بعد ساعات قليلة على اللقاء بين نتنياهو وميتشل في القدس المحتلة، وقبيل توجه الأخير إلى رام الله لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داهمت قوات من الاحتلال حيي صور باهر وراس العمود في القدس الشرقية، حيث هدمت منزلين قيد الإنشاء، وقرر بناء 24 منزلاً للمستوطنين في القدس المحتلة، لكن الأخطر وما ينذر بنكبة فلسطينية جديدة، هو ما كشفته وزارة الداخلية الإسرائيلية ’أن هناك أكثر من 60 ألف منزل داخلَ المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48 معرضة للهدم’، وبدأ بهدم منزل في مدينة اللد، بعد إخلاء سبعة منازل من سكانها لاستكمال هدمها بالذريعة ذاتها، ما يعني دخول مرحلة جديدة في مخطط ’الترانسفير’ .

وفيما تكتمت إسرائيل على مضمون المحادثات التي أجراها ميتشل مع نتنياهو، مساء أمس، أعلنت السلطة الفلسطينية أن المبعوث الأميركي عرض على عباس أفكارا جديدة لاستئناف المفاوضات، فيما طالب الأخير بضمانات أميركية لأية مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عقب اللقاء بين ميتشل وعباس، إنّ الإدارة الأميركية عرضت علينا أفكارا من خلال ميتشل، مضيفا أنّ القيادة الفلسطينية اطلعت ميتشل على موقفها، مركزة على وجوب وقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقبل بدء اللقاء، قال مسؤول فلسطيني إن عباس وجه رسالة للإدارة الأميركية، سلمها عريقات لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وطالب فيها بـضمانات أميركية وإجابات لاستفسارات حول أي مفاوضات مرتقبة مباشرة أو غير مباشرة.

وبحسب ما أوضح المسؤول الفلسطيني فإنّ الضمانات التي يطالب بها عباس تتضمن وقفا شاملا للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتوفير مرجعية سياسية واضحة تشمل بالأساس إنهاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، ووجود قوة دولية ثالثة على الحدود الفلسطينية (المستقبلية)، وحل جميع قضايا الحل النهائي، وخاصة قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن معرفة آليات التفاوض ومدة المفاوضات ومواضيع وقضايا المفاوضات ودور الإدارة الأميركية فيها ان حصلت.

لكن ميتشل لم يأت على ذكر الرسالة أو أية طلبات فلسطينية، إذ اكتفى بالقول ان واشنطن مصممة على متابعة جهودها من اجل التوصل إلى اتفاق سلام.

ومن المقرر أن يتوجه ميتشل اليوم إلى القاهرة، حيث سيجري مباحثات مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وذلك قبل ساعات من انعقاد اجتماع لجنة المتابعة العربية للسلام على مستوى وزراء الخارجية.
وقال مصدر في الجامعة العربية إن الموقف العربي من عملية السلام سيتحدد وفق ما يطرحه عباس، الذي سيشارك في الاجتماع، بشأن الأفكار الأميركية التي بحثها مع ميتشل.

إلى ذلك، أعربت ’إسرائيل’ عن ارتياحها لقرار الاتحاد الأوروبي عدم الاعتراف حاليا بدولة فلسطينية.
وقال نائب وزير الخارجية داني أيالون ’للإذاعة العامة الاسرائيلية’ آمل في ان يضع حس المسؤولية لدى أولئك الذين يقومون بدور قيادي مثل الأميركيين والاتحاد الأوروبي حداً للتهديدات الأحادية الجانب التي يلوح بها الفلسطينيون.

وكان الاتحاد الاوروبي اعلن اول من امس استعداده للاعتراف بدولة فلسطين ’عندما يحين الوقت المناسب’، من دون الاتفاق على الضغوط المطلوب القيام بها لتحريك مفاوضات السلام. واعتبر الوزراء الاوروبيون المجتمعون في بروكسل هذه الخطوة سابقة لأوانها. وقال وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانو: ’لا يزال الوقت مبكراً في هذه المرحلة’، مع إقراره بأن المسألة لا تزال قيد البحث. كما رفض وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الحديث عن فشل تام للمفاوضات، داعياً الى تفادي كل ما من شأنه تعطيل نجاحها ونجاح عملية السلام. بما في ذلك اتخاذ خطوات أحادية مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.