واشنطن – يقوم مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية اليوم بتصنيف تسعة أهداف في شبكة دولية يورّد من خلالها النظام الإيراني، بالتعاون مع الشركات الروسية، ملايين البراميل من النفط إلى الحكومة السورية. بالمقابل، يقوم نظام الأسد بتسهيل تحويل مئات الملايين من الدولارات الأمريكية إلى فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري لنقلها إلى حماس وحزب الله. وتحظر العقوبات الأمريكية الدعم المادي لحكومة سوريا، بما في ذلك شحنات النفط إلى الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة السورية، كما تحظر الدعم المادي للجماعات الإرهابية المحددة.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين: “نحن اليوم نتصرّف ضدّ خطّة معقّدة تستخدمها إيران وروسيا لدعم نظام الأسد وتوليد الأموال للنشاط الإيراني الخبيث”، مضيفا أن “مسؤولو البنك المركزي الإيراني يواصلون استغلال النظام المالي الدولي، بل إنهم في هذه الحالة يستخدمون شركة يشير اسمها إلى أنها تقوم بتجارة في السلع الإنسانية، كأداة لتسهيل التحويلات المالية التي تدعم هذا المخطط النفطي. ونحن اليوم ننشر تقريرًا استشاريًا يحدّد المخاطر الجسيمة على القطّاع البحري إذا هو شارك في شحن النفط إلى الحكومة السورية. إن الولايات المتحدة ملتزمة بفرض غرامة مالية على إيران وروسيا وغيرها بسبب جهودها الرامية إلى ترسيخ حكم الأسد الشمولي، وبتعطيل تمويل النظام الإيراني للمنظمات الإرهابية أيضا”.

وتستهدف عقوبات اليوم الأطرف الرئيسية الفاعلة في هذا المخطط، وبينهم المواطن السوري محمد عامر الشويكي وشركته الروسية، جلوبال فيجن جروب. ويعتبر الشويكي وشركته عاملين أساسيين في (1) نقل النفط من إيران إلى سوريا، و (2) تحويل الأموال إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يقوم بالقتل بالوكالة. كما تقوم هذه العقوبات أيضا بتسليط الضوء على الدور الهام الذي يلعبه مسؤولو البنك المركزي الإيراني في تسهيل هذا المخطط.

طوال الحرب الأهلية السورية، واصل النظام الإيراني تقديم الدعم العسكري والمالي لنظام الأسد، مما مكنه من ارتكاب فظائع جماعية ضد الشعب السوري. كما يواصل النظام الإيراني تمويل الإرهاب، حيث يوفر مئات الملايين من الدولارات لوكلائه الإقليميين والمنظمّتين الإرهابيتين وحماس وحزب الله اللبناني اللتين أدرجتهما الولايات المتحدة في قائمة العقوبات، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة. وكلّ ذلك بينما يعاني المواطنون الإيرانيون من فساد حكومتهم وإهمالهم بهم، بما في ذلك عدم توفّر إمدادات مستقرة من الطعام والمياه والكهرباء وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

وقال وكيل وزارة الخارجية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية سيغال ماندلبر: “يستمر النظام الإيراني في إعطاء الأولوية لإنفاق الأموال على إثارة الإرهاب بدلا من دعم شعبه”، وأضاف أن” هذا مثال آخر على النظام الذي يستخدم عائدات ملايين البراميل من نفطها لتمويل الإرهابيين ونظام الأسد القاتل على حساب شعبه. سوف تسعى الولايات المتحدة بقوّة إلى فرض عقوبات ضدّ أي طرف متورط في شحن النفط إلى سوريا، أو يسعى إلى تجنب عقوباتنا على النفط الإيراني. يجب أن تكون شركات الشحن وشركات التأمين ومالكي السفن والمديرين والمشغلين مدركة النتائج الخطيرة المترتبة على مساهمة في أي سلوك خاضع للعقوبات يشمل شحنات النفط الإيرانية “.

