أشارت مصادر اعلامية عراقية، الى تقرير يتداوله اعضاء في الكونغرس الاميركي، عن خطة مستقبلية لتحقيق قيام «دولة كردستان», وقالت انه «رغم وعود قاطعة اعطاها الرئيس جورج بوش للزعماء الاتراك اثناء زيارته لاسطنبول في 26 يونيو الماضي، بدور اميركي قوي لمساعدة الاتراك في محاربة النشاطات الكردية الانفصالية التي يتزعمها حزب العمال الكردستاني، الا ان اعضاء في الكونغرس يتداولون تقريرا خطيرا عن مشاريع اميركية تشجع قيام دولة مستقلة للاكراد في العراق تمهيدا لقيام كردستان الكبرى»,
وأوضحت المصادر ان التقرير «أسهب في سرد التحولات الاستراتيجية التي ستتحقق في المنطقة في حال تشجيع الولايات المتحدة قيام دولة كردستان في العراق، ومنها ضمان وجود دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة والغرب واسرائيل، وتطوير واستثمار مشاعر الملايين من الاكراد، المتعاطفة مع الولايات المتحدة في منطقة استراتيجية، تضم في البدء اجزاء مهمة من العراق، ومستقبلا يمكن ان تضم مناطق يقطنها الاكراد في كل من ايران وتركيا وسورية، بخاصة ان الولايات المتحدة تواجه خزينا من الكراهية المتنامية عند الشعوب العربية، وايجاد حليف استراتيجي لاسرائيل يمكن ان تشكل لها عمقا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وسوقا رائجة لبضائعها، حيث ان الاكراد لا يتحسسون من أي انفتاح مع اسرائيل، بفعل تاريخ قديم من العلاقات ومن الدعم السياسي والعسكري للقضية الكردية منذ عهد الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني وخلق قوة استراتيجية عسكرية واقتصادية لها القدرة على ايجاد توازن اقليمي حقيقي مع ايران والدول العربية في منطقة الهلال الخصيب واضعاف أي تيار سياسي متطرف قد تفرزه العملية الديموقراطية في العراق مستقبلا، ومواجهة اي احتمالات لقيام تنسيق ايراني ـ سوري مع أي اطراف سياسية متعاطفة مع هاتين الدولتين تصل الى السلطة في العراق.

وذكر «موقع النهرين» العراقي على الانترنت، ان التقرير «اسهب في سرد الضرورات الاستراتيجية لتشجيع قيام دولة مستقلة لاكراد العراق»، وكشف عن امكانية «خلق تحولات استراتيجية في مكافحة الارهاب من خلال دخول الاكراد في مشروع مكافحته ومساهمتهم في الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن، اذ ستدخل في عمليات مكافحة الارهاب، جهود دولة كاملة ستسخر قدراتها الامنية والاستخباراتية في هذا المجال».

وأوضح الاثار الايجابية لوجود مثل هذه الدولة على المخططات الاميركية لمواجهة ايران وما تشكله من خطر استراتيجي قادم على المصالح الاميركية وعلى وجود وامن اسرائيل, واوصى بضرورة دعم مواقف الاكراد في المرحلة الحالية وضرورة اقرار الفيديرالية في الدستور، لكن شرط ان تكون ذات صلاحيات واسعة لاقليم كردستان العراق من اجل التمهيد للمرحلة المقبلة لقيام دولة كردستان.

ونوه التقرير الى ضرورة استثمار ما وصفه بـ «حالة التوتر القائمة بين الاكراد في كل من ايران وسورية»، مشيرا الى ان احداث 16 ابريل من العام المنصرم في القامشلي، تؤكد وجود امكانية تسليط الضوء على معاناة الاكراد واستغلالها اعلاميا وسياسيا, كما ان التقرير، دعا الولايات المتحدة الى كسب الجانب الاوروبي لتأييد تحقيق هذا المشروع بخاصة ان هناك تعاطفا اوروبيا قويا مع القضية الكردية في شكل عام، وليس مع اكراد العراق فقط.

مصادر
الرأي العام (الكويت)