المشهد السوري ظهر منذ امس في سباق متسارع ما بين "الحل الأمني" والتعامل مع "الحلول السياسي"، فبعد إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مبادرة تجاه سورية لم يكشف عنها، تحدث وزير الخارجية السوري سيرغي لافروف عن تكليف الرئيس السوري بشار الأسد لنائبة فاروق الشرع من أجل المبادرة في الحوار، وظهر الصراع على اكتساب المعارضة واضحا منذ الفيتو الروسي – الصيني، لكنه في المقابل فتح مساحات تظهر موسكو الأكثر قدرة على التحكم بخيوط الأزمة السورية.

وأعلن لافروف عن ختام مباحثاته مع نظيرته الباكستانية حنا رباني اليوم 8 شباط، بأن الرئيس السوري كلف الشرع بإجراء الحوار مع كل القوى المعارضة، موضحا تأيده لكل المبادرات "التي من شأنها ضمان الظروف للسوريين انفسهم ليباشروا بالحوار ويبحثوا عن طرق المصالحة الوطنية"، ودعا أعضاء المجتمع الدولي للمساعدة على هذا الموضوع.

وبين لافروف أنه ليس من شأن المجتمع الدولي استباق نتائج الحوار الوطني". وبين أنه طرح هذه المسألة في مباحثاته مع الرئيس السوري أمس الذي أكد حسب تعبير لافروف "أنه يكلف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع باجراء الحوار مع كل القوى المعارضة وبتنظيم الحوار الوطني الذي سيشمل كل القوى السياسية السورية"، معتبرا أن هذا الاستعداد هو عامل إيجابي ",يعتبر عاملا هاما يجب أخذه بالحسبان ونعول على ان كل من له تأثير على المعارضة سيحثها على بدء مثل هذا الحوار".

وكان الرئيس السوري أعرب في وقت سابق عن استعداده لإرسال وفد حكومي رسمي الى موسكو لعقد لقاء مع المعارضة. وحسب بيان الناطق باسم الخارجية الروسية اليوم فإن الرئيس بشار أبدى تفهمه وتأييده لموقف روسيا، "وأكد استعداده لإرسال وفد حكومي رسمي الى موسكو للمشاركة في اللقاء السوري-السوري".

كما تحدث البيان الروسي تأكيدات موسكو على "النهج" الرامي الى المساهمة في التسوية السلمية للازمة السورية من قبل السوريين انفسهم مع الاحترام الكامل لسيادة سورية، والتأكيد أيضا على ضرورة الوقف الفوري للعنف مهما كان مصدره وبدء الحوار الوطني وإجراء الاصلاحات الديمقراطية الملحة في اسرع وقت حسب البيان.

أما الخارجية الأمريكية فنقلت عبر الناطقة باسمها فيكتوريا نولند "قلق واشنطن" من إمكانية أن تكون الوعود التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "كلاما فارغا".

وقالت في تصريحات صحفية بواشنطن أمس: "فيما يخص التقارير الصحفية، فبإمكانكم أن ترون أن المجتمع الدولي سيقابل بتشكك تكرار الأسد لوعوده بإجراء الاستفتاء التي يرددها طوال أشهر بدل وقف العنف... بصراحة، لا أفهم كيف يمكن أن يؤدي ذلك كله إلى حوار وطني سلمي حول المستقبل الديموقراطي لسورية الذي نريده لها".

وأضافت نولاند أن الطرف الروسي لم يبلغ واشنطن حتى الآن عن نتائج زيارة المندوبين الروسيين إلى دمشق وقالت: "ستمتنع وزيرة الخارجية والوزارة عن أي تقييم لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق حتى إجراء الاتصال بينه ووزيرة الخارجية الأمريكية بعد عودته إلى موسكو".

وكانت بعض الدول الغربية استدعت سفراءها من سورية للتشاور، بينما سحبت الولايات المتحدة بعثتها لأسباب قالت انها أمنية، أما دول الخليج فصعدت بشكل غير مسبوق حيث سحبت سفرائها من دمشق وقامت بطرد سفراء سورية من عواصمها.

وجاء في بيان المجلس الذي صدر أمس 7 شباط أن هذا الإجراء يتخذ ردا على تصاعد العنف في سورية.

يذكر أن تونس اعلنت قبل ثلاثة أيام بدء عملية طرد السفير السوري، كما دعا علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي يوم 5 شباط الدول العربية إلى طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها.