سبق أن حذرنا مراراً وتكراراً ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق وقلنا إن الاحتلال لم يأت للعراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل كما كذبت إدارة بوش ولا لأن النظام العراقي كان على علاقة مع تنظيم القاعدة كما كذب بوش ايضا ولا لتخليص الشعب العراقي من حكم صدام حسين، كما كذب بوش ولا لنشر الديمقراطية والحرية في العراق، كما كذب بوش ايضا وإنما جاء لتنفيذ خطة أمريكية - صهيونية محددة وهي رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد تكون الصهيونية هي هي اللاعب الاساسي فيه.

إن عروبة العراق في خطر وان الاحتلال الأمريكي للعراق يخطط لتقسيم هذا القطر العربي إلى كانتونات ممزقة ومتفرقة وفق الرغبة الصهيونية للقضاء على وحدة هذا البلد العربي الذي كان يشكل بوابة العروبة وقلعة عربية شامخة أمام المخطط الصهيوني الذي يستهدف تمزيق وتقسيم الدول العربية إلى دويلات هزيلة ضعيفة ليتمكن هذا الكيان من امتلاك القوة الوحيدة ويفرض على هذه الدويلات ما يريد وما تريد الصهيونية ومعها الإدارة الأمريكية من نهب وسلب الثروات وخيرات هذه الأمة لأن الأمة الضعيفة تعتبر صيداً سهلاً للآخرين ولقمة سائغة للطامعين.

اليوم وبعد ان أقِرَّ «ماسمي» بالدستور العراقي أو مسودة الدستور يتحقق ما حذرنا منه سابقاً وهو ان عروبة العراق في خطر، بل إن هذه المسوَّدة السوداء تريد شطب الهوية العربية عن هذا البلد العربي الذي يفتخر 80% من شعبه بعروبتهم وانتمائهم لأمتهم العربية عندما جاء في هذه المسوَّدة السوداء «بأن الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية»!! وهذا يعني إلغاء ومسح عروبة العراق وكأن عرب العراق أقلية كباقي الأقليات الأخرى بل يفهم من هذه الصياغة وكأن عرب العراق نبت طفيلي ظهر فجأة في أرض العراق، وهذا ما يؤكد أن الاحتلال الأمريكي جاء لهدف واحد فقط هو إلغاء الهوية العربية لهذا البلد العربي وتقسيمه إلى دويلات متناثرة ومتناحرة مستقبلاً لأن هذا التقسيم الطائفي والعرقي والمذهبي والذي سُمِّي بالفيدرالية يعني التحضير لاقتتال طائفي وقومي قادم، لأن الشعب العربي لن يرضى أبداً ان يتحول إلى أقلية وهو الذي يشكل تاريخ وحضارة واصالة وكثافة وثقافة العراق. ولن يرضى هذا الشعب العربي ان ينسلخ عن أمته العربية التي تجمعه معها وحدة الهدف والمصير والآلام والامال واللغة والدين والتاريخ والجغرافيا.

إننا لا نخاف أبداً من مسوَّدة الدستور العراقي السوداء لأن شعبنا العربي العراقي سوف يسقطها، لكننا نخاف من الذين صمتوا حتى هذه اللحظة من العرب وهم يرون ويسمعون بأن الاحتلال الأمريكي يريد ذبح عروبة العراق من الوريد إلى الوريد ويريد تقسيم العراق إلى دويلات طوائف وقوميات.

مصادر
الشرق (القطرية)