قال الرئيس الأسد في مستهل كلمته.. يسعدني أن التقي بكم مرة أخرى تحت قبة مجلسكم وأن أتحدث إليكم اليوم وأن أخاطب عبركم أبناء سورية الأعزاء.. سورية التي تنبض في قلب كل واحد فينا حبا وكرامة.. سورية القلعة الحصينة بتلاحمها.. العظيمة بأمجادها.. الشامخة بشعبها في كل محافظة ومدينة وبلدة وقرية.

نحن في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين

أتحدث إليكم في لحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا ولغيريتنا.. وهو امتحان تشاء الظروف أن يتكرر كل حين بفعل المؤامرات المتصلة على هذا الوطن.. وتشاء إرادتنا وتكاتفنا وإرادة الله أن ننجح في مواجهته في كل مرة نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومنعة.

من ينتمي للشعب السوري دائما رأسه مرفوع إن شاء الله.. أتحدث إليكم بحديث من القلب تختلط فيه مشاعر الفخر بالانتماء إلى هذا الشعب.. بمشاعر العرفان والتقدير لما أحاطني به من حب وتكريم وبمشاعر الحزن والأسف على الأحداث التي مرت وضحاياها من اخوتنا وأبنائنا.. وتبقى مسؤوليتي عن السهر على أمن هذا الوطن وضمان استقراره الشعور الملح الحاضر في نفسي في هذه اللحظة.

نقول للأعداء لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم.. أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته

أنا أعرف أن هذه الكلمة ينتظرها الشعب السوري منذ الأسبوع الماضي.. وأنا تأخرت بإلقائها بشكل مقصود ريثما تكتمل الصورة في ذهني أو على الأقل بعض العناوين الأساسية والرئيسية من هذه الصورة ولكي يكون هذا الحديث اليوم بعيدا عن الإنشاء العاطفي الذي يريح الناس ولكنه لا يبدل ولا يؤثر في الوقت الذي يعمل فيه أعداؤنا كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية.

نحن نقر لهم بذكائهم في اختيار الأساليب المتطورة جدا فيما فعلوه ولكننا نقر لهم بغبائهم في الاختيار الخاطئ للوطن والشعب حيث لا ينجح هذا النوع من المؤامرات ونقول لهم لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر بالتعلم من نجاحاته.

لا يخفى عليكم أيها الأخوة التحولات الكبرى التي تحصل في منطقتنا منذ أشهر وهي تحولات كبرى وهامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما أبعد من ذلك وهذا الشيء يعني سورية من ضمن هذه الدول.

إذا أردنا أن ننظر إلى ما يعنينا نحن كسورية في ما حصل حتى الآن في هذه الساحة العربية الكبيرة نقول.. إن ما حصل يعزز وجهة النظر السورية من زاوية هامة جدا ويعبر عن إجماع شعبي وعندما يكون هناك إجماع شعبي يجب أن نكون مرتاحين سواء كنا نوافق أو لا نوافق على كثير من النقاط ويعني هذا الكلام أن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود على الأقل ثلاثة أو أربعة وربما أكثر بقليل عادت الآن إلى قلب الأحداث في منطقتنا وهذه الحالة العربية لم تتبدل حاولوا تدجينها ولكنها لم تدجن وسيكون لهذا الموضوع عدة تأثيرات.

نتمنى أن تؤدي التحولات العربية إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق

أولا بالنسبة لنا تذكرون في كثير من خطاباتي وكلماتي السابقة كنت دائما أتحدث عن الشارع العربي وعن بوصلة الشارع وعن رأي المواطن وكان الكثيرون في الصحافة أحيانا يسخرون.. السياسيون الأجانب يرفضون.. يبتسمون وخاصة في اللقاءات.. وعندما اشتدت الضغوط على سورية وكانوا يطرحون علينا طروحات معاكسة ومناقضة لمصالحنا وفيها تآمر على المقاومة وعلى غيرنا من العرب وعندما كان يشتد الضغط كنت أقول لهم.. حتى ولو قبلت بهذا الطرح فالشعب لن يقبل به وإذا لم يقبل به الشعب فسوف ينبذني وإذا نبذني فهذا يعني انتحارا سياسيا.. فكانوا يبتسمون ابتسامات وكلام غير مصدق.. واليوم وبعد هذه التحركات حصلت عدة لقاءات وكررت نفس الكلام فكانوا يوافقونني على ذلك.

هذا جانب مهم جدا حتى الآن والجانب الآخر.. بما أن الشعوب العربية لم تدجن ولم تتبدل في مضمونها فالأعمال لرأب الصدع العربي تصبح أكبر بالنسبة لنا في التحولات الجديدة إن استمرت هذه التحولات بالخط الذي رسم على المستوى الشعبي كي تحقق أهدافا معينة فيه.

الجانب الآخر هو توجهات الشعوب العربية أيضا تجاه القضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. ونعتقد ونتمنى أن يكون اعتقادنا صحيحا بأن هذه التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية الذي سارت عليه خلال أكثر من ثلاثة عقود تقريبا من مسار التنازلات إلى مسار التمسك بالحقوق وبكل الاتجاهات نعتقد أن ما يحصل إيجابي في مقدماته.

