إن الرسالة التالية حول مؤتمر الشرق الأوسط للسلام المزمع عقده في أنابوليس في ميريلاند في أواخر تشرين الثاني، أرسلت من قبل المشاركين فيها في 10 تشرين الأول إلى الرئيس جورج بوش الإبن ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وتعتبر الرسالة مبادرة مشتركة من قبل مؤسسة مشروع الشرق الأوسط الأمريكي، (الجنرال برنت شواكروفت رئيسا، والمجلس العالمي، هنري سيغمان رئيسا)، ومجموعة الأزمات الدولية (غاريث إيفانز رئيسا)، ومؤسسة أمريكا الجديدة/برنامج الإستراتيجية الأمريكية (ستيفن كليمونز مديرا).


الموضوعات

التحكم بـ"الشرق الأوسط الكبير"

إن مؤتمر السلام الفلسطيني الإسرائيلي الذي أعلن عنه الرئيس بوش والمزمع انعقاده في تشرين الثاني يقدم فرصة حقيقة للتقدم باتجاه حل الدولتين. لايزال الشرق الأوسط غارق في أسوأ الأزمات منذ سنين، ويمكن للنتائج الجيدة التي قد يتمخض عنها المؤتمر أن تلعب دورا هاما في وضع حد لعدم الاستقرار والعنف المتزايدين. ولأن الفشل في المؤتمر سيؤدي إلى عواقب كارثية في المنطقة وخارجها، من المهم جدا أن ينجح هذا المؤتمر.

وعند أخذ الدروس المستفادة من المحاولة السابقة في كامب ديفيد قبل سبع سنوات في التعامل مع المسائل السياسية الأساسية التي تقف بين الطرفين، نعتقد بأن نتائج المؤتمر، ولأجل أن تكون ناجحة، يجب أن تكون جوهرية، وشاملة، ومرتبطة بالحياة اليومية للإسرائيليين والفلسطينيين.

على المؤتمر الدولي أن يتعامل مع فكرة السلام الدائم: لأن اتفاق السلام الشامل غير قابل للتحقق بحلول تشرين الثاني، على المؤتمر أن يركز على المرحلة النهائية، وأن يصادق على مخططات السلام الدائم، التي عليها في المقابل أن تعزز بقرار في مجلس الأمن. وعلى القادة الإسرائيليين والفلسطينيين السعي للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق. إن لم يتمكنوا من ذلك، على الراعية الدولية (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة)، والتي يجب أن يعقد المؤتمر تحت وصايتها، أن تقدم الخطوط العريضة من قبلها، على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338، التي شكلت أساس مبادرة كلينتون عام 2000، ومبادرة السلام العربية 2002، وخارطة الطريق عام 2003. وعليها أن تعكس ما يلي:

وجود دولتين، على أساس خط الرابع من حزيران 1967، مع التعديلات الطفيفية المتبادلة والمتفق عليها في اتفاق تبادل الأراضي بالتساوي؛

القدس موطن عاصمتين، مع منطقة يهودية تقع تحت السلطة الإسرائيلية، ومنطقة فلسطينية تقع تحت السلطة الفلسطينية؛

ترتيبات خاصة بالمدينة القديمة، تمنح كل طرف السيطرة على الأماكن المقدسة الخاصة بها دون عراقيل من قبل كل طرف للوصول إليها؛

حل لمسألة اللاجئين ينسجم مع حل الدولتين، يتعامل مع الإحساس العميق بالظلم لدى اللاجئين الفلسطينيين، كما يقدم لهم تعويضات مالية كافية ومساعدة في إعادة توطينهم؛

آليات أمنية تتعامل مع المخاوف الإسرائيلية بينما تحترم السيادة الفلسطينية.

على المؤتمر ألا يكون لقاء لمرة واحدة. بل يجب أن يطلق مفاوضات ذات مصداقية ومستمرة ودائمة بإشراف دولي وضمن جدول زمني لإتمامها، بحيث يمكن التوصل إلى حل الدولتين وتحقيق مضمون مبادرة السلام العربية (علاقات طبيعية وسلمية بين الدول العربية وإسرائيل).

على المؤتمر الدولي أن يكون شاملا:

بغية تعزيز الثقة الإسرائيلية خلال العملية، على الدول العربية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حضور المؤتمر.

