صورة واحدة فقط أشعلتني، أو ربما أعادت كتابة زمن "الزباء" من جديد، فعندما تتهاوى المملكة.. تدمر أو العراق.. البتراء أو نينوى.. فلا اهمية لشرف اخترعناه ثم علقناه على صدور الإناث.. وعندما تكون رغبة الغزاة او المرتزقة الدخول في تجربة اغتصاب، فأنا أصرخ من "الانتهاك" الذي نمارسه وليس من ألم اعتادته النساء عبر الزمن...

"أعراضنا" ليست راية أرفعها في زمن "انتهاك" الحياة... وشرفنا ولى زمنه منذ أن اختلطت الأوراق أمامنا فأصبح التراث حاضرا، وأصبح الغد بقايا لمرأة تظهر على الفضائيات ويصرخ الجميع .."وامعتصماه".. فنشاهد جيوش المرتزقة أو مروحيات الإدارة الأمريكية، فلا أحد قادر على إيقاظ المعتصم من قبره، وخيالنا هو الباقي في زحمة اختلاط الأزمنة..

و "أعراضنا" لا تحتاج لـ"حمّية" أسقطتنا منذ أن دفن "الغرب" تراثه.. فما أتعرض له، أو يتعرضن له هو بقايا هذا اللون الذي اشتعل في مواجهة الغرب بروايات عنترة وشيبوب، أو حتى وأد الإناث في زمن الاحتلال.. فأنا والشرف حكاية طويلة تجعل الذكور يخافون عليه فأسقط في الأيدي الخشنة التي طعنت الحياة قبل أن تعبث بشرفي..

لا احتاج لفورة الدم التي تتصاعد في كل خطاب تذكر فجأة أن العراق بكامله يغتصب.. وان حياتي من الغزو إلى اللجوء إلى الـ"اغتصاب" هي "التغريبة" التي ننسجها يوميا، ثم نعاود كتابتها على صيغ الشرف والعرض وانتهاك المحرمات.. فماذا بعد الغربة واللجوء!! وهل استطيع التفكير بـ"قوانين الشرف" بعد أن أصبحت مثل الهواء ارتمي حيث تدفعني القذائف..

العراق روايتي... والاغتصاب "افتراض" يضاف إلى الأزمة التي تصبح عادة بعد أن انتهت عقولنا نحو "اللون الرمادي".. أو ربما "الورق الأصفر و "الصرخات الصفراء" التي تستنجد "فورة" الدم في زمن "الدم البارد" و "العواطف المعلبة" أو حتى الصور التي تنضم كل يوم لقائمة الناطقين باسم التراث...

عندما يصبح الاغتصاب "لغة" نمارسها فلا حاجة للخوف على "الأعراض" و "الشرف" والذبح العشوائي لمجرد "الشبهة المذهبية".. ففي اللحظة التي أعرف أن النظرات تخطط لفعل شهوة اغتصابية أدرك أن الوطن كان قبلي وأن لاشيء بعده.. فعندما انتهكت حياته أصبحت "هائمة" فوق أشلاء أحلامي دون مستقبل، بينما يحتضن الآخرون "شهوة" أخرى في مناداة التراث.