في قلب خطابه عن حالة الاتحاد، قال الرئيس أوباما : " قالوا لكم بأن أعداءنا أصبحوا أكثر قوة، وأن أمريكا باتت أضعف منهم. دعوني أذكر لكم شيئا. الولايات المتحدة هي أقوى دولة على وجه الأرض. نقطة، انتهى. (تصفيق).نقطة، انتهى. لا أحد يستطيع الاقتراب منها. (تصفيق). لا أحد يستطيع الاقتراب منها.

نحن ننفق على جنودنا أكثر من البلدان الثمانية مجتمعة. وتشكل فرقنا العسكرية أجمل قوة قتالية عبر التاريخ (تصفيق).

لا يمكن لدولة أن تهاجمنا بشكل مباشر، أو حتى مهاجمة حلفائنا، لأنهم يعلمون أن هذا الطريق سيؤدي لدمارهم.

هناك استطلاعات تثبت بأن وضعنا في العالم الآن أعلى مما كان عليه الحال، حين انتخبت لهذا المنصب. وحين يؤتى بأي قضية دولية كبرى، أنظار الناس لاتتجه نحو بكين، أو موسكو لقيادتهم، بل يناشدوننا (تصفيق).

ملاحظة أولى : لم يسع الحائز على جائزة نوبل للسلام إلى تسليط الضوء على حقيقة أن جيش بلاده قادر على حماية شعبه، بل على أنه متفوق على الآخرين، لدرجة أن العالم برمته يلتفت نحو واشنطن. وبعبارة أخرى أقر بأن سطوة بلاده لاتأتي من قدراتها، بل وفقط، من الرعب الذي توحي به.

ثانيا : إنه يقيس "الدور القيادي" لبلده من منظور أن وضع بلاده في العالم، بات أسمى مما كان، حين تم انتخابه.

هذه إحدى سمات الفكر السياسي في الولايات المتحدة.

التحدي الذي يواجه واشنطن ليس الحياة، أو الحرية أو السعادة، حسب مفردات إعلان الاستقلال، إنما التفوق على الآخرين.

في تقريره الشهير عام 1991 عن الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة، في عالم خال من الاتحاد السوفيتي، كان بول فولفويتز يرى أن الحفاظ على التفوق حاليا، هو إضعاف للحلفاء، وإضعاف للذات أيضا.

في الواقع، الدور المنيط حاليا بالقوات المسلحة الأمريكية، ليس الدفاع عن مصالح شعب الولايات المتحدة، بل منع الشعوب الأخرى من التطور.

ثالثا : يؤكد الرئيس أوباما أن ميزانية جيشه، التي لامثيل لها، تجعل منه الجيش الأقوى. هذا يعني أنه أول قائد أعلى للجيش، يعتقد أن قيمة وبسالة جنوده مرهونة بالمال.

منذ هزيمة الجيش الإسرائيلي الأكثر تطورا في العالم، المدعوم لوجستيا من قبل الولايات المتحدة، الأكثر تطورا هي الأخرى في العالم، أمام ثلة من مقاومي حزب الله، المدعومين من سوريا وإيران، بتنا ندرك أن إرادة وشجاعة الرجال تتفوق على أكثر الميزانيات العسكرية ضخامة.

رابعا : بوسع أي شخص أن يستنتج في الوقت الحالي أن قوات حلف شمال الأطلسي، في كالينغراد، البحر الأسود، أو في سوريا، قد تم تحييدها من قبل التكنلوجيا الروسية. وأن تعثر الصناعة الحربية الأمريكية واضح على وجه الخصوص في صناعة الطيران الحربي.

وعد البنتاغون منذ حوالي عشرين عاما ببناء اف-35، يقال أنها طائرة متعددة الأدوار وقادرة على الحلول مكان كل الطائرات الحربية الحالية. لكنهم أبعد ما يكونوا عن هدفهم الآن. فبينما يستمر المهندسون الأميركيون بإعادة رسم مخططاتهم للمرة الألف، أنجزت روسيا بناء طائرة السوخوي سيو-35، التي تتمتع برشاقة لم يُعرف لها مثيل، كما الصين بانتاجها لطائرة شنغدو جي-10ب، الطائرة الأكثر خفية على الإطلاق.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 2316
(PDF - 158.3 كيليبايت)