حث وزير الخارجية الروسي الهيئات الدولية العاملة في كوسوفو بالعمل على أن لا تتحول المنطقة إلى معسكرات تدريب للمتمردين السوريين.

وفي الواقع, فقد حضر وفد يمثل المعارضة السورية إلى كوسوفو في وقت سابق من شهر نيسان-أبريل الماضي, بهدف اجراء اتفاق رسمي تحت غطاء تبادل الخبرات في مجال حرب العصابات المناوئة للدولة.

وبحسب وزارة الخارجية, لم تقتصر المباحثات على مسألة امكانية تنظيم مقاومة مسلحة ضد السلطة فقط, بل شملت أيضا تأهيل مقاتلين سوريين في كوسوفو. " من المستحسن استخدام المناطق في كوسوفو لتشابهها مع الأرض السورية. لذا فإن امكانية اقامة معسكرات تدريب فوق القواعد السابقة لجيش تحرير كوسوفو, قيد النقاش الآن".

" إن تحويل كوسوفو إلى ميادين تدريب دولية للمقاتلين المسلحين, من شأنه أن يكون عنصر زعزعة استقرا ر خطر, قابل لأن ينتقل إلى ما وراء منطقة البلقان(..) لذا فإننا نهيب بكل المنظمات الدولية العاملة في كوسوفو أن تتخذ كل الاجراءات الضرورية لمنع هذه المخططات".

يذكر أن, في نهاية العقد الأخير من القرن الماضي, ميليشيات عرقية وطائفية ألبانية, قامت بحرب انفصالية ضد حكومة الرئيس سلوبودان ميلوسوفيتش. وقد كان لعمليات الانتقام العسكرية الواسعة النطاق التي أقدمت عليها الدولة اليوغسلافية ضد ارهاب المنظمة الانفصالية الألبانية, الأثر الحاسم في اتخاذها ذريعة لأول تدخل عسكري تحت غطاء انساني, لقوات حلف شمال الأطلنطي.

بعد سقوط الدولة الوطنية تحت ضربات الناتو, كان أول شيء أقدمت عليه المنظمة الانفصالية الألبانية, سياسة تطهير عرقي في كوسوفو, مصحوبة بعمليات تدمير ممنهجة للكنائس والمعابد المسيحية الأرتودوكسية.

كان مقاتلوا جيش تحرير كوسوفو يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم مسلمون ينتمون إلى المذهب السني, لكنهم لم يكونوا يتورعون عن امتهان الدعارة بهدف تمويل عملياتهم العسكرية, قبل أن يتوسعوا في أنشطتهم لتشمل تهريب الهيروئين, والمتاجرة بالأعضاء البشرية.

المدعي العام الايطالي المكلف بشؤون مكافحة المافيا, ألبرتو مارياتي, أكد في معرض تعليق له عن جيش تحرير كوسوفو, بالقول أن الأخير كان على علاقة وثيقة مع المافيا في نابولي, وكومورا, وكذلك مع الشتائم".

لهذا ليس مستغربا أن يكون هاشم تاتشي, عراب مافيا كوسوفو. ورئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو سابقا, هو نفسه رئيس حكومة كوسوفو الحالية.
 [1]

ومن نافل القول أن النجاح الباهر للمنظمة وقادتها, مرده إلى أنه منذ تأسيسها عام 1996, كانت مدارة بالكامل من قبل أجهزة الاستخبارات الألمانية, وقيادة الناتو التي رعت شؤون تدريب مقاتليها في معسكرات فوق الأراضي التركية والألبانية [2].

في ذلك الوقت, كان الغربيون وجيش تحرير كوسوفو, قد تمكنوا من تحييد أغلبية أهالي كوسوفو المسلمين سياسيا, بعد تهميش قائد النضال السلمي في كوسوفو, ابراهيم روغوفا, واغتيال الزعيم المعتدل أحمد كرازنيجي.

في الأمس, جرى كل هذا في أفغانستان, والشيشان, ويوغوسلافيا, وليبيا, واليوم نرى نفس السيناريو في سورية. هي نفس سياسة حلف الأطلسي. يدعم قيادات اسلامية, ليستخدمهم في حماية مصالحه.

[1«Le gouvernement kosovar et le crime organisé», par Jürgen Roth, Réseau Voltaire, 8 avril 2008.

[2«L’UÇK, une armée kosovare sous encadrement allemand», Réseau Voltaire, 15 avril 1999.