أعلنت أكادمي (بلاك ووتر سابقا), وهي أقوى جيش في العالم أنها قد بيعت, لكن دون أي إشارة لاسم الحائز الجديد, أو مبلغ البيع.

وبحسب موقع ساوث ويب أورغ, فإن الحائز السعيد على أكادمي, هو شركة مونسانتو المتعددة الجنسيات للتكنلوجيا الحيوية(1).

عندما تأسست الشركة عام 1901, كان يقتصر نشاطها على تصنيع مادة السكرين التي تستخدمها شركة كوكا كولا. وخلال الحرب العالمية الثانية كانت الشركة تورد مشروع مانهاتن باليورانيوم, وخلال حرب فيتنام أنتجت مبيدا قويا للأعشاب استخدم في إبادة الغابات الكثيفة, العامل البرتقالي.

أصبحت شركة مونسانتو خلال الثلاثين سنة الأخيرة الرائدة عالميا في مجال الكائنات الحية المعدلة وراثيا. وبحجم أعمالها الذي بلغ 13,5 مليار دولار سنويا, تحتل مونسانتو المرتبة 206 على قائمة الشركات المتعددة الجنسيات في الولايات المتحدة.

أما شركة أكادمي, فيعود تأسيسها إلى أيريك برانس عام 1977 تحت اسم بلاك ووتر ورلد وايد. لعبت الشركة التي تربط بعض قادتها علاقات مع الكنائس الانجيلية التي يمولها البنتاغون, أدوارا في أفغانستان وفي العراق شبيهة بدور " فرسان مالطا " خلال الحرب في نيكاراغوا. يرأس مجلس إدارتها بيلي جو (الأحمر) ماك كومبس ( الذي يحتل المرتبة 347 في قائمة الأثرياء في الولايات المتحدة), وكذلك جون أشكروفت (المدعي العام السابق للولايات المتحدة), إضافة إلى الأميرال بوبي آر. إينمان ( المدير السابق لوكالة الأمن الوطني, ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي.آي.ايه).

أكادمي, التي ينحصر نشاطها لصالح الحكومة الأمريكية فقط, شاركت في معركة طرابلس (ليبيا) وتقوم حاليا بتجنيد مقاتلين للجهاد في سورية.

يعود الفضل في نمو بلاك ووتر إلى مشروع خصخصة الجيوش الأمريكية الذي اقترحه وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد. غير انه بعد ان اثبتت هذه السياسة فشلها رغم مارافقها من تخفيضات على الموازنة, لم تعد أكادمي تتلقى من واشنطن أكثر من عقود تنحصر في الحراسة والمرافقة على مسارح عمليات الجيش والعمليات الاستخبارية السرية "غير المنسوبة لجهة". وهكذا سمحت لها سمعتها بالحصول على عقود " مرتزقة" لدى دول صغيرة, لاسيما في منطقة الخليج.

وفقا لموقع ساوث ويب, يتوافق بيع أكادمي مع دخول مؤسسة بيل وميليندا غيتس في رأسمال مونسانتو, التي أسسها مؤسس شركة مايكروسوفت والمضارب المالي وارنر بوفيت ( الأثنين الأوائل على قائمة أثرياء الولايات المتحدة) هي أيضا أهم مؤسسة "خيرية" على مستوى العالم. فقد سبق لها أن أطلقت بالشراكة مع مؤسسة روكفلر مشروع التحالف من أجل ثورة خضراء في القارة الأفريقية, الذي يهدف إلى نشر استخدام البذور المحسنة التي تنتجها شركة مونسانتو في عموم القارة السمراء.


(1) “Monsanto Buys Blackwater, the largest mercenary army in the world”, SouthWeb, 20 July 2013.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي