لقد قدمت الطائرة الأولى من الأمام في اتجاه الريح، الشيء الذي سهل من استقرارها. أما الطائرة الثانية فاضطرت إلى القيام بمناورة دوران معقدة، وكانت من الصعوبة بمكان لأنها تمت في الاتجاه المعاكس للريح، ومع ذلك فقد استطاعت هي الأخرى أن تصطدم بالبرج على ارتفاع جيد وعلى مستوى الوسط.

وأكد الربابنة المحترفون، الذين أخذ رأيهم في الموضوع،
أن القليل منهم يستطيع تصور القيام بمثل هذه العملية، ويستبعدون ذلك بشكل قاطع بالنسبة للربابنة الهواة. غير أن طريقة لا يرقى إليها الشك في بلوغ هذا الهدف هي استعمال علامات مرشدة، إشارة تصدر انطلاقا من الهدف تجتذب الطائرة التي تحلق باستعمال القيادة الأتوماتيكية. ووجود علامة مرشد في مركز التجارة العالمي أثبتته الإذاعات الأمريكية التي التقطت إشارتها.

وقد تم رصد هذه الإشارة لأن ذبذباتها تداخلت مع
إرسال الهوائيات التلفزيونية المثبتة فوق البرجين. ويحتمل أن تكون هذه الإشارة أطلقت في اللحظة الأخيرة لتلافي اكتشاف أمرها، وبالتالي، تدميرها. كما أنه من المحتمل أن يكون المختطفون قد استعملوا علامتين، لأنه يصعب أن تقوم علامة واحدة بالمهمة، بالرغم من تجاور الهدفين.

وعلى كل حال كان من الضروري وجود شركاء على الأرض.
وإذا كان الأمر كذلك، فلم يكن هناك داع لوجود عدد كبير من المختطفين على متن الطائرة. مجموعة صغيرة كانت تكفي لتحويل الطائرة إلى القيادة الأتوماتيكية. كما أنه لم يكن ضروريا على الإطلاق، وجود مختطفين على متن الطائرة، طالما أن الأمر لم يكن يتعلق باحتجاز رهائن: فمن خلال قرصنة أجهزة الحاسوب الموجودة على متن الطائرة، قبل الإقلاع، كان من الممكن التحكم في قيادة الطائرة خلال التحليق بفضل تكنولوجيا غلوبال هوك Global Hawk التي طورتها وزارة الدفاع [1]، حينذاك يصبح بالامكان قيادة طائرة البوينغ آليا عن بعد، تماما كطائرة بدون ربان.

وبعد ذلك انهار البرجان عن آخرهما، وأحدثت لجنة للتحقيق من طرف الوكالة الفدرالية لتدبير الحالات المستعجلة
Federal Emergency Management Agencyوكلفت الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين بالإشراف عليها.

وحسب التقرير الأولي فقد خلف اختراق وقود الطائرتين حرارة تفوق الوصف أضعفت الهيكل المعدني المركزي للبرجين.

وقد رفضت جمعيات الاطفائيين بنيويورك ومجلة "فاير انجينيرينغ" [2]هذه النظرية مؤكدة من خلال معطيات حسابية، أن الهياكل يمكن أن تصمد طويلا خلال الحريق.

ويؤكد رجال الإطفاء أنهم سمعوا صوت انفجارات في قاعدة البرجين، ويطالبون بفتح تحقيق مستقل [3]. فهم يتساءلون عن المواد التي كانت مخزنة في البنايتين، وأيضا، وفي انتظار أجوبة، عن الانفجارات الإجرامية التي قد تكون وراءها مجموعة متمركزة في الأرض.

وأكد فان روميرو، الخبير الشهير من معهد نيو مكسيكوNew Mexico Institute Of Minning And Terchnologyأن الانهيار لا يمكن أن تتسبب فيه إلا المتفجرات [4]، غير أنه تراجع عن رأيه أمام ضغط الرأي العام.

وكيف ما كان الحال، فان سقوط الطائرتين لا يمكن أن يفسر انهيار عمارة ثالثة وهي البرج رقم 7. فرضية تفكك الأساسات استبعدتها الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين: بالفعل لم يأخذ البرج 7 وضعا مائلا ولكنه انهار تماما. ولذلك يصبح السؤال ليس: " هل تعرض البرج 7 للتفجير ؟"، ولكن " ماهي الفرضية الأخرى التي يمكن صياغتها؟".

