لم أشاهد السيدة صابرين الجانبي وهي تروي تفاصيل جريمة اغتصابها من قبل أعداء العراق والأمة العربية، أي من قبل عناصر قوات حفظ نظام المالكي وزبانيته من اتباع الاحتلال الأمريكي.لكني قرأت الخبر كاملا في وسائل الإعلام المكتوبة. والذي يجعل الخبر صحيحا ويؤيد صحته، جرأة السيدة صابرين المقيمة في مجتمع ديني وقبلي وعشائري محافظ وصعب المزاج والمراس، خاصة حين يتعلق الأمر بالشرف، وموافقتها على الكلام مع وسيلة إعلامية كبيرة كما هي قناة فضائية الجزيرة. خاصة أنها تعرف مسبقاً أن كلامها سيسمعه ملايين البشر داخل وخارج العراق، وأن هذه الملايين ستشاهد صورها مباشرة وغير مباشرة وأكثر من مرة على قناة الجزيرة والقنوات الأخرى وفي وسائل الإعلام العربية والعالمية. ومما يزيد من صحته معرفة صابرين بما جرى وحدث لنساء عراقيات تم اغتصابهن من قبل العملاء والمرتزقة والمحتلين.

ان بوح صابرين الجنابي بما حصل لها يوم داهمت منزلها القائم بحي العامل في بغداد، مجموعة من قوات حفظ النظام، تلك القوات الإرهابية، التي تقتل العراقيين على الهوية، وتمارس كل الممنوعات بدعم من جهات مذهبية وطائفية وسياسية مرتبطة بالاحتلال وبخارج البلاد. يجعلنا نصدقها أكثر من رئيس الحكومة المرتهن للأعداء والجالس على كرسي حكمه برضا ومشيئة الاحتلال. ولا نستغرب أيضاً ان تقوم شرطة الحكومة العراقية المجلوبة والمستوردة من قبل الاحتلال بجرائمها تلك ضد العراقيات والعربيات. فهي شرطة مكونة من بشر غالبيتهم بلا ضمائر أو بلا انتماء للوطن. شرطة تتبع حكومة فقدت الضمير والانتماء، وصارت أشبه بعصابة تمارس الإرهاب والتصفية على مجتمع بكامله. إذ تتم عمليات اغتصاب الرجال والنساء والأطفال في مراكزها وسجونها وأقبيتها. وسوف يشهد التاريخ أن سنوات الاحتلال الأمريكي وسنوات حكوماته المنصبة على العراقيين بالقوة، ستكون خير شاهد على نذالة هؤلاء المجلوبين، مماليك الحكم التابع، علاقمة الزمن العراقي بالتوقيتين الصهيوني والأمريكي.

صابرين ليست الوحيدة فها نحن نسمع اليوم بأن سيدة عراقية أخرى من بلدة تلعفر تدعى واجدة أمين ، أم لإحدى عشر ولدا وبنت، تبلغ من العمر 50 عاماً،تم أيضا اغتصابها من قبل زمرة إرهابية تابعة لشرطة حكومة المالكي. ولم يكتف الأوباش باغتصابها بل هددوها باغتصاب بناتها الصغيرات، كما قاموا بعد تعذيبها واغتصابها بتصويرها وبث الشريط على المواقع الالكترونية. ان الاعتداءات التي تتعرض لها نسوة العراق، سواء الاغتصاب أو الإذلال والتحقير في أقسام وأقبية شرطة نظام المذهبيين، المرتبطين بالاحتلال وبجهات أجنبية خارجية، تريد محاسبة شعب العراق على تاريخه العربي المجيد والأصيل. ليست وليدة الصدفة، بل يبدو ان هناك مخططات مسبقة ، مرتبة ومعدة في الخارج، تقضي باستباحة الأبرياء في بيوتهم ومنازلهم ومدنهم وقراهم، بغية خلق جو عام يتم خلاله إرهاب الناس وانتهاك أعراضهم بعدما انتهك عرض وطنهم.إما لإذلالهم وإجبارهم على الولاء للاحتلال والعملاء أو لتهجيرهم خارج ديارهم وبهذا يتمكن العملاء من السيطرة عليها وتقاسمها كغنائم.

ترى كم من النساء العراقيات تم الاعتداء عليهن واغتصابهن منذ سقوط بغداد بأيدي الاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني، وبأيدي الجماعات العميلة له.؟ وكم من الأعراض انتهكت واستبيحت في زمن بيع العراق للأجانب والغرباء؟ وكم من أعراض العراقيين ستهتك قبل ان تتمكن المقاومة العراقية المجيدة من تكنيس العراق من العملاء والمحتلين والمرتزقة؟؟ لا بد أن فاتورة الحرية والانتصار على أعداء الأرض والإنسان سوف تكون كبيرة ومؤلمة، لكن حرية العراق واسترداده عربياً مستقلاً وذو سيادة وقوة، تستحق كافة أشكال التضحية والعطاء والفداء.

لذا نقول لنساء العراق الماجدات، الصابرات و الصامدات، انه لم يعد أمام الأوغاد، وأسيادهم المأجورين من عصابات الخوارج الخارجة عن الإجماع الوطني والقومي، سوى الاستعداد للرحيل مع الاحتلال، أو السفر إلى جهنم وبؤس المصير. فمقاومة شعب العراق سوف تحدد مصيره رغم أنف الطغاة والمجرمين المستوردين والمجلوبين والمحليين وأسيادهم الأجانب الحاقدين.