انفجر الوضع الأمني والسياسي عشية بدء سريان وقف إطلاق النار في السورية، حيث شهدت الحدود مع لبنان وتركية أحداثا أثارت بتوقيتها شكوكا حول إمكانية عودة الهدوء بشمل سريع إلى مناطق التوتر، فيما استنكر بان كي مون، الامين العام للامم المتحدة أمس قيام الجيش السوري باطلاق النار على الأراضي الحدودية مع تركيا ولبنان، بينما اعتبرت الخارجية الأمريكية أن دمشق لم تقدم أدلة على نيتها بوقف إطلاق النار، أما تركيا فأبدت موقفا أكثر تشددا مؤكدة أنه من اليوم (10 نيسان) "ستطبق خطوات ضرورية دون شرح ما هية هذه الخطوات!

افتراق تركي

ونشرت صحيفة "ميللييت" التركية أمس معلومات نقلا عن مصادر مطلعة، تتحدث عن تخلي تركيا عن شروطها السابقة بشأن المناطق العازلة، وأنها من الممكن أن تقوم بفرض مثل هذه المناطق دون قرار دولي فيما إذا وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 50 ألفا علما ان التقديرات اليوم تتحدث عن 25 ألف لاجئ موجودون على الأراضي التركية، وحسب الصحيفة فإن السلطات التركية يمكن أن تطبف أيضا منطقة عازلة فيما لو قام "النظام السوري بمــجازر" في مديــنة حلب حسب تعبيرها.

وكان رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان أعلن أن أنقرة تتابع الأحداث السورية، وانه بعد العاشر من نيسان الحالي "سنطبق الخطوات الضرورية"، من دون أن يكشف عن ماهية هذه الخطوات. وأضاف أن انان أعلن تاريخاً هو العاشر من نيسان ويجب تتبع هذه العملية تتبعاً وثيقاً. ومن جهة أخرى استدعت الخارجية التركية القائم بأعمال السورية في أنقرة لتبلغه استنكارها لما حدث أمس على الحدود بين البلدين.

والرواية التركية لما جرى تتحدث عن مقتل شخصين على الأقل، واصابة 11 آخرين أمس، نتيجة اطلاق نار متبادل بين الجيش السوري ومسلحين من المعارضة على الحدود بين البلدين، وحسب محافظ مدينة كيليس فإن اطلاق النار بدأ بعد محاولة ما يقارب 100 مواطن سوري اللجوء الى الأراضي التركية، موضحا انهم جميعا اجتازوا الحدود ووصلوا الى تركيا.

وأكدت الخارجية التركية واقعة اطلاق النار، لكنها تحدثت عن إصابة مواطنين سوريين ومترجم تركي. وعبرت انقرة عن استيائها للقائم بالاعمال السوري لديها مطالبة بوقف النار. واشارت القناة الى ان حادثة اطلاق النار على مخيم اللاجئين من الجانب السوري هي الأولى من نوعها.

موجة دبلوماسية غربية

وقال بيان صدر عن مكتب بان كي مون "انزعج" الامين العام من الانباء التي افادت باستمرار العنف الذي ادى الى "زيادة تدفق اللاجئين الى الدول المجاورة"و "شجب" البيان بشدة اطلاق النار من سورية الى تركيا ولبنان"، مؤكدا أنه "يجب على الجميع احترام الاطار الزمني الذي اقره مجلس الامن بالتوقف التام عن اعمال العنف دونما شروط".

من جانب آخر اعلنت فكتوريا نولاند، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الامريكية، في مؤتمر صحفي لها أمس، ان الولايات المتحدة لا ترى ما يدل على نية السلطات السورية الاتزام بخطة كوفي عنان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية، وأوضحت أن واشنطن "تدين بحزم" اطلاق النار من قبل القوات السورية على مخيم للاجئين في الاراضي التركية، وأن هذا الحدث "دليل اخر" على ان السلطات السورية ليست مستعدا لتنفيذ االتزامات التي تعهد بها امام كوفي عنان حسب تعبيرها.

واشارت المتحدثة الى ان السلطات السورية لم تقم بسحب القوات المسلحة من المدن. كما رفضت طلب دمشق بان تقدم المعارضة المسلحة ضمانات خطية لوقف اطلاق النار، معتبرة ذلك "وسيلة اخرى لكسب الوقت".