برهن نبيه بري رئيس حركة “أمل” والحليف الوثيق لدمشق على قدرة استثنائية على الاستمرار مهما تقلبت الظروف السياسية•وعاد ليتولى أعلى منصب في طائفته متحديا عاصفة أطاحت بمعظم حلفاء سوريا بعد سحب قواتها من لبنان•ووافقت الكتل البرلمانية الكبرى في البرلمان على عودة بري في اول جلسة برلمانية تعقد منذ الانتخابات على الرغم من التحفظ الدولي على اعادة انتخابه•

وبري الذي طالما رأى ان “لبنان وسوريا توأم ولا شيء يمكنه تفريقهما” استطاع ان يظل قويا على رأس البرلمان الذي بات يضم اغلبه معارضة لسوريا لاول مرة منذ انتهاء الحرب الاهلية•واكد بري في خطاب ألقاه فور اعلان فوزه تمسكه بالعلاقات المميزة بين البلدين وبمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق عام 1991 وما تلاها من اتفاقات التعاون•

ولم يكن امام المجلس النيابي أمس خيارات تذكر سوى عودة بري الى رئاسة مجلس النواب التي تولاها منذ عام 1992 على الرغم من فوز تحالف قوى مناهض لسوريا بالاغلبية في مجلس النواب الذي يضم 128 وذلك للمرة الاولى منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و•1990

وعاد بري الى رئاسة المجلس وهو أعلى منصب يتولاه الشيعة في البلاد بعد أن ضمن تحالفه مع “حزب الله” في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري اكثر من 80 بالمئة من اصوات الجنوب•وجاء النصر الكاسح لتحالفه مع حزب الله بعد ان اعتبر التصويت في الانتخابات تصويتا ضد قرار دولي يدعو لنزع سلاح “حزب الله”•وحصلت مجموعته على 15 مقعدا في البرلمان ليصبح مجموع عدد مقاعد حركة “امل” و“حزب الله” وحلفاء آخرين لسوريا 35 مقعدا•
وعلى الرغم من سحب سوريا لقواتها العسكرية من لبنان في ابريل نيسان الماضي تحت ضغط دولي وشعبي اثر اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، فقد بقي بري ممسكا بمفاتيح كثيرة خاصة بعد تحالفه مع ’’حزب الله’’ انتخابيا وسياسيا وبعد الخطوط التي أعاد وصلها مع سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الأسبق والذي يتزعم اكبر كتلة برلمانية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط•وقد صوت 29 نائبا مسيحيا في المجلس الذي تتوزع مقاعده مناصفة بين المسلمين والمسيحيين اقترعوا لمصلحة بري•وقد شغل بري ابتداء من العام 1984 عدة مناصب وزارية•

وبري طليق اللسان جهوري الصوت سريع البديهة لاذع في انتقاده انضم الى حركة افواج المقاومة اللبنانية “أمل” التي أسسها الامام موسى الصدر عام 1970 وبعد عامين على اختفاء الصدر في ليبيا ترأس بري، الذي درس المحاماة، عام 1980 حركة “أمل”•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)