رفض المجلس الاسلامي البريطاني، الذي سلطت التفجيرات التي وقعت في لندن في الشهر الماضي الاضواء عليه، اتهاما أمس الاحد بأن جذوره تكمن في السياسات المتطرفة في باكستان.
وأصدر المجلس بيانا أمس يهاجم فيه بقوة صحيفة «الأوبزيرفر» الأسبوعية البريطانية التي نشرت في عددها أمس مقالا على صفحتها الأولى، ومقالا مطولا آخر في داخل العدد وثالثا في صفحة الرأي خصصت جميعها لمهاجمة المجلس واتهامه بالتطرف وبعلاقات مع جماعات اسلامية متطرفة في الباكستان.

كما شن المجلس في بيان نشر أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، هجوما على كاتب المقال محرر الشؤون البريطانية مارتن رايت.

وادعت «الأوبزيرفر» ان المجلس ليس بتلك المؤسسة المعتدلة كما يقدم من قبل الدوائر الرسمية البريطانية، مضيفة ان بعض اعضاء المجلس أو المؤسسات المنضوية تحت لوائه لها علاقات مع مجموعات متطرفة. وقالت ان هذه الصلات قوية بشكل خاص مع «الجماعة الاسلامية»; وهي حزب التيار الاسلامي الرئيسي في باكستان. واتهمت الصحيفة التيار بالتطرف لأن برنامجه قائم على ايجاد دولة اسلامية تحكم بالشريعة الاسلامية.

وكانت قد سلطت الاضواء بشدة على المجلس الاسلامي البريطاني منذ السابع من يوليو (تموز) عندما قام اربعة مسلمين بريطانيين منهم ثلاثة متحدرون من اصل باكستاني بتفجير انفسهم في شبكة النقل اللندنية، مما ادى الى قتل 52 شخصا.

وقال السير اقبال ساكراني زعيم المجلس، وهو أكبر جماعة لمسلمي بريطانيا «ان هذا الادعاء الذي ورد في صحيفة «اوبزيرفر» غير معقول على الاطلاق». مضيفا في تصريح لوكالة «رويترز» للأنباء «لا استطيع ان اصدق ان اي شخص يعرف أي شيء عن المجلس الاسلامي البريطاني يمكن ان يأخذ هذا البيان على محمل الجد».

وخصت الصحيفة بالانتقاد منظمتين تابعتين للمجلس الاسلامي البريطاني وهما «المؤسسة الاسلامية» التعليمية التي تتخذ من مدينة ليستر في وسط انجلترا مقرا لها، و«جماعة اهل الحديث» ومقرها مدينة بيرمنغهام. ووصفت الاخيرة بأنها «طائفة متطرفة»، وهي جماعة دينية مقرها مدينة برمنغهام. ودافع ساكراني عن الجماعتين قائلا ان المجلس الاسلامي البريطاني فخور بانتمائهما له. وقال ان ايا من الجماعتين غير منخرط في سياسات التطرف. وقال ان المجلس الاسلامي البريطاني جماعة فضفاضة وان آراء قيادة المجلس لا تتفق دائما مع آراء الجماعات التابعة له.

ويعتبر المجلس الإسلامي البريطاني، الذي يتخذ من لندن مقرا له وتوجد مكاتبه الرئيسية في منطقة ستراتفورد في شرق لندن، أكبر مؤسسة اسلامية في بريطانيا، ويعمل كمظلة لأكثر من 400 منظمة اسلامية بريطانية وجامع اضافة الى الجمعيات الخيرية. وصدمت تفجيرات لندن مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 6.1 مليون نسمة. ويعمل المجلس الاسلامي البريطاني بشكل وثيق مع حكومة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا لمعالجة ما يراه البعض بأزمة في المجتمع الاسلامي المقيم في بريطانيا.

وادعت الصحيفة في مقالها ان بعض الشبان المسلمين يرى ان المجلس الإسلامي البريطاني قد نصب نفسه بنفسه لتمثيل الجالية المسلمة في بريطانيا رغم انه لا صلة له بالواقع، وهو تقليدي اكثر مما ينبغي، في حين يقول بعض الراديكاليين انه لا يزيد على كونه ألعوبة في يد الحكومة. وقالت «الأوبزيرفر» ان الحكومة البريطانية قدمت المجلس على انه منظمة معتدلة خصوصا بعد تفجيرات 7/7 بعد ان شجب المجلس التفجيرات بلا تحفظ. ورد المجلس قائلا ان الصحيفة رغم انها ادعت في اكثر من 16 فقرة من مقالها عن وجود هذا النوع من التذمر من قبل الشباب المسلم اتجاه المجلس، إلا انها لم تورد اكثر من اقتباس لشخص يدعى عبد الرحمن مالك محرر «دورية صغيرة جدا تدعى كيو نيوز».

وجاء هجوم «الاوبزيرفر» على خلفية المقال الذي كتبه الأسبوع الماضي سلمان رشدي الروائي البريطاني من اصل هندي، والذي شن فيه هجوما عنيفا على المجلس متهما اياه بالتطرف وعدم قدرته على التعامل مع القضايا الاجتماعية الملحة في القرن الـ 21.

وبدأت «الأوبزيرفر» هجومها على المجلس من خلال خلاف هذا الأخير مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي». وقال سكراني ان المجلس الاسلامي البريطاني بعث برسالة الى هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في الاسبوع الماضي متهما اياها بانتهاج برنامج مؤيد لإسرائيل في فيلم وثائقي من المقرر بثه مطلع الاسبوع المقبل في 21 اغسطس (آب) الحالي. وقال المجلس في الرسالة ان هيئة الاذاعة البريطانية اتصلت به لتطلب منه اجراء مقابلات مع المسلمين في اطار فيلم وثائقي لبرنامج «بانوراما» الرئيسي في المحطة. ووافق المجلس ولكنه قال انه فوجئ بعد ذلك عندما اقتصرت اسئلة مراسلي البرنامج تقريبا على اسرائيل فقط. وقال عنايات بونغالوالا مسؤول الاعلام بالمجلس الاسلامي البريطاني في الرسالة التي بعث بها الى مارك تومسون المدير العام لهيئة الاذاعة البريطانية، والتي نشرت على الموقع الالكتروني له، «يبدو ان فريق بانوراما مهتم بدعم برنامج مؤيد لاسرائيل اكثر من تقييم عمل المنظمات الاسلامية في المملكة المتحدة. يجب على الـ«بي.بي.سي» ألا تسمح لنفسها بأن يستغلها انصار اسرائيل الذين يشغلون مناصب كبيرة في وسائل الاعلام البريطانية للاستفادة سياسيا من الاعمال الوحشية التي وقعت في لندن في السابع من يوليو (تموز) الماضي». كما أن هيئة الاذاعة البريطانية ردت على ذلك قائلة انها واثقة من ان البرنامج سيكون نزيها ومحايدا.

مصادر
الشرق الأوسط (المملكة المتحدة)