أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي أن من شأن قانون الانتخابات السوري الجديد انهاء عملية حل تفاوضي للنزاع القائم. الأمر الذي حدا بفرنسا لتتقدم بمشروع بيان في مجلس الأمن لإعادة اطلاق عملية جنيف. فعلى الرغم من خلو البيان لأي ذكر لقانون الانتخابات, إلا أنها المحاولة الأخيرة للغرب كي ينظر للحرب في سورية على أنها "ثورة" وكي ينظر إلى السلام كاتفاق بين دمشق ومعارضة مصنعة تقودها كليا المملكة العربية السعودية.

تأسيسا على ذلك, أكدت المتحدثة السابقة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني, التي ترعرعت في احدى السفارات السعودية, أن " نظام دمشق" غير مؤهل لإجراء انتخابات رئاسية, مقترحة اعتبار هذا الفشل في ظل الحرب, كدليل على أنه نظام ديكتاتوري, وهكذا سيكون بوسع حلف "ناتو" العودة إلى الواجهة ووضع نهاية لما يجري على الرغم من الفرص الضائعة "كمذابح " عام 2011 و "القصف بالكيماوي" في 2013.

بيد أن واشنطن, حتى بعد أن تصالحت مع الرياض, ونظمت مؤتمر جنيف2 بمحض ارادتها, أبدت من جديد عدم اكتراثها بخطط العملاء السوريين للسعودية.

إذا لم يكن هناك جنيف3, سيترتب على الغرب إما مهاجمة سورية ( وهو ما ليس متاحا أكثر من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم) أو ترك الأوضاع تتفسخ على مدى عقد من الزمن, أو أيضا الادعاء بأن "الجهاديين" قد صادروا "الثورة" والاعتراف بأن الحرب الدائرة الآن لمكافحة الارهاب هي قضية ذات فائدة عالمية .

جون كيري, الذي يعتبر رجل أعمال قبل أن يكون دبلوماسيا, لايملك أي سياسة محددة سلفا, بل تكتيكا. وكما جرت العادة, فليس من شأن واشنطن أن تفضل حلا على آخر, بل وضع كل الحلول على الطاولة ومن ثم ترجيح نتيجة تبدو ملائمة لها, مع متابعة باقي الحلول, فيما لو ...

ونظرا لتعذر التفاوض بين واشنطن وموسكو بسبب الأزمة الأوكرانية, لذا فهي مجبرة على التفاوض مع ايران, الحليف العسكري الآخر لسورية.

إذا لم يكن هناك الحاح بالنسبة للولايات المتحدة لحل القضية السورية, هناك على العكس من ذلك ضرورة بالنسبة لها لضمان استمرار حياة المستوطنة اليهودية في فلسطين.

في هذا الصدد تم تذكر ايران في وزارة خارجية الولايات المتحدة : بأمر منها, قصفت منظمة الجهاد الاسلامي فجأة الحدود الاسرائيلية.

طهران التي تم استبعادها من مؤتمر جنيف2, وجهت لها الدعوة لما هو أكثر أهمية : التفاوض الاقليمي.

من هذا المنطلق, فإن مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة سوف يعقد خلال العشرة أيام القادمة جلسة استماع حول "سورية بعد جنيف". تقترح الصياغة المبدئية وضع اشارة ضرب على تمديد "مؤتمر السلام".

لن يستمع أعضاء مجلس الشيوخ هذه المرة لخبراء من مؤسسات الفكر الاسرائيلية المتواجدة في واشنطن, كما جرى عليه العرف حين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط, بل إلى أفضل الاستراتيجيين عن حرب العصابات, مسؤولة ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية, وكذلك لواحد من أبرز الخبراء في الشأن الايراني.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 1858
(PDF - 171.3 كيليبايت)