هل سيتم فعلا تطبيق الاتفاق الموقع في 18 آذار الماضي، بين الاتحاد الأوروبي، وتركيا ؟

رسميا، ينبغي أن تستلم تركيا 6 مليارات يورو خلال سنتين، والاستفادة من إعفاء تأشيرة الدخول في مجال شنغن، مقابل إغلاق حدودها، وعودة جميع المهاجرين الذين وصلوا مع ذلك إلى بلدان الاتحاد.

هذا الاتفاق لايشمل 1,8 مليون مهاجر دخلوا في السابق، عبر تركيا، إلى دول الاتحاد الأوروبي، كما لايشمل أيضا 2,7 مليون لاجئ سوري مقيمين حاليا في تركيا.

بعد شهر من توقيع الاتفاق، تم إعادة 325 مهاجر فقط إلى تركيا، وقبول 103 لاجئ سوري بشكل نظامي في دول الاتحاد الأوروبي.

من الواضح أن بروكسل لم تًعد تركيا بستة مليارات يورو فقط لهذا الغرض.

هناك تمويل مقنًع للحرب السرية من الاتحاد الأوروبي، بناء على طلب عاجل تقدمت به كل من فرنسا، وألمانيا.

زيارة أنجيلا ميركل لتركيا في 23 نيسان الجاري كانت، وفقا لبرلين، لانجاز تطبيق الاتفاق.

زارت المستشارة الفدرالية الألمانية مخيم نصيبين2 النموذجي، وهو المخيم الوحيد المعتنى به بشكل صحيح، وهو لايمثل إطلاقاً الظروف الحياتية المؤسفة لباقي اللاجئين السوريين.

هذه الزيارة الخارجية، التي استبعد منها الصحفيون، واستعيض عنهم بالعاملين في خدمات الاتصالات الرسمية، مكنت المستشارة من التقاط صور جذابة، مع أطفال تغذيتهم جيدة ومبتهجين، وهو أسلوب للقول، من دون التصريح، بأن تركيا ليست بحاجة لأموال الاتحاد الأوربي لترعى اللاجئين لديها، بل لمواصلة الحرب.

لعبت ألمانيا أدوارا مهمة ضد سورية. هي التي قدمت عام 2005، السلاح الذي استخدمته الولايات المتحدة وإسرائيل في اغتيال رفيق الحريري. وهي التي نظمت عام 2012 اجتماع "أصدقاء سورية" في أبو ظبي، والذي جرى خلاله، تقاسم تركات الغاز السوري مستقبلا، بين القوى الاستعمارية الكبرى.

وهي أيضا من سهًلت عام 2012 كتابة خطة جيفري فيلتمان السرية للاستسلام التام وغير المشروط لسورية.

وهي دائما وأيضا، من يواصل العمل بهذا المشروع في جنيف حاليا، من خلال فولكر بيرتس، معاون استيفان ديمستورا.

في زيارتها لغازي عنتاب، قالت المستشارة الفدرالية : " طالبت (...) مجددا بمناطق يكون فيها وقف اطلاق النار معززا بشكل خاص، وتتمتع بقدر كاف من الأمن الذي يمكن أن يكون مضمونا".

وفقا لوكالات الأنباء الغربية، فقد منحت المستشارة الفدرالية الدعم اللازم للمشروع التركي في إقامة منطقة "حظر طيران" فوق الأراضي السورية.

في المحصلة، هذا الموقف الألماني شكلي محض، لأن تطبيقه ينطوي على تصويت في مجلس الأمن، وهذا ما تعترض عليه كل من روسيا، والصين، وحتى الولايات المتحدة.

من الصعب حقا تفسير الموقف الألماني.

إذا كان واضحا أن السيدة ميركل تسعى إلى مداراة حليفها التركي، لحمله على وقف الهجرة، ومساعدته على مواصلة الحرب ضد الشعب السوري، فمن المستحيل تصور أنها لاتشعر بالقلق من تمدد الأنشطة الإرهابية في أوروبا، ولا من رغبته المعلنة في حرمان ستة ملايين تركي من جنسيتهم، مما قد يطلق موجة مهاجرين جديدة نحو أوروبا.

ترجمة
سعيد هلال الشريفي
مصادر
سوريا

titre documents joints


Al-Watan 2386
(PDF - 161.5 كيليبايت)