استقطب الخلاف على زعامة حزب الليكود بين أرييل شارون وبنيامين نتنياهو الذي أعلن ترشيحه لرئاسة الحزب باهتمام الصحف الاسرائيلية امس. وأعرب أكثر من معلق اسرائيلي عن استغرابه دعوة الليكود الى تقريب موعد الانتخابات باعتبار انه في موقع السلطة والحكم. ومن بين ردود الفعل الاولى السلبية على اعلان نتنياهو ترشيحه لرئاسة الليكود ما كتبه يوئيل ماركوس أمس في "هآرتس" تحت عنوان: "بنيامين لا يناسب اليهود" ننقل بعض ما جاء فيه: "بنيامين نتنياهو وزير المال، عفوا رئيس الحكومة السابق سيعلن اليوم ترشيحه لرئاسة الحكومة، والسؤال: لماذا الآن. في رأيه الامر واضح فهذا هو التوقيت لركوب رياح الانتقام التي تهب ضد فك الارتباط بين متطرفي اليمين.

ما لا يمكن معرفته هو ما اذا كان نتنياهو سيتراجع في اللحظة الاخيرة، لكنه يمثل حالة خاصة. الاهتمام بنفسه هو الاساس بالنسبة اليه كل شيء ممكن. عندما سقطت حكومة ايهود باراك برز نتنياهو فجأوة وأعلن ترشيحه لمنصب رئاسة الحكومة ولكنه سحب ترشيحه بسرعة عندما اكتشف ان شارون سيخوض الانتخابات المباشرة، ويقول نتنياهو انه تعلم من أخطائه وانه تغير.

بدا نتنياهو كرئيس حكومة انتخب بعد اغتيال اسحق رابين في أعقاب حملة تحريض لمع فيها نجمه فاشلا للغاية، رغم كل الدعم الذي قدمه له المتدينون المتطرفون من انصار حركة "حباد" تحت شعار "بيبي هو الافضل لليهود". فالحكومة التي ألفها وتعهد بقاءها لولايتين انهارت بعد ثلاث سنين بخجل. وفي حفل تنصيبه تعهد العمل من أجل السلام الحقيقي وتوجه مباشرة الى رئاسة السلطة الفلسطينية وقال لها انه مستعد للتعاون ولحسن الجوار، لكنه عمليا دفن اتفاق أوسلو وتسبب بسفك الدماء وأدى الى رجوع الشيخ ياسين وتعزيز قوة "حماس".

ثمة نقطة سوداء اخرى في فترة ولايته هي محاولته تحريض الكونغرس الاميركي ضد الرئيس الاميركي. ومن غير الواضح ما الذي رمى اليه من المواجهة مع الادارة الاميركية لكنه وصل الى مرحلة كانت الادارة تنظر اليه بوصفه كاذبا، وفي المرحلة الاخيرة رفض بيل كلينتون التكلم معه وجها لوجه او هاتفيا.

لقد كشف الشعار الانتخابي الذي اختاره نتنياهو: زعيم قوي لشعب قوي، ان الشعب قوي بالفعل، لكن الزعيم ضعيف ومثير للمشكلات. لقد خلق جوا من التعالي والاضطراب في العلاقة بين حزب العمل والطوائف الشرقية وبين النخب التي أضعفها كثيرا في الحكومة الحالية عبر توليه وزارة المال وبين قليلي الموارد، كما نشر الكراهية بين المتدينين وبين الطوائف، وألحق الضرر بالقيم الاجتماعية والنزاهة والحقيقة والمبادىء السياسية. المشكلة الاساسية لنتنياهو طبيعته. فهو انتهازي يصاب بالهلع ويعجز عن تحمل الضغط ولا يميز بين الاساسي والثانوي، الامر الذي أثبته في الكنيست لدى تصويته مع خطة فك الارتباط رغم معارضته لها... وبدلا من الاستقالة منذ البداية من الحكومة والقيام بمبادرة ضدها، استقال عندما انتهت المسألة كي يستغل غضب المتطرفين ويتزعم المعركة ضد اخلاء الضفة".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)