وصل مساء أمس الأحد أول خمس مراقبين إلى سورية، في وقت ظهر فيه "وقف إطلاق النار" مهدد بشكل فعلي، وذلك مع تجدد الاشتباكات في بعض المناطق، وتحرك المسلحين على الأخص في ريف إدلب، ورغم أن مسألة "الخروقات" ماتزال محدودة، إلا أن دمشق حذرت من أنها سترد على الاعتداءت وذلك في ضوء احداث اثارت المخاوف في بعض مناطق شمال حلب.

مراقبون...

وكان متحدث باسم الامم المتحدة كيران دواير أعلن مساء أمس عن وصلول اول خمسة مراقبين دوليين الى سورية، موضحا أنهم سيبدؤون عملهو ابتداء من صباح اليوم الإثنين، على أن تلحق باقي البعثة بهم في الأيام القادمة، وبموجب القرار 2042 الصادر عن مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي ستتكون البعثة من 30 مراقبا عسكريا غير مسلح الى سورية، تمهيدا لنشر بعثة كاملة ستضم 250 مراقبا مع وسائل النقل والاتصالات، ووفق تقديرات الامم المتحدة سيستغرق نشرها عدة أسابيع، وستحتاج أيضا لاتخاذ قرار جديد من مجلس الامن.

من جانبها رحبت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية، بثينة شعبان، بوصول المراقبين الدوليين، معتبرة ان ذلك "سيساعد" على إظهار من يقوم بأعمال العنف، وأن "لسوريا مصلحة بانتشار هؤلاء المراقبين على أراضيها." وأوضحت شعبان أن المجموعات المسلحة قامت بأكثر من ستين اعتداء منذ سريان "وقف إطلاق النار"، حيث وثقت هذه الانتهاكات وأرسلت إلى كوفي عنان.

واعتبرت شعبان أن وجود المراقبين في سوريا "لمصلحتها" لأنه يتم ضمن السيادة السورية، "ووفق برتوكول ينظم عملهم". وكشفت أن بدء عمل المراقبين سيكون على مرحلتين: الأولى لدى وصول 30 مراقباً هم طليعة المراقبين، حيث سيتم خلالها التوقيع على برتوكول ينظم عمل المراقبين الذي سيترفع عددهم في المرحلة الثانية إلى 250 مراقبا.
وقالت إنه لسوريا الحق أن توافق أو لا توافق على جنسيات بعض المراقبين الذين سيتم تحديد مدة عملهم وآليات تحركهم بالتنسيق مع الحكومة السورية، "لأنه لا يمكن لسوريا أن تكون مسؤولة عن أمن هؤلاء المراقبين، إلا إذا شاركت ونسقت بكافة الخطوات على الأرض."

السلطات السورية تحذر

وقبل وصل المراقبين حذرت السلطات السورية من انها ستمنع "المجموعات الارهابية المسلحة" من مواصلة اعتداءاتها بحق المواطنين وقوات الجيش والامن والممتلكات، مشيرة الى ان هذه المجموعات صعدت بشكل هستيري من اعتداءاتها.
ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن مصدر عسكري أن الاعتداءات من قبل المجموعات المسلحة زادت منذ "وقف العمليات العسكرية"، كما صعدت أعمالها "بشكل هيستري" بعد قرار مجلس الأمن بارسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة المبعوث الاممي كوفي عنان. وأكد المصدر أن "الجهات المختصة" ستقوم بمنع هذه المجموعات من مواصلة اعتداءاتها الإجرامية "وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم".