في تطورات عملية التحقيق في قضية الحريري فقد تمّ ترك النائب السابق ناصر قنديل بعد أن تقرر منعه من السفر وحجز جواز سفره ( باعتباره مشتبها )بطلب من لجنة التحقيق الدولية.

فيما بقي باقي المتهمين قيد الاحتجاز الاحتياطي في نظارة المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في لبنان المخصصة لكبار الضباط، في انتظار ان يبت قاضي التحقيق العدلي اللبناني الياس عيد في اصدار مذكرة توقيف في حقهم او بإطلاق سراحهم.

هذا وقد كشفت تقارير صحفية بأن العميد مصطفى حمدان رئيس الحرس الجمهوري في لبنان كان قبل استدعائه للسفر بصدد السفر الى الولايات المتحدة تمهيداً لوصول الرئيس إميل لحود الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

هذا وقد بررت مصادر قضائية تأخر القرار الى ترجمة كل الإفادات التي أدلى بها هؤلاء والتي سلمها قاضي التحقيق الدولي ديتليف ميليس بالانكليزية الى القضاء اللبناني والتي تأخذ وقتاً، وتوقعت ان يتأجل بتّ طلب ميليس توقيف قادة الاجهزة الثلاثة السابقين اللواء جميل السيد واللواء علي الحاج والعميد ريمون عازار، وقائد الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، اثر ترك النائب السابق ناصر قنديل، بعيد منتصف ليل اول من امس، بعد استجوابه من المحققين الدوليين.

من ناحية اخرى نقلت تقارير صحفية بأن دمشق " تدرس باهتمام كبير " تطورات التحقيق في لبنان، واعربت عن "عدم الارتياح" لاستجواب شخصيات سياسية مثل النائب السابق ناصر قنديل. وحذرت أوساط سياسية اخرى من احتمال وقوع لجنة التحقيق برئاسة ديتليف ميليس في "فخ التسييس". وقالت: "سورية ستبدي تعاوناً كبيراً طالما ابتعدت اللجنة عن تسييس التحقيقات".

في غضون ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان وكيله للشؤون السياسية ابراهيم غمباري أبلغ مجلس الأمن في جلسة مغلقة ان سورية لم تتعاون حتى الآن مع قاضي التحقيق ميليس. لكن انان شدد على ان اجتماع جنيف بين ميليس ووفد سوري الجمعة الماضي حدث قبل فترة وجيزة فاتحاً الباب على احتمال التجاوب.

على ارض الواقع دهمت فرق من لجنة التحقيق الدولية 3 شقق، اثنتان في منطقة خلدة عند مدخل بيروت الجنوبي وثالثة في حي معوض في الضاحية الجنوبية. وأشارت مصادر أمنية الى ان بعض هذه المداهمات جاء نتيجة إفادات أحد الضباط الاربعة. وأحيطت المعطيات التي توصل اليها التحقيق بتكتم شديد، وسط تسريبات لم تتأكد، ان دهم الشقق، التي أُجري لها مسح شامل ورفعت منها عينات وبصمات وصودرت أوراق من قبل الأدلة الجنائية، لأنها كانت تستخدم لاجتماعات بعض الأمنيين، والتي كان لها علاقة باغتيال الحريري.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)