في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير والانفتاح وعلى التواصل المباشر مع المواطنين

إن سورية ليست بلدا منعزلا عما يحصل في العالم العربي ونحن بلد جزء من هذه المنطقة نتفاعل نؤثر ونتأثر ولكن بنفس الوقت نحن لسنا نسخة عن الدول الأخرى ولا توجد دولة تشبه الأخرى لكن نحن في سورية لدينا خصائص ربما تكون مختلفة أكثر في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي.

في الوضع الداخلي بنيت سياستنا على التطوير وعلى الانفتاح.. وعلى التواصل المباشر بيني وبين الشعب والمواطنين وبغض النظر عما إذا كان هناك من سلبيات وإيجابيات أنا أتحدث عن المبادئ العامة.. وبغض النظر عما تم إنجازه وعما لم ينجز لكن كمبادئ عامة هذه مبادئ السياسة الداخلية.

السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية

إن السياسة الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية عندما يكون هناك احتلال.. والرابط بين السياستين الداخلية والخارجية كان دائما نفس الكلمة التي بدأت بها بأن البوصلة بالنسبة لنا في أي شيء نقوم به هو المواطن وبالتالي عندما نبتعد عن البوصلة فهذا هو انحراف بشكل طبيعي وهذا هو دور المؤسسات أن تعدل هذا الانحراف.

هاتان السياستان أو محصلتهما كونت حالة من الوحدة الوطنية في سورية غير مسبوقة وهذه الحالة الوطنية التي تكونت كانت السبب أو الطاقة أو الحامي الحقيقي لسورية في المراحل الماضية وخاصة في السنوات القليلة الماضية عندما بدأت الضغوط على سورية وتمكنا من خلالها من القيام بتفكيك ألغام كبيرة جدا كانت موضوعة في وجه السياسة السورية وأن نحافظ على موقع سورية المحوري.. وهذا لم يدفع الأعداء للاطمئنان.

أبدأ الآن بالمؤامرة وعندها ننتقل إلى وضعنا الداخلي لكي لا يقولوا في الفضائيات إن الرئيس السوري اعتبر كل ما يحصل هو مؤامرة من الخارج لكن نحن علينا أن نبدأ بالمحاور واحدا بعد الآخر ثم نقوم بعملية ربط.

سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن

تزايد هذا الدور أو الحفاظ على هذا الدور بمبادئه المرفوضة للآخرين سيدفع الأعداء للتحضير من أجل إضعافه بطريقة أخرى.. وكنت دائما أحذر من النجاحات لأن النجاحات تدفع للاطمئنان والشعور بالأمان.. وفي المعركة تعرف عدوك تعرف الخطة لكن بعد المعركة لا تعرف ماذا يحضر لك.. فإذا دائما بعد كل نجاح علينا أن نعمل أكثر لكي نحافظ على النجاح ونحمي أنفسنا من أي مؤامرة قد تأتي من الخارج ولا يخفى أن سورية اليوم تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن وتعتمد هذه المؤامرة في توقيتها لا في شكلها على ما يحصل في الدول العربية.

المؤامرة اعتمدت الخلط بين الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية

اليوم هناك صرعة جديدة هي ثورات بالنسبة لهم ونحن لا نسميها كذلك فهي ليست كذلك هي حالة شعبية بمعظمها.. ولكن بالنسبة لهم إذا كان هناك شيء يحصل فيكون الغطاء موجودا.. في سورية.. ثورة هناك وثورة هنا.. إصلاح هناك وإصلاح هنا.. الحرية.. الشعارات.. الوسائل كلها نفسها وبالتالي إذا كان هناك فعلا دعاة للإصلاح وكلنا أعتقد دعاة للإصلاح فسنسير معهم من دون أن نعرف ما الذي يجري حقيقة لذلك قاموا بالخلط بشكل ذكي جدا بين ثلاثة عناصر.. وأنا أعرف أن معظم الشعب الذي يسمعنا بشكل مباشر الآن وأنتم تمثلونه يعرف كثيرا من هذه التفاصيل.. ولكن أريد أن أدخل بها مرة أخرى لكي نوحد المفاهيم بالمعلومات الموجودة حتى الآن.. ربما هناك أشياء قد تظهر لاحقا.. فقاموا بالخلط بين ثلاثة عناصر.. الفتنة والإصلاح والحاجات اليومية.. هناك معظم الشعب السوري يدعو إلى الإصلاح وكلكم إصلاحيون.. معظم الشعب السوري لديه حاجات لم تلب وكنا نختلف ونتناقش وننتقد لأننا لم نلب حاجات الكثير من المواطنين ولكن الفتنة دخلت على الموضوع وبدأت تقود العاملين الآخرين وتتغطى بهما ولذلك كان من السهل التغرير بالكثير من الأشخاص الذين خرجوا في البداية عن حسن نية.. لا نستطيع أن نقول.. كل من خرج متآمر.. هذا الكلام غير صحيح.. نريد أن نكون واقعيين وواضحين.

