الرئيس ترامب، بعد أن زار السعودية وإسرائيل، كان في 24 ماي في زيارة إلى روما، ليذهب بعدها، يوم 25، إلى قمة الناتو في بروكسل ويعود إلى ايطاليا يومي 26 و27 من اجل مجموعة الـ7 في تاورمينا وزيارة القاعدة الأمريكية الناتـَوية في سيغونيلا.

ما هي أهداف زيارته الأولى إلى الخارج؟ مبدئيا هي ثلاثة، حسب ما يشرحه الجنرال ماك ماستر، مستشار الرئيس للأمن القومي: إطلاق "رسالة وحدة" للمسلمين واليهود والمسيحيين، بناء علاقات مع زعماء العالم، واستعراض القوة الأمريكية في الخارج.

زيارة روما هي ثالث المراحل في ما وُصف كـ"حجّ ديني إلى الأراضي المقدسة للديانات الكبرى الثلاثة". بدأ "الحاجّ" رحلته بتوقيعه في الرياض اتفاقا يقضي ببيع السلاح الأمريكي لها، بقيمة 110 ملايير دولار، تضاف إلى تلك التي قد قدمها الرئيس اوباما، بقيمة 115 مليارا. أسلحة مستعملة في أثناء ذلك في حرب الائتلاف الذي تتزعمه السعودية، المدعومة أمريكيًا والتي تزهق أرواح المدنيين في اليمن.

في "القمة العربية- الإسلامية- الأمريكية" بالرياض يوم 21 ماي، دعا ترامب السعودية والممالك الخليجية الأخرى إلى التزام مجدَّد ضد الإرهاب: أي أنه دعا الدول التي تمول وتسلح الدولة الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى في عمليات تتم تحت إمرة الولايات المتحدة: الناتو، في ليبيا وسورية والعراق.

في خضم هذه "المعركة الكبرى بين الخير والشر"، أدرج ترامب حزب الله وحماس في قائمة "المجرمين البربريين" إلى جانب الدولة الإسلامية والقاعدة. أدان إيران كمسؤولة عن لااستقرار الشرق الأوسط، متهما إياها بـ"تمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين والميليشيات التي تزرع الدمار والفوضى في المنطقة"، وزعزعة استقرار سوريا، حيث اقترف الأسد -مدعوما من قبل إيران- "جرائم تفوق الوصف".

إعلان صريح بحرب على إيران، يلغي فعلا الاتفاقات المعقودة، مستحسنٌ للغاية في إسرائيل، التي زارها الرئيس يومي 22 و23 ماي لتعزيز التعاون الاستراتيجي. وفيما تقفل الإضرابات عن الطعام في السجون الإسرائيلية -التي يقوم بها آلاف المعتقلين السياسيين الفلسطينيين- يومها الـ40، التقى ترامب بمحمود عباس لـ"يطلب من الزعماء الفلسطينيين أن يقوموا بخطوات بناءة نحو السلام".

بحمله "رسالة الوحدة" هذه، فإن ترامب سيتحدث مع البابا فرانسوا، (غدا) في روما، عن "جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك"، بعد المحادثات مع الرئيس ماتاريلا، الذي سيؤكد على "الجذور التاريخية" لإيطاليا والولايات المتحدة، يشارك ترامب في قمة الناتو في بروكسل، حيث يدعم مخطط البنتاغون الموجه لأروبا (انظر صحيفة مانيفاستو، 9 ماي)، وتعزيز الناتو في وجه "روسيا منبعثةٍ، تحاول تلغيم النظام العالمي الذي يقوده الغرب".

مخطط على ترامب أن ينفذه، مبتلعا تأكيده على "ناتو مهمل" ووعوده الانتخابية بفتح حوار مع موسكو: في الواقع، لقد عُلق على رأسه سيف دموقليس، مع اتهام بالتواطؤ مع العدو.

من قمة الناتو، يذهب ترامب إلى مجموعة الـ7 التي تشكلها القوى الستة الاعظم في الناتو: الولايات المتحدة، كندا، ألمانيا، بريطانيا، فرنسيا وإيطاليا، بالإضافة إلى اليابان، الحليف الأساسي للولايات المتحدة والناتو في منطقة آسيا- الباسيفيك، أين نشر البنتاغون قوات متزايدة، من بينها النووية، ضد "صينٍ عدوانيةٍ وروسيا مهووسة بالانتقام".

رئيس الولايات المتحدة يزور أخيرا محطة الملاحة الجوية المتاخمة، سيغونيلا، القاعدة الأساسية للحروب المفتوحة والمغطى عليها للولايات المتحدة والناتو في الشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية، والتي يتم تقديمها على أنها "لاستتباب الاستقرار في البحر المتوسط".

ترجمة
خالدة مختار بوريجي
مصادر
مانيفستو (ايطاليا)