سوريا تحمّل ميليس مسؤولية التأخر في استلام الإجابات

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن من مصلحته الشخصية ومن مصلحة سوريا أن يستمع رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ديتليف ميليس إلى إفادات من يشاء من السوريين، مبرراً عدم حضوره جنازة الحريري بالكرامة الشخصية في مواجهة الاتهامات في وقت استنكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي اتهامات ميليس محملاً إياه مسؤولية التأخر في الحصول على الإفادات المكتوبة.

ونفى الرئيس السوري بشدة الاتهامات التي وجهت للنظام السوري بالمسؤولية عن اغتيال الحريري، ووصفها في حديث لمجلة «دير شبيغل» الألمانية نشر أمس بالمهزلة. وقال: «اتهموني أيضا بأنني هددته (الحريري) والبعض يقول بأن مسؤولا في المخابرات السورية وجه مسدسه إلى رأس الحريري، هذه ببساطة مهزلة.

في آخر لقاء تحدثنا حول إمكانية التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود. كان كل شيء واضحا. الحريري كان غير موافق فقلت له: لن نستخدم الآن أي ضغط عليك. عد إلى لبنان وأعلمنا بقرارك النهائي، وبعد أيام قليلة وافق على رأينا، لماذا تقتل سوريا رجلا لا يختلف معها؟ هذا كلام لا معنى له. في الحقيقة إن سوريا هي أكثر من تضرر من تبعات هذه الحادثة».

وبرر الرئيس السوري عدم مشاركته في جنازة الحريري في بيروت بأنه تصرف «طبيعي، كانت القضية تتعلق بالكرامة الشخصية في مواجهة هذه الاتهامات». وأكد تعاون سوريا مع ميليس من دون أي تحفظ، وقال: «نحن لنا مصلحة أيضا في هذه التحقيقات لأنها تزيل التهم الخاطئة، هذا في حال لم تأت النتائج مزوّرة ولأهداف سياسية، إن سوريا لا علاقة لها إطلاقا في قضية الاغتيال..إطلاقا».

وأعرب الأسد عن ثقته الكاملة بعدم مسؤولية أي سوري في هذه القضية، مشيراً إلى أن «عملاً كهذا يتطلب مشاركة أشخاص لهم تأثير ومؤسسات، ولو حدث هذا الأمر لعلمنا به». وقال «إن له (ميليس) حق الاستماع إلى إفادة من يشاء، إن هذا الأمر هو في مصلحتي الشخصية، كما هو في مصلحة سوريا».

إلى ذلك، أَسِف المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي لورود إشارة عدم تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية في تقرير ميليس، الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن الخميس الماضي، وقال «انه كان من الممكن تلافي هذه الإشارة من قبل اللجنة ولكن يبدو ان الأمور أخذت مجرى آخر».

وأضاف الداوودي في مقابلة مع التلفزيون السوري «هناك قرار من الحكومة السورية بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية التي وجهت أسئلة إلى عدد من المسؤولين السوريين، وانه طلب من السيد ميليس تحديد موعد للقاء اعتبارا من 17 أغسطس الحالي مع العلم أن التقرير قدم إلى مجلس الأمن بتاريخ 25 أغسطس».

وأوضح الداوودي «أن ميليس رد بأنه على سفر وهو سعيد بتعاون الحكومة السورية، فهو يعلم من ذلك التاريخ أن الحكومة السورية مستعدة للتعاون إلى أبعد الحدود. ولو كان السيد ميليس حدد في ذلك التاريخ الموعد قبل صدور التقرير لتم تلافي هذه الإشارة في التقرير الإجرائي».

وقال «إن ما حصل هو أن السيد ميليس أرجأ الموعد إلى وقت آخر طالبا أن يتم اللقاء في 25 أو 26 أو 27 أغسطس ونحن طلبنا أن يكون في 25 أغسطس لكن ميليس وبسبب انشغالاته قرر أن يكون اللقاء في 26 أغسطس في الوقت الذي كان التقرير قد قدم إلى مجلس الأمن». واعتبر الداوودي أن الإشارة إلى عدم تعاون سوريا في هذا التقرير لم تعد مطابقة للوقائع الجديدة، وهي إبداء التعاون وتسليم الإجابات عن الأسئلة التي وجهها ميليس إلى عدد من المسؤولين السوريين.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)