دائما المتآمرون هم قلة.. وهذا شيء بديهي وحتى نحن في الدولة لم نكن نعرف الحقيقة مثل كل الناس.. لم نفهم ما الذي حصل.. حتى بدأت عمليات التخريب بالمنشآت ظهرت الأمور.. ما العلاقة بين الإصلاح والتخريب.. ما العلاقة بين الإصلاح والقتل حتى لدرجة أن بعض الفضائيات يقولون دائما يفكرون بالمؤامرة.. لا يوجد نظرية مؤامرة.. يوجد مؤامرة في العالم.. والمؤامرة جزء من الطبيعة الإنسانية.. في بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن محددة عامة قبل تخريبها بساعة كاملة.. كيف عرفوا.. هل هي قراءة للمستقبل وحصلت أكثر من مرة.. فعندها بدأت الأمور تظهر.. كان من الصعب علينا في البداية مكافحة هذا الموضوع لأن الناس ستخلط بين مكافحتنا للفتنة ومكافحتنا للإصلاح نحن مع الإصلاح ونحن مع الحاجات هذا واجب الدولة ولكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة وعندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي ووعيه الوطني ما الذي يحصل أصبحت الأمور سهلة وكان الرد لاحقا.. أتى من قبل المواطنين أكثر منه ما أتى من قبل الدولة وكما لاحظتم الدولة انكفأت وتركت الجواب للمواطنين وهذا ما حقق المعالجة السليمة والسالمة والأمينة والوطنية وأعاد الوحدة الوطنية بشكل سريع إلى سورية.

إن ما نراه الآن هو مرحلة من مراحل لا نعرفها هل هي مرحلة أولى.. هل هي مراحل متقدمة.. ولكن نحن يهمنا شيء وحيد المرحلة الأخيرة هي أن تضعف سورية وتتفتت.. هي أن تسقط وتزال آخر عقبة من وجه المخطط الإسرائيلي.. هذا ما يهمنا كيف تسير المخططات لا يهمنا ونحن نتحدث بهذه التفاصيل لأنهم سيتابعون وسيعيدون الكرة بشكل آخر وكل تجربة تبنى على ما سبقها.. وإذا فشلوا فسوف يطورون من هذه التجربة وإذا نجحنا فعلينا أن ننطلق من هذه التجربة.. فإذا الحديث بالتفاصيل بالرغم من أنني نصحت من أكثر من شخص ألا أتحدث بالتفاصيل وأن يكون كلاما عاما بل يجب أن أدخل بالتفاصيل كما هي العادة لنكون نتحدث بشفافية.

بدؤوا أولا بالتحريض .. بدأ التحريض قبل أسابيع طويلة من الاضطرابات في سورية.. بدؤوا التحريض بالفضائيات وبالانترنت ولم يحققوا شيئا وانتقلوا بعدها خلال الفتنة إلى موضوع التزوير.. زوروا المعلومات زوروا الصوت و الصورة زوروا كل شيء.. أخذوا المحور الآخر وهو المحور الطائفي.. اعتمد على التحريض وعلى رسائل ترسل بالهواتف المحمولة رسائل قصيرة تقول لطائفة انتبهوا الطائفة الأخرى ستهجم ويقولون للطائفة الثانية إن الطائفة الأولى ستهجم ولكي يعززوا مصداقية هذا الشيء أرسلوا أشخاصا ملثمين يدقون الأبواب على حارتين متجاورتين من طائفتين لا أقول مختلفتين بل شقيقتين ليقولوا للأولى الطائفة الثانية أصبحت بالشارع انتبهوا انزلوا إلى الشارع.. وتمكنوا من إنزال الناس إلى الشارع وقاموا بهذا العمل ولكن تمكنا من خلال لقاء الفعاليات من درء الفتنة.. فتدخلوا بالسلاح وبدؤوا بقتل الأشخاص عشوائيا لكي يكون هناك دم وتصعب المعادلة هذه الوسائل.

البنية لم نكتشفها كلها.. ظهر جزء من البنية ولكنها بنية منظمة.. هناك مجموعات دعم لها أشخاص في أكثر من محافظة وفي الخارج.. وهناك مجموعات إعلام.. ومجموعات تزوير.. و مجموعات شهود العيان.. وهي مجموعات منظمة مسبقا وأنا أعطي العناوين فقط وما يهمنا هو إذا امتلكوا هيكلية.

أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة

ابتدؤوا بمحافظة درعا00 البعض يقول إن درعا هي محافظة حدودية وأنا أقول لهم إذا كانت درعا هي محافظة حدودية فهي في قلب كل سوري أما إذا لم تكن محافظة درعا في وسط سورية فهي في قلب الوفاء لسورية ولكل السوريين وهذا هو تعريفها وهذا هو حاضرها.. فدرعا محافظة نسق أول مع العدو الإسرائيلي..والنسق الأول يدافع عن الأنساق الخلفية.. النسق الأول مع محافظة القنيطرة وجزء من ريف دمشق هم يدافعون عن الأنساق الأخرى في الخلف.. ولا يمكن لشخص أن يكون من موقعه يدافع عن الوطن وبنفس الوقت يتآمر على الوطن أو يضر به فهذا الكلام مستحيل وغير مقبول وبالتالي أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل.. ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتنة.. ونحن مع درعا وكل المواطنين السوريين معها.