إننا نثني على الإدارة (الأمريكية) في قرارها دعوة سورية؛ وأن يتبع ذلك اتفاقا جوهريا. إن تحقيق إنجاز على هذا المسار يمكن أن يغير مشهد المنطقة على نحو أساسي. على الأقل، على المؤتمر أن يطلق محادثات سورية إسرائيلية برعاية دولية.

وبالنسبة لحماس، نعتقد بأن حوارا جوهريا مع المنظمة أفضل من عزلها؛ يمكن القيام بمثل هذا الأمر، على سبيل المثال، من قبل الأمم المتحدة ومبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط. ويمكن أن يشكل وقف إطلاق للنار بين إسرائيل وغزة نقطة انطلاق جيدة.

على المؤتمر الدولي أن يحقق نتائج لها علاقة بالحياة اليومية للإسرائيليين والفلسطينيين: طالما توقفت العملية في الماضي بسبب التباعد بين التصريحات السياسية العالية وبين الوقائع المريعة على الأرض. لذلك على المؤتمر أن ينتج اتفاقا على الخطوات الأساسية لتحسين شروط الحياة والأمن، ومن بينها وقف إطلاق نار متبادل وشامل في الضفة الغربية وغزة، وتبادل للأسرى، ومنع تهريب الأسلحة، وتفكيك الميليشيات، وحرية أكبر لحركة الفلسطينيين، وإزالة نقاط التفتيش غير المبررة، وتفكيك المخافر الإسرائيلية الأمامية، وغيرها من الإجراءات الملموسة لتسريع عملية إنهاء الاحتلال.

ومن الأمور الأكثر أهمية، إن كان لهذا المؤتمر أية مصداقية، أن يتزامن مع تجميد توسيع المستوطنات الإسرائيلية. من المستحيل القيام بمحادثات جادة حول إنهاء الاحتلال بينما يستمر توسيع المستوطنات بسرعة. على الجهود أن تتركز أيضا على تهدئة الوضع في غزة والسماح باستئناف الحياة الاقتصادية فيها.

إن هذه العناصر الثلاثة مترابطة بشكل كبير؛ لا يمكن لأحدها أن يتحقق في غياب العناصر الأخرى. إن لم يحقق المؤتمر نتائج شاملة حول الوضع الدائم، لن يكون لدى أي من الأطراف الدافع أو الدعم الشعبي للقيام بخطوات صعبة على الأرض. إن تم إقصاء سورية أو حماس، سيزداد احتمال قيامهما بلعب دور أكبر لتخريب الاتفاقات. قد يأخذ ذلك شكل تصعيد للعنف في الضفة الغربية أو غزة، بحيث لن يشهد أي منهما تحقق أي انجاز سياسي، وتزيد من التكلفة السياسية للقيام بأية تنازلات من قبل كلا الجانبين، وسوف تنسف استعداد إسرائيل أو قدرتها على تخفيف تشديداتها الأمنية. وبالقدر ذاته، فإن أي وقف لإطلاق النار أو تبادل للأسرى غير ممكن دون تعاون من قبل حماس. ودون أن يرى كلا الطرفين تحسن حقيقي في حياتهما، فمن المحتمل ألا تشكل الاتفاقات السياسية سوى خطابات غير ذات أهمية، وتساهم في تعميق رفض حل الدولتين.

إن حقيقة ظهور جميع الأطراف والمجتمع الدولي، بعد سبع سنوات طويلة ومكلفة، مع رغبة لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو خبر مرحب به. ولأن القضايا هامة جدا، فمن المهم تناولها بالطريقة الصحيحة. وهذا يعني أن يتوفر الطموح والشجاعة لوضع أرضية جديدة لاتخاذ خطوات جريئة.

الموقعون:

• زيغنيف بريجنسكي

مستشار الأمن القومي سابقا للرئيس جيمي كارتر

• لي هاميلتون

عضو كونغرس سابق والرئيس المساعد في مجموعة دراسة العراق

• كارلا هيلز

الممثل التجاري الأمريكي السابق في إدارة الرئيس جورج بوش الأب

• نانسي كاساباوم بيكر

سناتور سابق

• توماس بيكرينغ

مساعد وزير خارجية سابق في حكومة الرئيس بيل كلينتون

• برنت شواكروفت

مستشار الأمن القومي سابقا للرئيس جيرالد فورد والرئيس جورج بوش الأب

• تيودور سورينسن

مستشار خاص سابق للرئيس جون كينيدي

• بول فولكر

الرئيس السابق لمجلس المحافظين لجهاز الاحتياطي الاتحادي الأمريكي