على الرغم من أن هذا الزمان هو زمان المعلومات السريعة، وعلى الرغم من معرفتي بما أراد السيدان سايكس وبيكو ومن معرفتي ماذا يريد بلفور أفندي، والحاج روزفلت ومن بعده برجنسكي وأولاده الأفغان، لكني لم افهم حتى الآن ما تريده أمريكا هذه الأيام منا نحن أبناء الشرق الأوسط الودعاء … اللهم إلا شأن واحد وحيد وقياسا على ما سبق أنها تريد لنا شأنا لا نريده لأنفسنا، ما يحولني إلى رافض لكل ما تريده تارة من باب المصلحة وتارة من باب الجكارة، ولكن السبب الأكبر هو تلك اللعبة التي تلعبها في العتم والذي يؤكد أنها لا تلعب لصالحي أو من اجلي، لذلك هي نفسها تمترسني ضدها، أو على حد تعبير الأب الحنون جورج بوش لست معها أي … ضدها.

هل أكره أميركا ؟ …. لا … لا اكره أميركا أو غيرها فالكره ليس من رتبتي الحضارية. إذا لماذا كل هذا التوجس ؟ …. انه النفخ في اللبن بعد أن أحرقت الشوربة فمي، ولكن أميركا ليست اللبن … حتى لو أسقطت من طائراتها وجبات الهمبرجر إلى القتلى الذين خلفهم السرب السابق أو اللاحق … هل تريد أن تسمنني كي تذبحني على العيد ؟ لا ادري لا ادري، لكنني متأكد أنها وعند مفترق ما سوف تذبحني، ومتأكد أنها لا تقول حقيقة واحدة ومتأكد أنها لا تطلب شيئا منطقيا متعارف عليه بين الأمم والشعوب … ماذا تريد أمريكا ؟؟ طالما لن يفيدها ذبحي مع أنني متأكد أنها سوف تذبحني “الأمر ليس بحاجة إلى شواهد من هيروشيما أو فيتنام أو العراق أو حتى الصرب” هل تتسلى بالسياسة الدولية … هل تمزح ؟؟ طالما أن مصالحها مؤمنة وهواياتها مستجابة ماذا تريد ؟ فأنا لا استطيع القول لها حلي عنا لأنها موجودة بحكم الأمر الواقع هي وجيوشها وعملاؤها وولاتها وشركاتها هي موجودة فماذا تريد أكثر من ذلك ؟

لا ادري لا ادري … انه العتم المطبق … انه التوجس عن خبرة … انه ضعفنا اللامتناهي … أنها الفجعنة المصلحية … أنها كل الأشياء … ولكن لم يعد يليق بنا كل هذا …. الهوان