السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحو النا ايها السادة ... يا من تسيدتم علينا برغبتنا او بدونها ان نخاطبكم بصراحة . نستبشر خيراً عندما يقترب موعد قمة عربية او تتم الدعوة اليها حتى استثنائياً . وبالرغم من شعورنا الدئم بالاحباط الا اننا نعلل النفس بانه : عسى ان يأتي خير من قمة ما وتتسع مساحة الخوف عند الانسان العربي في كل دنيا العرب مما قد يحصل . وتنعقد القمم العربية ولاجديد سوى مزيد من التفرق والانهزام والضياع وفقدان الاوطان .
وتنعقد القمم العربية ,وتضيع مع كل قمة قطعةمن ارض او من كرامة او من موقف , ننتظر ان نحصل على جرعة من قوة منسقي كيلاً من الضعف , وننتظر مع امل قادم وغير آتٍ .
في ظل القمم العربية ضاعت فلسطين , وفي ظل القمم العربية تمزقنا وتحولنا ليس الى اقطار بل الى كانتونات لاتمتلك حتى حق الحياة فكيف ابدا الراي ؟؟ في ظل القمم العربية تحاربنا وتخاصمنا واختلفنا ولم نتفق بعد , حتى على ماذا اختلفنا لانعرف الا انه علينا ان نختلف ونبقى كذلك وحتى على ماذا يجب ان نتفق والمهم ان تعقد القمم , ولا اهمية لما بعدها , وهذا ما شجع شارون لان يقول : ان قرارات القمم العربية لا تساوي قيمة الورق الذي تكتب عليه . أهل من اهانة اكبربعد ؟؟
حتى المواقف التي تحملها البيانات الختامية تبقى حبيسة الصفحات التي كتبت عليها .
منذ ما قبل منتصف القرن الماضي والقمم العربية تلتئم وشمل العرب يتفرق وارض العرب تضيع ويضيع معها الانسان العربي وجوداً وحضارة وارثاً وتراثاً واقتصاداً ومستقبلا وشهامة فوحدتنا لم تتحقق , ولم نتحرر , ولم نقدر على اتخاذ قراريوماً ما . حارب الانسان العربي من أجل فلسطين فتوقفت الحرب , وضاعت فلسطين بامر من الزعماء العرب , وسرقت مياهنا , ويقتلنا الظمأ وتداهم الصحراء بيوتنا, ولحق بفلسطين اجزاء متزايدة من الارض العربية ومازالت القمم تنعقد وتشجب , ومن لاءات الخرطوم الثلاث "لاللاعتراف , لاللصلح , لاللتفاوض " تتحول الى مصانع للانقسام والتشرذم والتسابق على كسب ود العدو الذي ما كان الا حتى لا نكون , ودخلت اسرائيل الى بيوتنا الى عقولنا الى انوفنا, عبر القمم , نشتم منها رائحة الهزيمة الدائمة , وما من موقف من أي حدث , كانت حرب تشرين قبس من نور احيت املاً في نفس الانسان العربي , احسسناه وعشناه في عمق كل مواطن عربي في كل اقطاره , على ان يكون لنا موقف من غدنا , من غد هذه الامة , فافرغت من نتائجها , بعض دفع الثمن دماً والبعض الآخر استلم الثمن ثروات تكدست في بنوك الغرب , لتذهب هباتها سلاحاً الى أعدائنا لقتلنا , او لتستخدم سلاحاً ضدنا في الحجز عليها , وعدم القدرة على توظيفها لصالحنا . ووحدها سورية بقيت على العهد , تعمل على لم شمل العرب فيتفرق عنها العرب , تطالب بوقفة عربية معتصمية فتحارب , تنبه الى المخاطر فتتهم , تحاول بناء الذات العربية فتحاصر , تحمل الهم والعبء العربي فيكثر الاعداء وتسام ظلماً حتى من ابناء الجلدة "وظلم ذوي القربى "ويصح عليها قول الشاعر " إن الذي بيني وبين ابي " وتزداد الشماتة والاستخفاف , وتتأ صل الهزيمة والخضوع والخنوع , وتنعقد القمم ونبادر ويسخر الآخرون من مبادرتنا , ألم تنبه سوريا الى خطر هولاكو الجديد ؟ والبعض يقول: "لن يستكثروا بغداد عليّ"فضاعت بغداد ووراءصف من البغدادات ترسم له خطط الضياع , وما زالت القمم تنعقد . فلماذا أيها السادة ؟؟ هل تحملون في حقائبكم مشاريع هذه الامة ؟؟ هل امتلكتم وكونتم تصورات لما ستكون عليه وماسيأتينا من حلفائكم في أمريكا والغرب واسرائيل ؟؟ هل تحملون الى طاولاتكم المستديرة املاً ننتظر منه ان يصنع حلم الانسان العربي ؟؟ ام ان احلامنا لابد ان تبقى احلاماً ميتة ؟؟
من حقنا أيها السادة المتسيدون أن نحلم ومن حقنا عليكم , يا من تمتلكون قرار مصائرنا , ومفاتيح مستقبلنا الذي نخاف , ان تنظروا الينا مرة واحدة , وتسمعون منا ما نريد , ام أن مفاتيح سياراتكم وطائراتكم وحقائبكم بيد الغير , يتغير محتواها مع الهوى والرغبة والمشاريع النافذة تجاه هذه الامة ؟؟ هل تظنون أنكم محميون من هولاكو ؟؟ لا وألف لا, لقد قالت غولدمائير يوماً : "كنت أ صاب بالهلع عندما اسمع بولادة طفل فلسطين " ونحن نتكاثر بلا بركة ولا مستقبل في ظل القمم العربية , لأن انتفاضة هذا الطفل الفلسطيني يجب أن تتوقف بمعرفتكم وأوامركم .
اسمحوا لنا ان نحلم ... اسمحوا لنا ان نسمع صوتاً يرتفع مع صوت سورية بموقف عربي اصيل , حتى من حمتهم ودافعت عنهم وذادت عن حياضهم وحقنت دماءهم تنكروا لها , ثرواتنا التي تتمتعون بفوائدها لم تبقى ملكنا , ولا لكم , سرقت منا , واطفالنا في فلسطين والصومال والعراق والسودان وموريتانيا , في كل ارض العرب يموتون جوعاً , لقد امتد الاخطبوط الصهيوني ومكن أطرافه في عمق واقعنا من نواكشوط غرباً الى الدوحة شرقاً , وانتم تجتمعون وتمهدون الارض لانتشاره, بضعفنا ازداد قوة , وبتخاذل سادتنا تنمروا واستأسدوا, احبطنا , وما زلنا والاخطبوط الداخلي المخرب ينمو بين ظهرانينا داعماً لما يأتينا من الخارج , فرفقاً بنا أيها السادة , فنحن الشعوب التي تتسيدون عليها , ونحن بشر لنا تاريخ وحضارة ومستقبل , تسرق منا كل يوم , لنا حق الحياة والمستقبل , لنا عليكم حق الحقيقة القومية والكينونة الانسانية ,حق لنا وعليكم ان نحس مرة انكم منا والينا مثل بقية شعوب العالم المتحضرة , انكم لنا وليس للاجنبي , اتركوا لنا مساحة ولو ضيقة للحلم بدل اليأس , لامل في الغد ولو ضعيفاً دون خوف من ان يسرق منا ثانية , القدس وبغداد في قلوبنا أيها السادة داميتان , فلا تقتلوا البغدادات الاخرى , فلم يعد فينا دماء تنزف , فقد نزفت حتى جفت .
وشكراً ايها السادة الزعماء ان اتسع صدركم لسماعنا ... فان كان ما سيصدر مثلما صدر سابقاً فلا ضرورة للقمة .. وفروا وقود طاتراتكم , ومصاريف اقاماتكم , فالشعب احق بها ... صرحوا ما تشاؤوا واتركوانا نمضغ يأسنا واغترابنا في أوطاننا , ولا تقتلونا من جديد .