افاد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية طوم كايسي ان اعضاء المجلس العسكري الذي استولى على الحكم في موريتانيا، استدعوا الخميس السفير الاميركي في نواكشوط جوزف لوبارون الذي دعاهم الى اعادة السلطة الى الرئيس المعزول معاوية ولد الطايع، بينما طالب معارضون بقطع العلاقات مع اسرائيل.

وفي حين لم يدل كايسي بتفاصيل عن الاجتماع، قال مسؤول في وزارة الخارجية ان لوبارون التقى اعضاء "المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية" وابلغ اليهم ان واشنطن "تدين هذا العمل غير الشرعي وتطالب باعادة النظام الدستوري".

واوضح الناطق ان الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وشركاء آخرين في المنطقة وفي العالم "من اجل العودة الى النظام الدستوري في موريتانيا في أسرع وقت ممكن".

كذلك استقبل رئيس "المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية" العقيد علي ولد محمد اعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين في موريتانيا، بمن فيهم سفراء فرنسا باتريك نيكولوزو والمانيا ارنست يواكيم دورينك والصين لي شيوكسي وروسيا ليونيد روكوف واسرائيل معز بسمتي والسنغال محمود الشيخ كان ومالي موسى كولي بالي وغامبيا مما دوبادجي. والتقى ايضاً مبعوثاً مغربياً نقل اليه رسالة من الملك محمد السادس.

المعارضة

ورحبت حركة المعارضة الموريتانية في المنفى "فرسان التغيير" بالانقلاب الذي اطاح ولد الطايع الاربعاء. وجاء في بيان وقعه زعيمها محمد ولد شيخنة: "نحن فرسان التغيير نرحب بهذا العمل الضروري لانقاذ البلاد ونشجعه وهو امر ما كان ممكناً لولا المحاولات التي جرت في السنوات الاخيرة". ووصف الرئيس المعزول بأنه "طاغية دموي"، مبدياً "الجهوزية والاستعداد" لتقديم "الدعم الكامل بروح ايجابية" للسلطة الجديدة، من اجل "انجاح العملية الانتقالية على اسس اكيدة من العدل والشفافية والتعددية". واضاف ان "وجود بعض قادة حركتنا وبينهم صالح ولد حنانة في نواكشوط يشكل في هذا السياق فرصة ممتازة للتشاور والقرار".ورحب 18 من قياديي "الحركة الاسلامية الموريتانية" بتغيير النظام في موريتانيا، واكدوا "ضرورة التشاور مع مجمل الاطراف السياسيين" من أجل "قلب صفحة الماضي المؤلمة" وتنظيم العودة الى الحياة الدستورية. واشاروا الى ان "الاسلاميين كانوا ضحية قمع واضطهاد وحملات اعلامية وتشهير واستبعاد من السياسة" قام بها ولد الطايع.

وحض السياسيون المعارضون في موريتانيا زعماء الانقلاب على قطع العلاقات مع اسرائيل، معبرين عن غضب بين سكان البلاد بسبب العلاقات الودية التي اقامها الرئيس المعزول مع تل ابيب.

ولم يصدر ضباط "المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية" اي بيانات علنية عن السياسة الخارجية لموريتانيا التي تقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل. واكد رئيس "التحالف الشعبي التقدمي"، احد اكبر احزاب المعارضة مسعود ولد بو الخير، ان الموريتانيين لا يريدون علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل وانه ينبغي لموريتانيا ان تقطع العلاقات معها. كذلك دعا رئيس "اتحاد القوى التقدمية" المعارض محمد ولد مولود الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل، مشيراً الى ان حزبه ايد فقط علاقات طبيعية في حال وجود اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. كما لم يصدر عن زعماء الانقلاب اي بيان في ما يتعلق بسياسة الطاقة، لكن الشركات التي تتابع شؤون موريتانيا استبعدت اي مشكلة كبيرة.

- في نيويورك، طالب الامين العالم للامم المتحدة كوفي أنان بالعودة الى "النظام الدستوري واحترام حقوق الانسان ودولة القانون في موريتانيا".

-في تونس، كرر مصدر مأذون له في وزارة الشؤون الخارجية ان حكومته "تتابع عن كثب تطور الاحداث في الجمهورية الاسلامية الموريتانية وتؤكد موقفها المبدئي والثابت في ادانة الاستيلاء على الحكم بالقوة وبالطرق غير الشرعية".

- في الرياض، أبدى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان أوغلي "قلقه البالغ" من الانقلاب في موريتانيا، مؤكداً "الموقف المبدئي الرافض لكل اشكال تسلم السلطة خارج الاطار الدستوري الشرعي في اي بلد من الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي". ودعا "جميع الموريتانيين الى احترام قواعد الديموقراطية والاطار المؤسسي والقانوني لتداول السلطة في بلادهم وحل جميع الخلافات السياسية بالطرق السلمية والحفاظ على الامن والاستقرار والوئام الاجتماعي".

مصادر
النهار (لبنان)