لأنك كل المسافات استطيع أن أسبح في فضائك كما اشتهي، فعندك شبق لاجتياحي وعندي رغبات كي استسلم لك، وفي كل جرح يصادفني أو يهاجمني أتعرف على ملامح مختلفة لتفاصيل لم أكن أدري كم هي رقيقة وشفافة، فأسترسل في عشقي واتمدد بنفس قدرتك على التوسع، فانت رجل بوطن أو وطن بذكورة فاضحة.

ألقي الترانيم كي تضيع داخل جهاتك الأربع، وأتبع الطيف الذي ينمو في متاهتك، واكتشف نفسي في زخم الحدث الذي "تعصف به" أو تضمه رغم العنف والمفارقات في دواخلك، فالوطن والرجل تؤمان لفرادة عصر انتهت فيه النبوءة وتعملقت فيه التفاصيل، فينزف الوجه أو تنمو مساحات جديدة فيك، ولا فرق هنا لأنك تخترق احتمالات الحياة أو تكسر رتابة الموت.

وطن برجل أو رجل يوطن... مدن مزروعة فوق وجه سوري، او عينين مشتتان على جغرافية مستحيلة، فكيف لا يظللني القلق أمام ضيق الثواني وأنا أحاول التجول في كل الألوان التي تظهر منك أو ترتسم عليك، وربما على امتداد عام اكتشفت أبجدية لتحولاتك، أو حتى فيزياء تدفعك نحو صياغة الزمن في بعد لا اعرف كيف أهمله الفيزيائيون، فوطن برجل، أو رجال يخلقون خارطة وطن، وفي لحظة واحدة يظهر "خلقٌ" جديد.

هو عام "دهشة المألوف" وصعود القلق إلى مرتبة الله، وعام أيضا لتكوين عمالقة مهترئين، وأقزام متمردين، وهو الزمن الذي يجعل الوطن ساحة مستحيل نلعب بها كأطفال يكتشفون رحابة الأمكنة ومتعة اكتشاف أنفسهم داخل فسحة من الزمان والمكان، فيرتبون الحياة كفوضى بريئة بينما تظهر لوحة من المتعة الخالصة.

أنت رجل.. وطن.. أعياد تسرقنا.. أخبار تقودني أو تقودنا جميعا نحو "الريبة"، وفرح يركبني في ذروة الأسى، فيصبح شروق الشمس مغامرة وغروبها دهشة، وعندها أدرك أنني في وطن الخيارات الدائمة، وزمن الحركة التي يصعب علينا تحديد اتجاهها، فهل عليّ التعايش مع كل الوجوه التي ترسمها بلمح البصر؟!

أسجل الوقائع وأحاول توثيق الأشهر التي مرت، لكنني اكتشف أن العلاقة التي تربطني بك كوطن لا يمكن تصورها، وأن الرغبة إليك تعود بي إلى لحظات التشويق عندما كانت المراهقة تعبث بي، فتختلط النزوة بالعشق وتتصارع مع قيم لا يمكنني سوى القفز فوقها.

وطن.. رجل... خيارات لا تتوقف... في النهاية أنت إمكانية الحياة فدعني ألقي ترانيمي وأضحك.