إن أهل درعا هم أهل الوطنية الصادقة والعروبة الأصيلة.. وهم أهل النخوة والشهامة والكرامة وهم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت إثارة الفوضى وتخريب اللحمة الوطنية.

قاموا بنقل المخطط إلى مدن أخرى وكما تعرفون انتقلوا إلى مدينة اللاذقية ومدن أخرى وبنفس الآليات.. قتل وتخويف وتحريض إلى آخره.. وكانت هناك تعليمات واضحة لمنع جرح أي مواطن سوري.. مع كل أسف عندما تنزل الأمور إلى الشارع ويصبح الحوار في الشارع خارج المؤسسات تصبح الأمور بشكل طبيعي فوضى ويصبح رد الفعل هو السائد وما نسميها أخطاء اللحظة تصبح هي السائدة وتسيل الدماء وهذا ما حصل وكلكم تعرفون هذا الشيء.. سقطت ضحايا.

الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم إخوتنا وأهلهم هم أهلنا

إن الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا.. فالضحايا هم أخوتنا وأهلهم هم أهلنا.. ومن الضروري أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب وإذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل وحدة أبناء الوطن وليس من أجل تفريقهم.. ومن أجل قوة الوطن وليس من أجل ضعفه.. ومن أجل ضرب الفتنة وليس من أجل تأجيجها.. ولنعمل بأقصى سرعة على رأب الجرح لنعيد الوئام لعائلتنا الكبيرة ولنبقي المحبة رابطا قويا يجمع بين أبنائها.

الوعي الشعبي الوطني هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها

إن جانبا مما يحصل اليوم متشابه مع ما حصل في 2005.. هي الحرب الافتراضية وأنا قلت في ذلك الوقت بأنهم يريدون منا أن نقدم صك الاستسلام مجانا عبر حرب افتراضية بالإعلام والانترنت.. ولو أن انتشار الانترنت كان أقل في ذلك الوقت.. ونشعر بأن الأمور انتهت ولا مجال أمامنا سوى الاستسلام وبالتالي نقدم لهم صك الاستسلام مجانا من دون معركة.. واليوم نفس المبدأ هي هزيمة افتراضية مخططة لسورية ولكن بشيء مختلف.. هناك فوضى في البلد لأسباب مختلفة بشكل أساسي تحت عنوان الإصلاح.. هذه الفوضى وعناوين الإصلاح ستؤدي إلى طوائف.. طوائف قلقة.. طوائف تختلف مع بعضها تتصادم وتتحقق الهزيمة الافتراضية لسورية بشكل آخر.. نحن أفشلنا هذه الهزيمة الافتراضية المخططة في عام 2005 بالوعي الشعبي.. واليوم طبعا الوضع أصعب لأن انتشار الانترنت أكثر ولأن وسائلهم أحدث ولكن بنفس الوقت الوعي الشعبي الذي رأيناه في هذه المرحلة كان كافيا للرد السريع وأنا مع ذلك أقول دائما لن نطمئن لما لدينا.. علينا أن نعزز أكثر هذا الوعي الشعبي الوطني لأنه هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها.

يبقى هناك سؤال أساسي.. نحن نتحدث عن التحولات التي حصلت في المنطقة على أساس أنها موجة.. كلما سألنا شخصا يقول هناك موجة يجب أن تنحني.. و بغض النظر عما حللناه بأن هذه الموجة فيها أشياء إيجابية هل تقودنا الموجة أم نقودها .. عندما تدخل هذه الموجة إلى سورية أصبح الموضوع يعني السوريين وعلينا نحن أن نحدد هذه الموجة.. إذا أتت فهي طاقة لكن هذه الطاقة يجب أن توجه بحسب مصالحنا.. ونحن فاعلون ولسنا منفعلين.. من هذا السؤال أنا أنتقل لما أعلناه يوم الخميس بعد اجتماع القيادة القطرية عندما أعلنا زيادة رواتب والحديث عن موضوع الأحزاب والطوارئ وهذه النقاط أيضا أحاول أن أفسر كيف نفكر.. أنا لا اضيف أشياء جديدة ولكن عندما تفهمون كيف نفكر يكون هناك تناغم بيننا.. عندما يحصل أي شيء.. نصدر أي قرار تفهمون كيف تفكر الدولة وينقصنا دائما التواصل.. لدينا دائما مشكلة في التواصل كثير من الأشياء لا نعرف تسويقها ونرى بأنها أشياء أحيانا جيدة تفهم بشكل خاطئ أو تفهم بشكل صحيح لكن في مكان آخر.. فهل قمنا بهذه الإصلاحات لأن هناك مشكلة أو فتنة أم لا ولو لم يكن هناك فتنة لما كنا قمنا بهذه الإصلاحات إذا كان الجواب نعم فهذا يعني أن هذه الدولة هي دولة انتهازية تنتهز الفرص وهذا شيء سيىء.

العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق له.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها

أما اذا قلنا إنها حصلت تحت ضغوط حالة معينة أو ضغوط شعبية فهذا ضعف وأنا أعتقد أن الناس الذين يعودون دولتهم على أن تكون خاضعة للضغوط في الداخل فيعني أنها ستخضع للضغوط في الخارج.. فالمبدأ خطأ..لأن العلاقة بين الدولة والشعب ليست علاقة ضغوط.. ولا تبنى على الضغوط.. بل تبنى على حاجات المجتمع التي هي حق للمجتمع.. ومن واجب الدولة أن تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبيتها.. وهذه الحاجات لا تسمى ضغوطا فهي حقوق للمواطنين.. وعندما يطالب المواطن بحقوق فمن الطبيعي ومن البديهي أن تستجيب الدولة لهذه الحقوق وهي سعيدة.. وحتى لو لم تتمكن يجب أن تقول ذلك و هذا يعتمد على نوع الحوار.. فأنا أردت أن أصحح المبادئ أما الضغط الوحيد الذي يمكن أن يتعرض له المسؤول وهذا يجب أن يشعر به من تلقاء ذاته فهو ضغط الثقة التي وضعها الناس فيه وضغط المسؤولية التي يحملها والضغط الأكبر الآن هو ضغط الوعي الوطني الشعبي الذي رأيناه.. وهو وعي غير مسبوق أذهلنا كما أذهلنا سابقا في كل مرة.. هذه كلها ضغوط تجعلنا نفكر فعلا كيف نرد الجميل لهذا الشعب.. بوضع أفضل وبتطوير و ازدهار و إصلاح بكل هذه الأمور.

ما طرح يوم الخميس هو ليس قرارات.. فالقرار لا يصدر مرتين.. القرار يصدر مرة واحدة وهذه هي قرارات المؤتمر القطري في عام 2005 لماذا أعدنا طرحها يوم الخميس.. لسببين.. الأول له علاقة بالأزمة.. والثاني ليس له علاقة بالأزمة.. السبب الأول هو المضمون ليس له علاقة بالأزمة بل لحاجتنا للإصلاح.. عندما طرحنا هذه النقاط نفسها في عام 2005 لم يكن هناك ضغوط على سورية.. قبلها في عام 2004 وفي قمة تونس وكانت أول قمة عربية بعد غزو العراق وكانت هناك حالة انهيار وخضوع للأمريكي وكان الأمريكي يريد أن يفرض علينا في القمة مشروع إصلاح وديمقراطية.. على الدول العربية وقاتلنا بشدة ضد هذا المشروع في القمة العربية في تونس وأفشلناه ورفضناه.

نحن طرحنا في عام 2005 نفس المواضيع ولكن لبلدنا ومن منطلقات ذاتية ولم تكن الضغوط على سورية مرتبطة بذلك الموضوع.. كانت ضغوطا لها علاقة بالمقاومة وبالعراق وقضايا خارجية.. وكانت سببا في تأخرنا.. الجانب الآخر عندما تحدثت عن العناصر الفتنة والإصلاح والحاجات أردنا من طرحها في ذلك التوقيت أن نقوم بعملية فرز.. أنتم تريدون إصلاحا نحن فعلا تأخرنا هذا هو الإصلاح أو هذه بدايات إصلاح أو هذا مؤشر بأننا فعلا نريد الإصلاح الآن نريد أن نقوم بعملية فرز من يريد إصلاحا.. ها قد سرنا أما الآخرون فأنتم ستصبحون معذورين يعني كان عاملا مساعدا حتى لو لم نقم به وأنا أؤكد أن الوعي الشعبي كان كافيا.. ولكن لماذا قمنا به كدولة.. لكي نساعد في عملية الفرز.. أعود وأقول إن هذه الإصلاحات لا تؤثر بالفتنة بشكل مباشر.. لأن الفتنة بحاجة فقط للوعي الشعبي وإذا كان هناك إصلاح فالإصلاحات تأتي تأثيراتها لاحقا وقد يكون فيها جوانب تعزز الوعي الشعبي ولكن أيضا هو عملية تراكمية لا تظهر مباشرة ولكن النقطة الأساسية التي تطرح دائما بأن الدولة طرحت وعودا بالإصلاح ولم تنفذها ولكي نفهم هذه النقطة اعرض بشكل سريع مسار عملية الإصلاح منذ العام 2000.