هنا، يأتي سبق صحفي لصحيفة نيويورك تايمز [5]. ان مركز التجارة العالمي الذي كنا نعتبره هدفا مدنيا، يخفي هدفا عسكريا سريا. ربما يكون آلاف الأشخاص قد لحقوا حتفهم لأنهم كانوا يستعملون كدروع بشرية. أن البرج 7 – وربما عمارات أخرى والطوابق تحت الأرض – كانت تخفي قاعدة لوكالة الاستخبارات المركزية. [6]
لقد كانت هذه القاعدة في الخمسينيات مجرد مكتب للتجسس على البعثات الأجنبية في منظمة الأمم المتحدة، لكنها على عهد بيل كلينتون، وسعت من أنشطتها بشكل غير قانوني لتشمل التجسس التجاري في منهاتن. لقد تحولت الموارد الرئيسية للتجسس المضاد للاتحاد السوفييتي إلى الحرب الاقتصادية. وقد أضحت قاعدة وكالة الاستخبارات المركزية في نيويورك أهم مركز على الصعيد العالمي للاستخبارات الاقتصادية. وعارض تحويل نشاط الاستخبارات بشدة، الجناح التقليدي في وكالة الاستخبارات المركزية وأركان الحرب للقوات المشتركة.

وبشكل استرجاعي، يمكن أن نتساءل عما إذا كان هدف الهجوم الذي نفذ على مركز التجارة العالمي في 26 فبراير 1996 ( ستة قتلى وحوالي ألف جريح)، هو هذه المحطة السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، علما بأنها كانت حينئذ أقل تطورا.

لقد كان يوجد في البرجين، وقت وقوع الاصطدام الأول، ما بين ثلاثين وأربعين ألف شخص؟ وكان كل برج يتألف من مائة وعشرة طوابق، وفي كل طابق مائة وستة وثلاثون شخصا على الأقل. وقد اصطدمت الطائرة الأولى فيما بين الطابق 80 والطابق 85. وكان الأشخاص الموجودين في هذه الطوابق قد لقوا حتفهم على الفور، إما بسبب الصدمة، أو بسبب الحريق الذي اندلع بعد ذلك. أما الأشخاص الذين كانوا في الطوابق العليا فقد وجدوا أنفسهم محاصرين لأن ألسنة اللهب كانت تمتد إلى أعلى. وقد اضطر بعضهم إلى أن يلقوا بأنفسهم من ذلك العلو الشاهق بدل الموت احتراقا. وفي النهاية، انهار هيكلا البرجين، وكل الأشخاص الذين كانوا موجودين في الطوابق الثلاثين الواقعة في أعلى البرجين، قتلوا. وبعملية حسابية قد يكون عددهم بلغ على الأقل، أربعة آلاف وثمانين شخصا.

غير انه، حسب الحصيلة الرسمية التي صدرت يوم التاسع
من فبراير 2002، فان الهجومين اللذين نفذا في نيويورك، أوقعا في المجموع ألفين ومائة وثلاثة وأربعين قتيلا (الحصيلة النهائية تضمنت الركاب وطاقم الطائرتين ورجال الشرطة والمطافىء ضحايا انهيار البرجين ومستعملي البرجين ). [7] وهذه الحصيلة أقل بكثير من التقديرات الأولية وتحمل على الاعتقاد بأنه على عكس ما يبدو، فان الهجومين لم يكونا بهدف إلحاق خسائر بشرية مرتفعة إلى حد أقصى. بل على العكس، كان ضروريا التدخل مسبقا من أجل أن يتغيب العديد من الأشخاص، على الأقل أولئك الذين يشتغلون في الطوابق العليا، عن مكاتبهم في الوقت المحدد.

وقد كشفت صحيفة هاآريتز الإسرائيلية عن أن شركة أوديغو
الرائدة في مجال الإرساليات الالكترونية استقبلت رسائل تحذير مجهولة المصدر تخبرها بهجومي نيويورك، وذلك قبل ساعتين من تنفيذهما. وقد تأكدت هذه الوقائع للصحيفة من طرف ميشا ماكوفر [8] مديرة الشركة. وقد صدرت تحذيرات من كل نوع إلى أشخاص كانوا في البرج الشمالي حتى وان كان من المحتمل أنهم لم يأخذوا جميعا تلك التحذيرات بنفس الجدية.

