ذكرت وثائق سرية نشرها موقع ويكيليكس، أن الولايات المتحدة عملت على منع سوريا من الحصول على معدات وتقنيات من الهند واستراليا يمكن ان تستخدم في تصنيع اسلحة كيميائية، وانها طلبت من اسرائيل المساعدة في عرقلة هذه الصفقات المحتملة.

وأشارت الوثيقة، المؤرخة في 30 كانون الأول العام 2008، إلى أن واشنطن حصلت على معلومات تفيد بأن مؤسسة سورية تمتلك أنظمة كيميائية وبيولوجية تسعى إلى الحصول على مساعدة تقنية من فريق أسترالي، والتفاوض مع شركات هندية لشراء معدات من بينها أجهزة تبادل حراري ومضخات، موضحة أنه ثمة اعتقاد بأن هاتين الجهتين قد تلقتا دعوة لزيارة المؤسسة السورية في الأشهر الثلاثة الماضية، وأن سوريا ربما تكون قريبة من إبرام صفقات معهما.

وبحسب الوثيقة فإن واشنطن تعتمد على مساعدة الحكومة الإسرائيلية في التحري حول هذا النشاط، وأخذ كل الخطوات الضرورية لمنع الهند والفريق الأسترالي من توفير معدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وخدمات التكنولوجيا لسوريا.

وأوضحت الوثيقة أنه بالرغم من أن هذه المعدات تندرج في إطار الاستخدام التجاري المشروع، إلا أن ثمة إمكانية لتحويلها إلى برامج أسلحة كيميائية.

ولفتت الوثيقة إلى أنّ الولايات المتحدة طلبت من الهند أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع سوريا من استخدام المعدات في برامج الأسلحة الكيميائية، وإطلاعها على تفاصيل هذه الصفقات.

وفي سياق التسريبات المستمرة من موقع ويكيليلكس،قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة إن نشر الموقع للبرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة يضر بالدبلوماسية. ودعا إلى تحقيق التوازن بين ’حرية التعبير وحق المعرفة’ مع الاحتفاظ بالسرية في العمل الدبلوماسي.

وقال مون في مؤتمر صحفي بنيويورك ’من غير المناسب أن تسرب هذه الوثائق السرية’. وأضاف أن ’الاندفاع من جانب المسربين من شأنه أن يزيد من صعوبة القيام بالعمل الدبلوماسي العادي والمعقول’.
وأشار إلى أن القانون في بعض البلاد يقضي بعدم الكشف عن أي وثيقة سرية قبل مرور 30 عاما على إصدارها.

وكان مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج قال إنه تعرض هو ومؤسسته لتحقيق قاس من قبل السلطات الأميركية بعدما نشر برقيات دبلوماسية سرية، في حين قالت شرطة بلده الأصلي أستراليا إنه لم ينتهك أي قانون جنائي في البلاد بنشره تلك البرقيات.

وردا على سؤال عما إذا كان يواجه مؤامرة أميركية قال أسانج ’إن هناك تحقيقا قاسيا للغاية، سقطت الأقنعة عن البعض وتقوم وظائف البعض على ملاحقة القضايا الشهيرة’.

وكان أسانج قال -بعدما أفرج عنه القضاء البريطاني الخميس بكفالة- إنه يخشى تسليمه للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن محاميه سمعوا شائعة تفيد بأن واشنطن أصدرت لائحة اتهام ضده، لكنه قال إن الشائعة غير مؤكدة حتى الآن.

كما أعلن أسانج أن هناك الكثير من المعلومات ’المستقاة من برقيات دبلوماسية أميركية ستنشر على موقعه’، مشيرا إلى أن البرقيات المسربة تعكس ’تحولا تدريجيا في دور القانون بالمؤسسات الأميركية التي يجب كشفها، ونحن نفعل ذلك’.

وكانت تسريبات ويكيليكس قد أثارت غضب الولايات المتحدة التي اتهمت أسانج بتهديد مصالحها في العراق وأفغانستان بسبب الوثائق التي نشرت أسرارا عن النشاط العسكري الأميركي بالدولتين.