أعلنت موسكو عن مجموعة اتصالات سياسية سيشهدها الأسبوع القادم من أجل إنجاح مهمة كوفي عنان، فوزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل موسكو في العاشر من الشهر الحالي، بينما ستتوجه بعض أطراف المعارضة السورية في الداخل إلى العاصمة الروسية للتشاور دون أن يحدد موعد لوصولها، في وقت يبدو أن مهمة كوفي عنان، المبعوث الأممي إلى سورية مازالت محاطة بشروط أوروبية وأمريكية، وبضغط ديبلوماسي واضح من أجل تحديد مهل زمنية وهو ما ترفضه روسيا التي اعتبرت أن الجهد الدبلوماسي يجب ان يتجه نحو تقريب وجهات النظر وليس باتجاه التصعيد.

المعلم والمعارضة

وكانت وكالة "إيتار-تاس" الروسية نقلت عن مصدر دبلوماسي في موسكو أن المعلم سيزور موسكو في العاشر من الشهر الجاري، وذلك بالتزامن مع الموعد الذي حدده كوفي عنان لوقف العنف من جانب القوات الحكومية في سورية،كما جاء في مدونة وزارة الخارجية الروسية على "تويتر" انه من المقرر ان يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم 10 من نيسان في موسكو محادثات مع نظيره وليد المعلم.

وليد المعلم
إلى موسكو قبل وصول المعارضة

من جانب آخر قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية انه ستعقد في موسكو في 17-18 نيسان الجاري لقاءات بوفد هيئة التنسيق الوطنية التي تمثل المعارضة السورية، ويأتي هذا التصريح بيد أن بين لافروف أمس ان وفدين من المعارضة السورية الداخلية سيزوران موسكو في الأيام القريبة القادمة.

وأوضح لافروف في خطاب ألقاه في فرع جامعة موسكو في العاصمة الأذربيجانية باكو، ان ممثلين عن المعارضة السورية الداخلية وتحديدا من هيئة التنسيق الوطنية سيزورون موسكو قريبا. وأضاف أن مجموعة أخرى تمثل المعارضة الداخلية ستزور العاصمة الروسية بعد عدة أيام، مؤكدا ان موسكو تعمل مع جميع الأطراف السورية لمساعدة السوريين في تسوية قضاياهم، وقارت بين واقع المعارضة السورية غير الموحدة حتى الآن، وللمعارضة الليبية التي تمكنت آنذاك من توحيد صفوفها بعد وقت قصير من بدء الأحداث في ليبيا.

وبين لافروف ان هناك عدة مجموعات معارضة داخل وخارج سورية، مشيرا إلى أن موسكو تعقد لقاءات مع كل هذه المجموعات، في حين يحاول الغرب تحريضها على عدم المشاركة في الحوار. وذكر ان هذا التحرك يعني ان الغرب يريد البحث عن حل يعتمد على استخدام القوة.

وحذر لافروف من ان تسليح المعارضة السورية سيؤدي الى قتال دموي يستمر لسنوات طويلة، مؤكدا ان المعارضة السورية لن تهزم الجيش السوري النظامي حتى لو زودت بأسلحة كثيرة جدا، معربا عن اعتقاده بأن "شركاءنا الغربيين" يبحثون عن حل للأزمة السورية "يعتمد على استخدام القوة العسكرية"، ومن الواضح حسبما يقول لافروف "انه حتى لو دُججت المعارضة بالأسلحة فانها لن تهزم الجيش السوري، لكن الاقتتال والمذابح ستستمر لسنوات طويلة"، ووتوقع ان يفكر الغرب، في مثل هذا الحال، في شن عمليات قصف جوي على سورية، ووصف هذا الطريق بانه استفزازي، محذرا من ان ذلك سينطوي على عواقب وخيمة.

الصليب الأحمر وسورية

وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد بين اليوم إن مهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية يجب أن تشمل الطلب من الدول التي تمول وتسلح المجموعات المتطرفة، وقف هذه العمليات من أجل وقف سفك الدم السوري.
وحسب وكالة سانا فإن المقداد أكد خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر، تعاون بلاده الكامل مع اللجنة والتزامها بتقديم جميع التسهيلات الممكنة من أجل انجاح مهمتها. بينما أعرب كلينبرغر عن أمله في أن يسهم التعاون بين الجانبين في تعزيز عمل اللجنة وتقديم المزيد من الخدمات الإنسانية واللوجستية.

وكان كلينبرغر زار عدة مدن في محافظة درعا، برفقة عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري، لتقييم الاحتياجات الإنسانية للمحافظة، وقال كلينبرغر إنه التقى في دمشق المسؤولين الحكوميين لكنه يفضل الذهاب الى المناطق ميدانيا ليرى الواقع بنفسه ويتعرف على النشاطات التي يغطيها الصليب الاحمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري.