اجتمع أصحاب الفخامة رئيس الاتحاد الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية إيران الإسلامية حسن روحاني، ورئيس جمهورية تركيا، رجب طيب أردوغان، في اجتماع ثلاثي عقد في أنقرة يوم 4 نيسان/أبريل 2018.

وجرى في ذلك الاجتماع أن الرؤساء

أحاطوا علما بالتطورات المتعلقة بسوريا منذ اجتماعهم الأخير المعقود في ٢٢ تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٧ في سوتشي؛

أعربوا عن ارتياحهم لنتائج السنة الأولى من اجتماعات أستانا التي عقدت منذ كانون الثاني/يناير 2017، وأكدوا أن صيغة اجتماعات أستانا هي المبادرة الدولية الفعالة الوحيدة التي ساعدت على الحد من العنف في جميع أنحاء سوريا وأسهمت في مساعي تحقيق السلام والاستقرار في سوريا، مما أعطى قوة دافعة لعملية جنيف من أجل إيجاد حل سياسي دائم للصراع السوري؛

أعادوا تأكيد تصميمهم على مواصلة تعاونهم النشط بشأن سوريا من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة والنهوض بالعملية السياسية المتوخاة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254؛

شددوا على التزامهم القوي والمستمر بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وطابعها غير الطائفي. وأكدوا وجوب ألا تقوض أية إجراءات، أيا كانت الجهة التي تتخذها، هذه المبادئ، التي أكدتها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وإرادة ممثلي جميع شرائح المجتمع السوري. ورفضوا كل المحاولات الرامية إلى خلق واقع جديد على الأرض بحجة مكافحة الإرهاب، وأعربوا عن تصميمهم على الوقوف ضد أجندات الانفصال التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها، فضلا عن الأمن القومي للبلدان المجاورة؛

أعربوا عن اقتناعهم بأن مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي انعقد في سوتشي في 30 كانون الثاني/ يناير 2018، شكل معلما هاما في تمهيد الطريق أمام العملية السياسية، وأكدوا من جديد التزامهم بمتابعة نتائج المؤتمر، التي تعبر عن إرادة ممثلي جميع شرائح المجتمع السوري، لا سيما الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية، يدعمها الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وأكدوا دعمهم لتيسير بدء عمل اللجنة في جنيف في أقرب وقت ممكن بمساعدة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لسوريا وبالتنسيق مع ثلاث دول ضامنة؛

أهابوا بممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية والمعارضة الملتزمة بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وطابعها غير الطائفي فضلا عن المجتمع الدولي دعم نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري؛

أعربوا عن اقتناعهم بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع السوري وأن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا من خلال عملية سياسية تفاوضية؛

كرروا تأكيد ضرورة مساعدة السوريين في استعادة وحدة بلدهم، وتحقيق حل سياسي للصراع الجاري من خلال عملية حرة ونزيهة وشفافة وشاملة للجميع يقودها ويتولاها السوريون وتستند إلى الإرادة الحرة للشعب السوري وتفضي إلى وضع دستور يحظى بدعم الشعب السوري وإلى انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جميع السوريين المؤهلين للمشاركة تحت إشراف مناسب من الأمم المتحدة؛

أكّدوا من جديد عزمهم على مواصلة تعاونهم من أجل القضاء في نهاية المطاف على تنظيم داعش وجبهة النصرة وجميع الأفراد والمجموعات والمشاريع والكيانات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش على النحو الذي حدده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في سوريا وأكدوا نجاح جهودهم الجماعية في مكافحة الإرهاب الدولي؛

شددوا على أنه، في مساعي مكافحة الإرهاب، يتسم فصل الجماعات الإرهابية المذكورة أعلاه عن جماعات المعارضة المسلحة التي انضمت أو ستنضم إلى نظام وقف إطلاق النار، بأهمية قصوى فيما يتعلق بمنع وقوع إصابات بين المدنيين؛

رحبوا بالقرار 2401 الذي اتخذه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مواجهة الوضع الإنساني الخطير في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا ومحافظة إدلب ومحافظة حماه الشمالية وركبان والرقة؛ وحثوا الأطراف المتصارعة بقوة على الامتثال لأحكام القرار المذكور، بما في ذلك عن طريق الامتناع عن انتهاكات وقف إطلاق النار؛

شددوا على تصميمهم المشترك على تسريع جهودهم لضمان الهدوء على الأرض وحماية المدنيين في مناطق تخفيف التوتر وكذلك لتيسير وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق إلى هذه المناطق، وأكدوا أن إنشاء مناطق تخفيف التوتر كان بصفة مؤقتة على النحو المنصوص عليه في مذكرة 4 أيار/مايو 2017؛

أهابوا بالمجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، زيادة مساعداتهم إلى سوريا بإرسال مساعدات إنسانية إضافية، وتسهيل الأعمال الإنسانية المتعلقة بالألغام، وترميم البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المرافق الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على التراث التاريخي؛

رحبوا بعقد الاجتماع الأول للفريق العامل المعني بالإفراج عن المحتجزين/المختطفين وتسليم الجثامين وكذلك تحديد الأشخاص المفقودين، وذلك في أستانا في 15 آذار/مارس 2018 بمشاركة ثلاثة من الضامنين فضلاً عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشددوا على أهمية الأداء الفعال للفريق العامل الذي سيساعد في بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة؛

قرروا عقد اجتماعهم القادم في جمهورية إيران الإسلامية بناء على دعوة من رئيس جمهورية إيران الإسلامية، صاحب الفخامة، حسن روحاني.

أعرب رئيسا جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي عن خالص امتنانهما لرئيس جمهورية تركيا، صاحب الفخامة، رجب طيب أردوغان لاستضافة هذه القمة الثلاثية في أنقرة.