فشل مؤتمر جنيف2 , أولا لأن الولايات المتحدة قررت دعم الموقف السعودي بدلا من احترام توقيعها على بيان جنيف1, وثانيا لأن الإبراهيمي لم يكن محايدا في رئاسته لمؤتمر جنيف, بل كان يخدم واشنطن بدلا من سعيه للبحث عن السلام.

بناء على نصائح روسيا, قبلت سورية أن يرأس المبعوث الخاص للسيد بان كي مون الجلسات.

كانت موسكو تعتبر واشنطن في تلك الفترة كشريك, بينما لم تنس دمشق أن الإبراهيمي لم يكن منذ خمس وعشرون عاما مضت, إبان مؤتمر الطائف, أحد خصومها.

مع ذلك, فإن ضعف التمثيل في وفد المعارضة, وإلغاء دعوة إيران عشية انعقاد المؤتمر, ومن ثم كلمة وزير الخارجية جون كيري في حفل الافتتاح والتي حمل فيها سورية مسؤولية كل مايجري, كشفت لموسكو أنها كانت على خطأ وأنه قد تم خداعها.

كانت محادثات جنيف فرصة للأخضر الإبراهيمي كي يظهر للملأ عناد سورية, بغية تحميلها مسؤولية حرب هي ضحية لها.

وما حديثه عن فشل المؤتمر, على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 آذار الماضي, إلا لاتهام سورية بأنها تجوع شعبها, خصوصا أنه لم يتوقف عن التأكيد بأن النزاع الجاري يضع الحكومة في مواجهة مع نصف مواطنيها وأنه لايمكن إيجاد حل عسكري.

هذا يعني إسدال الستار على عشر سنوات من تحضيرات الغرب لهذه الحرب, وعلى الطريقة التي أطلقوا بموجبها هذه الحرب عبر إرسال قناصتهم إلى درعا, وكذلك على تواجد مقاتلين أجانب فوق الأرض السورية.

إن مجرد تعيين السيد الإبراهيمي هو في حد ذاته علامة على الفشل مستقبلا : فبينما قدم سلفه كوفي عنان استقالته معلنا استحالة الاستمرار بمهمته, بسبب ازدواجية معايير الغرب, قبل الإبراهيمي المهمة مبتسما, بعد أن جمع بين مهمته كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة, ومبعوث خاص للأمين العام للجامعة العربية التي تم استبعاد سوريا منها ظلما, فكان الخصم والحكم في نفس الوقت.

هل من الضروري أن نذكر بأن الأخضر الإبراهيمي كان عام 1992 واحدا من الأعضاء العشر في المجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي الجزائري؟.

في ذلك الوقت, كان زعيم الجبهة الإسلامية, عباسي مدني يتخذ من برهان غليون العلماني المزيف, مستشارا سياسيا له. كان عناصر الحركة الإسلامية المسلحة آنذاك ( التي أطلق عليها لاحقا عام 2007 اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي) يتدربون على استعمال السلاح جنبا إلى جنب مع المجموعات الإسلامية المقاتلة في ليبيا (التي أطلق عليها اعتبارا من عام 1997 اسم تنظيم القاعدة في ليبيا) : معظم مقاتلي هاتين المجموعتين

تم دمجهم ضمن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

الأخضر الإبراهيمي الذي يحب أن يقدم نفسه كمناضل سابق من العالم الثالث, لم يخدم قط هذه الشعوب, ولا حتى شعبه الجزائري, ولم يقطع يوما صلاته بالقوى العظمى.

إنه غير جدير باحترامنا له.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 1871
(PDF - 154.8 كيليبايت)