أتيت إلى هذا المجلس في عام 2000 في خطاب القسم وتحدثت عن إصلاح.. لم يكن هذا الطرح موجودا.. وعندما طرحته كنت أعتبر أني أعبر عن صدى لما يجول في عقل السوريين وهذا صحيح.. طرحنا الموضوع في ذلك الوقت لكنه كان بالعناوين لم يكن هناك صورة واضحة لما هو شكل الإصلاح ظهر في عام 2005.. بدأت الانتفاضة بعد شهرين من ذلك الخطاب بدأ التآمر على المقاومة بدأت الضغوطات.. أتت حادثة 11 أيلول حادثة في نيويورك واتهام المسلمين والإسلام والعرب معهم طبعا.. احتلال أفغانستان والعراق.. التآمر على سورية.. أصبح المطلوب من سورية أن تدفع ثمن موقفها ضد الغزو.. تعرفون ما حصل في لبنان عام 2005 ولاحقا حرب عام 2006 وتداعياتها.. حرب غزة في آخر 2008.. يعني كانت مرحلة من الضغوط أضيف إليها أربع سنوات من الجفاف أضرت كثيرا بالبرنامج الاقتصادي.. الذي حصل فعليا في تلك المرحلة هو تغير الأولويات وهذه نقطة مهمة يجب أن نعرفها.. تحدثت بها في أكثر من مقابلة صحفية لكن أعتقد كانت مع صحف أجنبية كنت أقول إن الأحداث التي مررنا بها خلال عملية الإصلاح دفعتنا إلى تغيير الأولويات وهذا ليس مبررا.. أنا لا أبرر لكن عندما أشرح هذه الأمور هي وقائع نقوم من خلالها بالفرز بين ما هو موضوعي وما هو غير موضوعي.. عندما أقول هناك جفاف فهذا خارج عن إرادتي ولكن لا يعني بأنه لا يوجد إجراءات أخرى نستطيع أن نقوم بها لكي أحسن اقتصادي لكي نعرف ونتذكر مع بعض.. من كان عمره عشر سنوات عام 2000 اليوم عمره عشرون عاما.. هناك أجيال يجب أن تعرف هذا الوضع.. فتغيرت الأولويات أصبحت الأولوية الأهم هي استقرار سورية ونحن الآن نعيش في حالة تؤكد هذا الشيء.. الوضع والأولوية التي توازيها بالأهمية هي الحالة المعيشية.. ألتقي أناسا كثيرين أكثر من 99 بالمئة من الحديث هو حول الموضوع المعيشي.. هناك مظالم أخرى وأشياء أخرى وظيفة وإلى آخره.

بما أنه لا يبرر التأخير في المحاور الأخرى لكن لم يكن هناك تركيز على الجانب السياسي كقانون الطوارئ والأحزاب وغيرها من القوانين السبب ربما يكون أحيانا إنسانيا.. نستطيع أن نؤجل بيانا يصدره حزب.. نؤجله أشهرا أو سنوات ولكن لا نستطيع أن نؤجل طعاما يريد أن يأكله طفل في الصباح.. نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيرها من القوانين أو الإجراءات الإدارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع أن نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج.. وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر.. فكانت القضية قضية أولويات ولكن هذا لا يمنع أننا على الأقل في عام 2009 و2010 كانت الأمور أفضل فكان يمكن أن نقوم بهذا الإصلاح.. أيضا القيادة القطرية قامت بهذا الشيء.. قانون الأحزاب موجود لديهم كمسودة وقانون الطوارئ موجود لديهم كمسودة.. ولكننا لم نناقشه.. فلا نستطيع أن نقول إنهم لم يقوموا.. قاموا بالعمل.. الأمور لدينا تسير ببطء.. تأخرنا أم لم نتأخر هذا الشيء نتركه لتقييم المواطنين ولكن بالمبادئ العامة لو لم نكن نريد هذه الإصلاحات بالأساس لما قمنا بها عام 2005 بل لقمنا بها اليوم تحت هذه الضغوط إذا هي معلنة.. القضية قضية روتين وإهمال وقضية تأخر وبطء.. هناك عوامل مختلفة نحن بشر كلنا أبناء البلد ونعرف طباعنا بشكل أساسي لكن أشرح هذا الوضع كي نفهم تماما أين نحن.. إذا هذا الإصلاح لا شك إيجابي لكن المهم أن نعرف ما هو مضمون هذا الإصلاح ماذا كنا نخطط بدقة والآن هناك مجلس شعب جديد قريبا بعد الانتخابات وإدارة محلية جديدة.

هناك حكومة كان مخططا أن تستقيل في هذه المرحلة وهناك مؤتمر قطري فكنا نفكر أنه في العام 2011 كل شيء هو سيكون عبارة عن دماء جديدة وعلى هذه الدماء الجديدة نحن ننتقل إلى مرحلة أخرى.. وأجلنا المؤتمر القطري لأننا كنا سنحاسب أيضا أمام المؤتمر القطري كيف أخذت القرارات في مؤتمر عاشر وأتيتم إلى المؤتمر الذي يليه ولم تقوموا بهذه الأشياء.. قلنا لننجز هذه الأشياء ونقدمها للمؤتمر فكنا نفكر بدم جديد في كل المجالات.