ونجد في هذا سيناريو شبيه بسيناريو اعتداء أوكلاهوما سيتي في 19 أبريل 1995، ففي هذا اليوم حصل الجزء الأكبر من موظفي بناية ألفرد.ب. موراه الفدرالية على عطلة من نصف يوم، لكي لا يؤدي انفجار السيارة المفخخة إلى مقتل سوى مائة وثمانية وستين شخصا. ونعرف اليوم أن الاعتداء نفذه عسكريون تابعون لمنظمة يمينية متطرفة مخترقة هي نفسها من طرف مكتب التحقيقات الفدرالي. [9]

وهكذا يكون مكتب التحقيقات الفدرالي في أوكلاهوما سيتي، قد غض الطرف عن ارتكاب اعتداء بعد أن خذ علما بتنفيذه، غير انه قلل من انعكاساته.

لنستمع الآن، إلى هذا الاعتراف الغريب من الرئيس جورج بوش، كان ذلك خلال ملتقى في أورلاندو في الرابع ديسمبر. [10]

سؤال : بادئ ذي بدء، أود أن أقول سيدي الرئيس، انه
ليس بوسعكم تصور كل ما صنعتموه لبلدنا. والشيء الثاني هو مايلي: ماذا كان إحساسكم عندما أخبرتم بالهجوم الإرهابي؟

الرئيس جورج بوش: شكرا لك يا جوردان. تعرف يا جوردان، لن تصدقوني إذا قلت لكم أي حالة أخذتني عند سماع خبر هذا الهجوم الإرهابي. كنت في فلوريدا. وسكرتيري العام، أندي كارد – في الواقع، كنت داخل فصل دراسي أتحدث عن برنامج ناجع جدا لتعلم القراءة. كنت جالسا خارج الفصل في انتظار لحظة الدخول، قم رأيت طائرة تصطدم بالبرج – كان جهاز التلفزيون شغالا. وبما أنني كنت أيضا ربانا، قلت، إذن هذا ربان مرعب. ظننت أن الأمر يتعلق ربما بحادثة مروعة. ثم نقلت (إلى الفصل) ولم يكن لدي الوقت للتفكير في ذلك. كنت إذن جالسا في الفصل، فدخل آندي كارد سكرتيري العام، وهو جالس هناك كما ترون، وقال لي " طائرة ثانية صدمت البرج، لقد هوجمت أمريكا".

" في الواقع، جوردان، لم اعرف في البداية لماذا أفكر، لقد كبرت في زمن لم يخطر لي فيه على بال أن أمريكا قد تتعرض لهجوم – ولربما كان أبوك أو أمك يفكر مثلي. وخلال هذه البرهة، بدأت أفكر بكل تركيز في ما معنى أن نتعرض لهجوم، فان الجحيم سيكون هو ثمن التعرض لأمريكا (تصفيق) ".

هكذا إذن، وحسب تصريحاته، فقد شاهد رئيس الولايات المتحدة
صور الاصطدام الأول، قبل أن ينفذ الثاني. وهذه الصور لا يمكن أن تكون هي نفس الصور التي التقطها بالصدفة جول و جيديون نوديت. فقد ظل الأخوان نوديت يصوران طيلة النهار في مركز التجارة العالمي، ولم يعرض شريط الفيديو الذي أنجزاه إلا بعد ثلاثة عشر ساعة من طرف وكالة "غاما". يتعلق الأمر إذن، بصور سرية عرضت أمامه على الفور في قاعة العرض المحاطة بإجراءات أمنية، التي أقيمت في المدرسة تحسبا لزيارته. ولكن إذا كانت أجهزة الاستخبارات قد تمكنت من تصوير الاعتداء الأول، فلأنها كانت قد أخذت علما بذلك في وقت سابق. وفي هذه الحالة، لماذا لم يقوموا بأي شيء من أجل إنقاذ مواطنيهم؟

لننظر إلى معلوماتنا من جديد: كان الإرهابيون يتوفرون على دعم لوجستي من مجموعات متمركزة على الأرض، وشغلوا علامة مرشدة أو علامتين واخطروا من كان في البرجين من أجل التقليص من حجم الكارثة على المستوى البشري وفجروا ثلاث عمارات. وكل هذا على مرأى ومسمع من أجهزة الاستخبارات اليقظة التي لم تحرك ساكنا.