تحظر العقوبات الأمريكية الدعم المادي لنظام الأسد والجماعات الإرهابية التي صنّفتها الولايات المتحدة، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس وحزب الله. وسوف يتمّ تجميد جميع الأصول الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية للأفراد والكيانات المضافة إلى قائمة المواطنين المدرجين وأي كيانات أخرى محظورة بموجب القانون نتيجة لملكيتها من قبل طرف معاقب، ويمنع الأشخاص الأمريكيون ممنوع عموما من التعامل معهم.

الحكومتان الروسية والإيرانية تسهلّان شحنات النفط إلى الأسد

تنسق غلوبال فيجن غروب التي تتخذ من روسيا مقرّا لها، باستخدام مجموعة من الآليات المصممة لإخفاء أنشطتها، مع شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) لتحويل الأموال مقابل شحن النفط إلى سوريا.

وتقوم غلوبال فيجن غروب بهذا من خلال العمل مع شركة برومسيريوإميبورت (Promsyrioimport) الروسية المملوكة للدولة، وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية، لتسهيل شحن النفط الإيراني من شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى سوريا. وكوسيلة لنقل النفط من إيران إلى النظام السوري، تستخدم مجموعة الرؤية العالمية عددًا من السفن، تم تأمين العديد منها من قبل شركات أوروبية. ومنذ عام 2014 على الأقل، عطّلت السفن التي تحمل النفط الإيراني نظام التعرف الأوتوماتيكي (AIS) فيها قبل تسليم النفط إلى سوريا، كوسيلة لإخفاء الوجهة الحقيقية والجهة المتلقية لهذا النفط الإيراني.

واليوم، يصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) تقريرا للقطاع البحري فيما يتعلق بمخاطر فرض عقوبات على شحن النفط إلى الحكومة السورية، بما في ذلك قائمة غير نهائية للسفن التي قامت بتسليم النفط إلى سوريا منذ عام 2016.

من أجل مساعدة سوريا في دفع لروسيا مقابل هذا النفط، ترسل إيران الأموال إلى روسيا من خلال الشويكي ومجموعة غلوبال فيجن غروب. ولإخفاء مشاركته في هذه المعاملات، يقوم البنك المركزي الإيراني (CBI) بدفع هذه المبالغ إلى بنك مير للأعمال باستخدام شركة تدبير كيش الطبية والصيدلانية وعلى الرغم من أن اسم شركة تدبير كيش يشير إلى نها تعمل في مجال البضائع الإنسانية، فقد استُخدِمت الشركة مرارا لتسهيل النقل غير المشروع لدعم هذا المخطط النفطي. بعد تحويل البنك المركزي الإيراني الأموال من تدبير كيش إلى مجموعة غلوبال فيجن غروب في روسيا، حيث تقوم المجموعة بتحويل المدفوعات إلى شركة برومسيريوإميبورت المملوكة للدولة من روسيا لدفع ثمن النفط. أما بنك مير للأعمال فقد تمّ إدراجه في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. وبنك مير عبارة عن شركة تابعة مملوكة بالكامل لبنك ميللي الإيراني، والذي تم تعيينه ليكون بمثابة قناة لمدفوعات الحرس الثوري الإيراني.

يلعب كبار المسؤولين في البنك المركزي الإيراني دوراً حاسماً في هذا الترتيب. وقد ساعد كل من رسول سجّاد، مدير الدائرة الدولية في البنك المركزي الإيراني وحسين يعقوبي، نائب محافظ البنك الدولي للشؤون الدولية في تسهيل تحويلات الشويكي. وقد عمل أندري دوداييف، النائب الأول لمدير شركة برومسيريوإميبورت، بشكل وثيق مع يعقوبي لتنسيق بيع النفط الإيراني إلى الحكومة السورية.

من خلال هذا المخطط، قامت برومسيريوإميبورت التي تعمل مع غلوبال فيجن غروب بتصدير ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى سوريا. وقد قام هذا المخطط أيضًا بإعادة توجيه ملايين الدولارات بين البنك المركزي الإيراني وحساب شركة بنك مير للأعمال في روسيا.