ما أريد الوصول إليه من كل هذا الكلام شيء وحيد كيف نتعامل مع الموضوع ما أريد أن أقوله.. إن الإصلاح هو ليس صرعة موسم فعندما يكون مجرد انعكاس لموجة تعيشها المنطقة فهو مدمر بغض النظر عن مضمونه وهذا ما قلته في حديثي مع جريدة وول ستريت جورنال منذ شهرين عندما بدأت الأمور في مصر تتدهور وسألوني عن الإصلاح وماذا عن سورية.. وسألني هل تريدون أن تقوموا بالإصلاح.. قلت له.. إن لم تكن قد بدأت بالأساس ولم يكن لديك النية والخطة فالآن تأخرت وإذا لم يكن لدينا هذه النية والرؤية انتهى الموضوع ولا داعي لأن نضيع وقتنا.

علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية

لا.. لدينا وكل الشعب لديه والدولة وأؤكد نقطة أيضا كما هي عادتي صريح معكم كان يسألني هذا السؤال أكثر من مسؤول مروا بسورية مؤخرا من الأجانب.. يريد أن يطمئن بأن الرئيس إصلاحي ولكن من حوله يمنعونه وقلت له بالعكس هم يدفعونني بشكل كبير.. النقطة التي أريد أن أصل إليها لا يوجد عقبات يوجد تأخير ولا يوجد احد يعارض ومن يعارض فهم أصحاب المصالح والفساد وأنتم تعرفونهم.. قلة كانت موجودة ولم تعد موجودة الآن.. قلة محدودة جدا تعرفونها بالاسم ولكن الآن لا يوجد عقبات حقيقية وأعتقد أن التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه وبالتالي علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية.

خلال عشر سنوات تحدثنا في الإصلاح وإصلاحنا اليوم يجب أن يعكس عشر سنوات للخلف وعشر سنوات للأمام.. لن يعكس هذه المرحلة ولا الموجة في الخارج ولا الموجة في الداخل هذه هي طريقة التفكير التي نفكر بها والحالة الآنية التي تأتي يمكن أن تؤخر الموضوع ويمكن أن تسرع الموضوع يمكن أن تعدل الاتجاه نستفيد من التجارب.. تجربة تونس كانت مفيدة لنا كثيرا أكثر من تجربة مصر لأنه كان لدينا رؤية نموذجية للتطوير في تونس وكنا نحاول أن نرسل خبراء كي نستفيد من التجربة وعندما اندلعت الثورة رأينا بأن الأسباب هي أسباب لها علاقة بتوزيع الثروة والتوزيع ليس توزيع الثروة بمعنى الفساد فقط وإنما التوزيع بين الداخل والوسط وهذه النقطة نحن في سورية تلافيناها والآن نؤكد عليها أكثر بالقول هو التوزيع العادل للتنمية في سورية.

في المبدأ لو أردنا أن نقول إننا لا نريد الإصلاح نقول بكل بساطة لا نستطيع أن نبقى دون إصلاح.. بشكل طبيعي البقاء دون إصلاح هو مدمر للبلد والتحدي الأساسي هو أي إصلاح نريد.. هنا البراعة التي سنثبتها كسوريين عندما نبدأ النقاش في القوانين المطروحة قريبا.. وفي هذا الإطار فإن حزمة الإجراءات التي أعلن عنها يوم الخميس لم تبدأ من الصفر لأنني كما قلت القيادة القطرية كانت قد أعدت مسودات قوانين سواء فيما يتعلق بقانوني الأحزاب أو الطوارئ منذ أكثر من عام بالإضافة إلى قوانين أخرى غيرها سيتم عرضها على النقاش العام ومن ثم على المؤسسات المعنية ريثما تصدر.

وتابع الرئيس الأسد هناك إجراءات أخرى لم تعلن يوم الخميس البعض منها متعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والبعض الآخر متعلق بمكافحة الفساد وبالإعلام وزيادة فرص العمل يتم العمل عليها وستعلن عند انتهاء دراستها وبدأت بها الحكومة السابقة وستكون من أولويات الحكومة الجديدة.. على سبيل المثال ما وضعناه في الحزمة من موضوع الرواتب زيادة الرواتب الأخيرة كنا نناقشه في اجتماع مع الفريق الاقتصادي.. أنا ترأست ذلك الاجتماع.. ناقشنا حزمة قرارات اقتصادية صدر منها فقط موضوع الرواتب وهناك تتمة.

بهذه المناسبة وخارج موضوع الحديث كله والخطاب بالنسبة لما حصل في موضوع زيادة الرواتب والـ1500 ليرة التي دمجت قامت الحكومة في اجتماعها الأخير أمس بتلافي هذه الملاحظة بمبادرة منها.. وصلتها الشكاوى وأرسل لي منذ ساعة تقريبا التعديل لكي تحل هذه المشكلة.. الحقيقة هم من قاموا بهذا العمل بمبادرة وليس بتوجيه فأردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.

