تدرس الدوائر السورية جميع الاحتمالات الممكنة للرد على حملة الضغوط الأميركية غير المسبوقة والمتمثلة بتصعيد الاتهامات على المحورين اللبناني والعراقي، واتخاذ إجراءات عملية ضد مسؤولين سوريين على رأس عملهما تمثلت بقرار تجميد أرصدة مزعومة لوزير الداخلية غازي كنعان ورئيس جهاز الاستخبارات السابق في لبنان رستم غزالي.

ورغم أن بعض المصادر لم تستبعد إمكانية استدعاء السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى للتشاور، إلا أن مصادر أخرى تحدثت عن حرص دمشق على عدم التصعيد مع الولايات المتحدة التي تسعى إلى جر سوريا إلى مواقف غاضبة من شأنها أن تتخذها ذرائع لتشديد الضغوط عليها.

ووجهة نظر دمشق حسب المراقبين هي أن وجود السفير هناك مهم جداً لتوضيح وجهة النظر السورية في وسائل الإعلام الأميركية وأمام الرأي العام الأميركي، رغم أن واشنطن اتخذت خطوة أحادية الجانب باستدعاء سفيرتها في دمشق للتشاور بعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بأيام والتي لم تعد إلى دمشق لغاية الآن.

وسربت السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي لبعض المتابعين بأنها لن تعود إلى دمشق في الأمد المنظور نظراً إلى أن دمشق لم تنفذ أياً من المطالب التي طلبها وزير الخارجية الأميركية كولن باول عندما زار دمشق قبل نحو عامين.وحتى الآن لم تعلن الولايات المتحدة موقفاً رسمياً من عودة السفيرة إلى دمشق.

وهو ما يثير استغراب المراقبين الذين يرون في الموقف الأميركي غموضاً لا يشجع على بناء حوار تحرٌّ دمشق على أن يكون موجوداً وإن في حدوده الدنيا.وكان السفير السوري في واشنطن أعلن قبل أسابيع قليلة أن دمشق أوقفت تعاونها العسكري والاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما فهم على أنه موقف تصعيدي من دمشق، لكن سرعان ما تبين أن هذا التعاون متوقف من الناحية العملية قبل إعلان السفير السوري بعدة أشهر.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)