاء بـ"مونيكا" التي جعلت من حقبة "بيل كلينتون" موسومة بصفة الأنوثة..... وعلينا في النهاية تذكر والدة جوليان أسانغ التي ظهرت على الشاشات أمس كي تدعم ولدها.

هل يكفي هذا القدر من البحث عن التسريبات في عيون الإناث؟ وهل نستطيع العبور لعالم آخر لا يظهر فيه الاغتصاب متوافق مع اغتصاب المعلومات..... ربما علينا لاانتظار.