هل يمكن التدبير والإشراف على عملية من هذا القبيل انطلاقا من مغارة في أفغانستان، وتنفيذها من طرف حفنة من الإسلاميين؟

ترجم الكتاب من نسخته الفرنسية الأصلية الى اللغة العربية : مركز زايد للمتابعة والتنسيق بدولة الامارات العربية المتحدة.

أعد حلقات الكتاب : رامي


 يمكنك مطالعة نبذة عن الكتاب باللغة الفرنسية على :http://www.effroyable-imposture.net

 كما يمكنك تحميل الكتاب الثاني للمؤلف :فضيحة البنتاغون مجانا باللغة الفرنسية على :http://www.pentagate.info

[1انظر مقال: Global Hawk, The Dods Newest Unmaned Air Vehicle، وزارة الدفاع، فبراير 1997.http://www.defenselink.mil/phot/feb1997/970220-d0000g-001.html

[2Selling Out the Investigationبقلم بيل مانينغ في صحيفة Fire Engineering،بتاريخ يناير 2002، وانظر أيضا WTC Investigation? A Call To Action ،عريضة منشورة في العدد نفسه لهذه الصحيفة.

[3مثلا، شهادة الاطفائي لوي كاتشيولي - الفرقة47- على:http://people.aol.com/special/0,114592,174592-3,00.html

[4في Expolosives Planted In Towers N.M.Tech Expert Says،بقلم أوليفيي أويتبروك في صحيفة "أولبريك جورنال" 11سبتمبر2001، ثم استدرك على Fire, Not Extra Expolosives,Doomed Building, Expert Saysبقلم جون فليك في "أولبكيرك جورنال" ليوم 12 سبتمبر 2001.http://www.abqjournal.com

[5Secret C.I.A. Site In New York Was Destroyed On sept.11 بقلم جيمس ريزن في صحيفة "نيويورك تايمز" عدد 4 نوفمبر 2001،http://www.nytimes.com

[6لقد اطلعنا على مجموعة من الشهادات التي تقول ان قاعدة سي آي ايه كانت تقع في الطابقين 9و10 من البرج وقد استعملت للتمويه تسمية Electronic Crime Task Force New Yorkالتابعة للجعاز السري. وقد أرسلت ذات المصادر صورا للبرج 7 أخذت بعد انهيار البرج الجنوبي والتي يظهر فيها وبشكل واضح حريقا في الطابق التاسع http://www.members.aol.com/erichuft/eh_wtc16jpgغير أنه لم يتسنى لنا التحقق من صحة الصور ودقة الخبر.

[7الحصيلة النهائية لضحايا مركز التجارة العالمي هي 2843 قتيل، خبر لوكالة أسوشييتد برس للأنباء بتاريخ 9 فبراير 2002. هذا الرقم هو الذي أعلنت عنه مدينة نيويورك. وتضع الوكالة من جهتها حصيلة أقل من ذلك تفيد بمقتل 2799 شخص.

[8صحيفة هاآريتز ليوم 26 سبتمبر 2001 http://haaretzdaily.com وهو الخبر الذي نقله دانييل سيبرج على قناة سي ان ان Firm Says, Message Threaninig FBI Probing 28 سبتمبر http://cnn.comوانظر أيضا Instant Message To Israel Warned Of WTC Attacبقلم بريان وليامز على صحيفة "نيوز بيتس" ايوم27 سبتمبر و أوديغو كلاريفيز للكاتب نفسه في عدد اليوم التالي http://newsbytes.com ، هذا الخبر نقلع معلق لقناة الجزيرة بشكل محرف وحاول استعماله لكي تنسب الاعتداءات للموساد وبأن هذا الأخير قد يكون حذر العالمين اليهود في مركز التجارة العالمي قبل ذلك. وقامت القناة القطرية فور ذلك بفصل الصحافي صاحب هذه الرواية.

[9A Force Upon The Plain: The Americai Milita Movement And The politics Of Hate بقلم كينيث ستيرن، نشر سيمون وشوستر، 1996. وانظر أيضا الجزء الأول من كتاب The secret Of Bill Clinton: The Unreported Stories لأمبروز ايفانز بريتشارد، نشر ريجنري 1997.

[10Remarrks by The President In Town Hall meeting, orange Conty convention Centre, Orlando, Florida : http://www.whitehouse.gov/news/reeases/2001/12/print/20011204-17.html