دعا رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري امس الادارة الاميركية الى مواصلة الضغط على سوريا لمنع تسلل المقاتلين عبر الحدود كما اكد رفضه اي تدخل ايراني في الشؤون الداخلية للعراق، وقال ان علاقات بلاده مع الولايات المتحدة ستبقى قوية حتى اذا واجهت واشنطن طهران عسكريا بسبب مطامحها النووية•

وقال الجعفري خلال لقاء مع اعضاء الكونجرس قبيل اجتماعه مع الرئيس جورج بوش ان الحكومة السورية دعته الى زيارة دمشق لاجراء مباحثات على مستوى رفيع وانه وافق على ذلك حيث سيصدر اعلان في هذا الشأن قريبا، مشيرا الى ان المباحثات يجب ان تكون بناءة وتسفر عن نتائج في قضايا لا سيما أمن الحدود•

ونسبت مصادر الى الجعفري الذي التقى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي قوله ان الضغوط الدولية ساعدت في اجبار سوريا على سحب قواتها من لبنان وانه يعتقد ان حملة مماثلة من اجل العراق يمكن ان ترغم دمشق على تحسين الاوضاع الامنية عبر الحدود، واوضح عندما سئل عن امكانية حدوث صراع مع ايران:«ان العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتغير حتى اذا دخلت في أزمة مع احدى دول الجوار»•

واعتبر الجعفري ان تقدما كبيرا تحقق في تقليص عدد الهجمات التي يشنها المتمردون العراقيون وان كان اقر في الوقت نفسه بان الارهاب ما يزال تهديدا كبيرا، وقال مدافعا عن مساعدة اميركا وحلفائها:’’ان دم ابنائكم اختلط مع دم ابنائنا ودفعوا ضريبة باهظة جدا لحمل الديموقراطية والحرية الى العراق••كل مجتمع يريد الانتقال من الديكتاتورية الى الديموقراطية عليه ان يدفع الثمن من اجل ذلك وان يقدم تضحيات’’، واضاف ان الشعب الاميركي يجب ان يكون فخورا بمساهمته التاريخية في تحرير العراق والتي لن تنسى ابدا’’•

وقال رئيس الوزراء العراقي انه منذ ان تسلمت الحكومة الموقتة السلطة في مارس الماضي اعتقل الاف الارهابيين وتقلص معدل عدد الاعتداءات بالسيارات المفخخة من ما بين 12 و14 الى واحد على الاقل يوميا، وساند موقف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد بان وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية سيكون بمثابة اشارة ضعف، وقال:«ربما تكون المعركة ضد صدام انتهت ولكن ليس ضد الارهاب••ان الارهابيين لهم عقلية رجال الكهوف ويعتبرون كل انسان بمثابة هدف شرعي يجب ان يقتل وهذا التهديد يتوجب علينا ان نواجهه معا»، واضاف في حديث آخر مع صحيفة “واشنطن بوست”:«نريد ان نشهد انسحاب القوات الاميركية باسرع وقت ممكن لان وجود اي قوات اجنبية على اراضينا يعني ان هناك ضعفا واننا لا نستطيع وحدنا السيطرة على الموقف الامني لكن تحديد اي موعد حاليا لانسحاب القوات سيكون في مصلحة الارهابيين»’’، وطالب بدلا من ذلك بتسريع برامج تدريب القوات العراقية وأيضا منح دول غير مشاركة في التحالف دورا•

واكد الجعفري ايضا التزام الحكومة بمهلة وضع دستور جديد بحلول اغسطس المقبل رغم ان صياغته لم تبدأ بعد وطرحه على الاستفتاء وفق ما هو مقرر في اكتوبر، وقال:«نعرف ان هناك تحديات ونعرف ان هناك صعوبات لكن صعوبات صياغة الدستور لن تكون بالقطع بشدة وعنف الصعوبات التي كانت موجودة خلال الانتخابات التي جرت في 30 يناير الماضي»• وشدد على ان الدستور سيمثل جميع أطياف الشعب بمن فيهم الاكراد والسنة العرب وسيمتاز بصبغة علمانية ويمثل الصفة الاسلامية للعراق•

واعلن الجعفري من جهة اخرى ان القضاة العراقيين اضاعوا الوقت في تنظيم محاكمة صدام، وقال:«كان هناك وقت ضائع ولقد تحدثت مع القاضي الرئيسي المسؤول عن المحاكمة»، مشيرا الى انه لا يزال يامل ان تبدأ المحاكمة في الاشهر المقبلة بعد اجراء تحقيق سريع حول جرائم محددة، واضاف:«لا نريد تحقيقا كاملا••كل ما نريده هو حكم»• كما هاجم قناة “الجزيرة” الفضائية ووسائل اعلام عربية اخرى متهما اياها باعطاء صورة خاطئة عن الاضطرابات في العراق وتشجيع الارهاب•

الى ذلك، قال مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان بوش سيلقي كلمة مهمة عن العراق ليل الثلاثاء المقبل يتوقع ان يحدد خلالها استراتيجيته للنصر ووجهة نظره بشان اكمال المهمة• في وقت دافع نائب الرئيس ديك تشيني عن تصريحه بان التمرد في العراق في النزع الاخير وآخر رجفات الاحتضار، وقال:«اذا نظرت الى معنى الكلمة في المعجم فانها تعني ايضا فترة عنيفة••هناك تقدم في العملية السياسية وفي تدريب قوات الامن العراقية وحينما تترسخ الديموقراطية سيزول التمرد••اعتقد ان الاشهر المقبلة ستكون أشهرا صعبة••سيحدث الكثير من العنف وسيفعل الارهابيون كل ما في وسعهم لمحاولة افساد العملية»•

واتفق الجعفري مع تشيني في أن التمرد في النزع الاخير، وقال:’’حقا هذا صحيح••سنهزم الارهاب قريبا جدا’’، فيما اكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة لن تتفاوض مع الارهابيين الذين شغلوا مناصب رفيعة فى حكومة صدام، وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد:«كل الذين يقولون اننا خسرنا الحرب او اننا في صدد خسارة الحرب على خطأ••الاستراتيجية الحالية تسير جيدا» واضاف:«اذا اضطر التحالف الى الانسحاب قبل ان تصبح قوات الامن العراقية قادرة على تحمل مسؤولياتها سنواجه من جديد في احد الايام نظاما عراقيا آخر يمكن ان يكون حتى اخطر من السابق في منطقة غارقة في الظلام بدلا من ان تكون حرة»•

وانضم رامسفيلد الى كبار المسؤولين الاميركيين في اتهام الحكومة السورية بانها على علم اذا لم تكن متواطئة مباشرة، بمرور متمردين اجانب من شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا الى العراق، لكنه رفض التصريحات بأن الحرب اصبحت مستنقعا وان كان حذر الحكومة العراقية من تأخير تطورات سياسية مثل كتابة الدستور، وقال ان تأجيل الدستور او اجراء الانتخابات بموجب الدستور الجديد سيمثل ضررا جسيما• فيما اعتبر عدد من البرلمانيين الاميركيين انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تفهم المسؤولين العراقيين انه اذا لم يحصل على الاقل تقدم سياسي فيخشى ان تتخلى واشنطن عن التزاماتها هناك، وقال هؤلاء ان التعهد امام العراقيين بالبقاء الى ما لا نهاية هناك حتى وان لم يتفقوا على الدستور من شأنه ان يقلص الفرص لاقدام العراقيين على تقديم التنازلات السياسية الضرورية من اجل دحر الجهاديين والتمرد•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)