الكاتب : ميليا عيدموني

وفي اليوم الثامن عشر انتصرت إرادة الشعوب الحرة..

لا فوارق اجتماعية أو دينية،لا فرق بين شباب/ات قادوا الثورة، وبين داعم لها، كلهم في ميدان التحرير اجتمعوا على كلمة واحدة وبصوت واحد هتفوا ’الشعب اسقط النظام’.

أربع وعشرون ساعة أمضاها الشعب المصري ومؤيديهم/ن حول العالم، أقل ما يمكن القول عنها ساعات من التاريخ مضت في ترقب وانتظار للخطوة التالية التي سيقدم عليها الرئيس الذي أبى إلا أن يكون مخلوعاً.

الأحداث التي شهدها مطلع العام 2011، أكدت أن إرادة الناس الحرة فوق كل الاعتبارات و’الأجندات’ السياسية والاجتماعية، ولا يختلف اثنان أن ثورتي الياسمين واللوتس، طوت صفحة الاستبداد والديكتاتورية، لتكتب فصلاً جديداً من تاريخ الشعوب العربية والعالمية على حد سواء.

فصل جديد كتبه شباب مصر بدماء شهدائه الأحرار، الذين أبوا أن يسكتوا على الظلم و الاستعباد والتجويع الذي لحق بهم،وأثبتوا على مدى 18 يوماً أن ولائهم وانتمائهم لا يمكن لأحد أن يشتريه إلاً الوطن.

شباب/ات ثورتي اللوتس والياسمين الشعبيتين،أعادوا وضع النقاط على الحروف من جديد حول دور الشباب العربي في قيادة ورسم مستقبل أمتنا التي لطالما تجاهلت مطالبهم ووضعهم على هامش ’أجنداتها’ وأولوياتها على اعتبار أنهم لم يبلغوا السن القانونية بعد للتعبير عن رأيهم.

لحظة بلحظة عشنا مع الثوار الشباب، في ميدان التحرير، تضامنّا مع دموعهم/ن، مع ضحكاتهم/ن، استمتعنا بخفة ظلهم وهم يرسمون يومياً قاموس سياسي واجتماعي جديد غير طريقة التعامل مع الثورات العربية.

شباب ميدان التحرير على مدى 18 يوماً أبهروا متابعيهم حول العالم بطريقة معالجة ثورتهم وردات فعلهم على كل خطاب أو خطوة قام بها النظام المخلوع، رافضين لأي جهة أن تسرقها أو تستثمرها لصالحها،مُصرين على أنها كانت منذ يوم25 يناير ثورة الكرامة والحرية.

لا يمكننا الإنكار أن وسائل الإعلام الجديد كانت السلاح الأبيض الذي استخدمه المحتجون/ات للمطالبة بإسقاط أنظمتهم التي لطالما ضيقت عليهم مساحة الحرية والتعبير عن الرأي، فهل كان يعلم مارك زوكربرج مؤسس الموقع الاجتماعي فيس بوك،أن شبكته التي أرادها للتواصل داخل أروقة جامعته، أنجبت ثورات تغير بموجبها مجرى التاريخ في العالم العربي؟.

بعد ثورة الياسمين واللوتس الشعبيتين ستختلف طريقة تعاطي الجمهور مع وسائل الإعلام الجديد عن ما قبلهما، ولا يختلف اثنان أننا انتقلنا اليوم إلى مرحلة جديدة من تعاطي الحكومات العربية مع الإعلام الاجتماعي، بعد أن وقفت عاجزة عن فرض سيطرتها على أدواته،على أدواته في ظل التطور السريع والحلول المبتكرة سواء من الشباب العربي و حتى من القائمين على هذه الأدوات.

وخير مثال على ذلك الخطوة التي قامت بها الحكومة السورية بمنح ثقتها للشباب السوري ورفعت الحجب عن عدد من المواقع الاجتماعية ولا سيما الفيس بوك، بعد أن أثبتوا/ن قبل فك الحجب وبعده ’وعيه’ في التعامل مع هذه المواقع.

من المؤكد أن تويتر والفيسبوك حاضنا الثورات الشعبية العربية سيلعبان في المستقبل دوراً مهماً في الحراك الاجتماعي العربي خاصة أن عدد مستخدمي هذين الموقعين ارتفعت في العالم العربي بنسبة 78 % مع مطلع العام الحالي.