الشويكي يعمل جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري الإيراني لتأمين الأموال لحزب الله وحماس

بالإضافة إلى المخطط أعلاه، يعمل الشويكي أيضًا كقناة حاسمة لتحويل مئات الملايين من أوراق العملة من الدولار الأمريكي إلى وكلاء إيراني في بلاد الشام، بما حزب الله وحماس، اللتين تمّ تصنيفهما في الولايات المتحدة كمنظمات إرهابيه أجنبية أو مجموعات إرهابية عالمية مخصصة. ويقوم الشويكي باستخدام البنك المركزي السوري بتنسيق عمليات التحويل مع مسؤول حزب الله محمد قصير، الذي يرأس وحدة حزب الله المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا وغيرها من الدعم من سوريا إلى لبنان. وأدرج مكتب مراقبة الأصول قصير في 15 أيار/مايو 2018، بسبب قيامه بالأعمال نيابة عن حزب الله.

ولعب كبار مسؤولي البنك المركزي الإيراني دوراً رئيسياً في هذا المخطط، حيث عملوا مع نظرائهم في سوريا ومع الشويكي لتسهيل تحويل العملة الأجنبية إلى حزب الله، وقاموا معاً بتنسيق نقل ملايين الدولارات عبر هذه الشبكة. وعلى وجه التحديد، قام المسؤول في البنك المركزي الإيراني حسين يعقوبي الذي لديه أيضًا تاريخ في العمل مع حزب الله في لبنان، بتنسيق التحويلات المالية المخصصة لحزب الله مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وموظفي حزب الله. وتمّ إدراج محمد قاسم البزال، عضو حزب الله وأحد مساعدي محمد قصير، لدعمه لحزب الله.

قواعد التعيين والسلطات

تم تصنيف محمد عامر الشويكي عملا بالأمر التنفيذي رقم 13582 (1) لكونه قد ساعد ماديا أو رعى أو قدّم دعما ماليا أو ماديا أو تكنولوجيا، أو قدّم سلعا وخدمات لدعم البنك المركزي السوري، وهو كيان قد تمّ تحديده على أنه جزء من الحكومة السورية، المحظورة تحت الأمر التنفيذي رقم 13582 (2)، بعد أن تصرف أو اعتزم التصرف لمصلحة مجموعة غلوبال فيجن غروب أو نيابة عنها. كما تم تعيين الشويكي وفقًا للأمر التنفيذي 13224 للمساعدة في أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو الخدمات الأخرى أو الدعم إلى حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتمّ تصنيف مجموعة غلوبال فيجن غروب وفقًا للأمر التنفيذي 13582 لمساعدتها المادية أو رعايتها أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لدعم شركة مصفاة بانياس السورية والبنك المركزي السوري وهي الكيانات التي تمّ تحديدها على أنها تطابق تعريف الحكومة السورية. كما تم تعيين مجموعة غلوبال فيجن غروب أيضا وفقًا للأمر التنفيذي 13224.

وتمّ تصنيف شركة Promsyrioimport وفقًا للأمر التنفيذي رقم 13582 لمساعدتها المادية أو تقديمها الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لدعم الشركة السورية لنقل النفط، وهي كيان تم تحديده على أنه يطابق بتعريف الحكومة السورية، المحظورة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582.

تم تصنيف أندري دوغاييف وفقًا للأمر التنفيذي رقم 13582 بسبب تصرفه أو اعتزامه التصرف لمصلحة أو نيابة عن Promsyrioimport بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتم تصنيف بنك مير للأعمال وفقًا للأمر التنفيذي 13582 لمساعدته المادية لمجموعة غلوبال فيجن غروب أو تقديم الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لهذه المجموعة.

وتمّ تصنيف شركة تدبير كيش الطبية والصيدلانية وفقًا للأمر التنفيذي رقم 13582 بسبب مساعدتها المادية وتقديمها الرعاية أو الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لدعم مجموعة غلوبال فيجن غروب.

وتمّ تصنيف رسول سجّاد وحسين يعقوبي عملاً بلأمر التنفيذي رقم 13224 للمساعدة المادية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات أو دعمها لقوات فبلق القدس التابع للحرس الثوري اإيراني.

وتمّ تصنيف محمد قاسم البزّال عملا بالأمر التنفيذي 13224 من أجل التصرف لمصلحة حزب الله أو نيابة عنه.