من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع

أردت أن أعلن هذا الشيء للمواطنين.. وسأطلب من الجهات المعنية حول هذه النقاط عندما نعلن ما هي الإجراءات التي لم تعلن ونتمنى خلال شهر أن نحدد ما هي هذه الإجراءات ولكن أنا أفضل أن نعلن الاسم بالتفصيل بعد أن ننهيه.. لكي لا يبقى فقط في إطار العنوان سنطلب إطارا زمنيا لكل واحد منها.. وطبعا أنتم كمجلس شعب والمجلس القادم سيحدد وهذه نقطة هامة أن يكون هناك دائما جداول زمنية لأي موضوع لأنها هي تنظم العمل.. البعض طلب مني أن أعلن الآن جدولا زمنيا في مجلس الشعب لكن إعلان جدول زمني لأي موضوع هو موضوع تقني.. ربما أعلن جدولا زمنيا يكون أقل بكثير مما هو ضروري لهذه الحالة فيكون الضغط على حساب النوعية.. وأعتقد أنه من واجبنا أن نقدم للشعب السوري الأفضل وليس الأسرع.. نحن نريد أن نسرع لا أن نتسرع.

هناك من سيقول بالفضائيات اليوم لا يكفي.. نقول لهم لا يكفي لا يوجد لدينا ما يكفي لكي ندمر وطننا.. وبهذه المناسبة لا تغضبوا مما قامت به بعض الفضائيات لأنهم يقعون دائما بنفس الفخ هم يحاولون التشويش علينا وعلى الشعب السوري.. فالحقيقة أنهم يعتمدون مبدأ اكذب اكذب حتى تصدق فيصدقون الكذبة ويقعون في الفخ.

أيها الأخوة والأخوات وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم صدق الله العظيم.. ولكن نحن بشر ولا يمكن أن نحب ما حصل أو نحب الفتنة أو أن نحب الدماء.. ولا يمكن أن نحب التوتر.. ولكن الأزمات هي حالة إيجابية إن استطعنا أن نسيطر عليها وأن نخرج منها رابحين.. وسر قوة سورية هو الأزمات الكثيرة التي واجهتها عبر تاريخها وخاصة بعد الاستقلال ما أعطاها المزيد من المناعة والقوة.. فإذا علينا مواجهة الأزمات بثقة كبيرة وبتصميم على الانتصار أما القلق فيجب أن يكون حالة إيجابية لا سلبية تدفعنا للسير إلى الأمام وليس للهروب إلى الأمام.. عندما نسير إلى الأمام نسير بثقة وتوازن.. وعندما نهرب للأمام فنحن نسير بتخبط والنهاية تكون السقوط والكثير من الناس في الأزمات يبحثون عن أي حل بأي طريقة..والأفضل أن تبقى من دون حلول إن لم تكن تعرف تماما أنك ستجد حلا للمشكلة وهذا أيضا من الدروس التي نتعلمها في مثل هذه الأزمات.

وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي

وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي وكل من يستطيع أن يسهم في وأدها ولا يفعل فهو جزء منها.. والفتنة أشد من القتل كما جاء في القرآن الكريم فكل من يتورط فيها عن قصد أو من غير قصد فهو يعمل على قتل وطنه وبالتالي لا مكان لمن يقف في الوسط.. فالقضية ليست الدولة بل الوطن.. المؤامرة كبيرة ونحن لا نسعى لمعارك.. والشعب السوري شعب مسالم وودود ولكننا لم نتردد يوما في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا.. وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها.

الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه

سأذكركم بمصطلح الدومينو الذي وجد بعد غزو العراق عندما افترضت الولايات المتحدة في ذلك الوقت.. الإدارة السابقة.. بأن الدول العربية هي أحجار دومينو وستأتي المشاريع لتضرب الأحجار أو تضرب حجرا ويسقط الباقي.. ما حصل هو العكس تحولت المشاريع إلى أحجار دومينو وضربناها وسقطت واحدا تلو الآخر وهذا المشروع سوف يسقط.

وبما أن البعض ذاكرته قصيرة على الفضائيات فأنا أعود وأذكر أنه ليس كل ما يحصل هو مؤامرة لكي يتذكروا.

وختم الرئيس الأسد كلمته بالقول.. أما أنتم يا بنات وأبناء هذا الشعب العظيم فإن غيرتكم على وطنكم التي تعبرون عنها كل يوم وبشكل أكثر وضوحا في أوقات الشدة وعبرتم عنها بالأمس من خلال التظاهرات الحاشدة غير المسبوقة في أنحاء القطر تشعرني بمزيد من الثقة وتمدني بالعزيمة.. وإن تلاحمكم في مواجهة الفتنة يشعرني بمزيد من الإيمان بالمستقبل.. وإن كنتم قد هتفتم بالروح بالدم نفديك يا بشار فالسليم هو أن الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه.

وأنا أرد عليكم بأن أقول الله سورية شعبي وبس وهو الذي أي أنا سيبقى الابن البار بشعبه والأخ والرفيق الوفي لأبنائه يسير معهم وفي مقدمتهم لبناء سورية التي نحبها ونفخر بها.. سورية العصية على أعدائها.. المقاومة والمقاومة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.