ترددت أخبار في محافظة القامشلي السورية (شمال شرق دمشق) الشهر الماضي عن زيارة سيدة ارسلتها جهة امنية للاجتماع مع الاحزاب والعشائر الكردية لتقريب وجهات النظر مع السلطة والوقوف على طلبات الاكراد وترتيب لقاء بالرئيس السوري بشار الاسد.
السيدة الامنية الجميلة التي تجاوزت الثلاثين عاما ، و المتزوجة من قاضٍ ، و كـُـشف عن تاريخ لها يتطرق الى انها سجينة سابقة ومتعددة الزيجات ولديها مشاكل اجتماعية، بعض قادة الاحزاب الكردية رحبوا بلقائها واخرين تجنبوا الاجتماع معها ، فكانت مثار سجال وجدل بين الاكراد.

ورأت بعض المصادر انها حققت مهمتها الامنية بنجاح فلا اللقاء الموعود تم ولا التقريب بين وجهات النظر استمر بل ان شرخا بين الاكراد تنامى.
احد الناشطين الاكراد الذين رفضوا لقاء السيدة كان مشعل التمو الناطق الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي ، التقته ايلاف للوقوف على ما جرى في القامشلي ، فأوضح "ان البداية كانت لقاء اللواء علي مملوك مدير ادارة المخابرات العامة وقادة ثلاثة احزاب كردية هي يكيتي وازادي والاتحاد الديمقراطي وخلال اللقاء ابلغهم مملوك بأن هناك سيدة ستكون هي "الواسطة " التي سترتب للقائهم مع الرئيس السوري . وعلى هذا الاساس تم تسهيل مهمتها دون استيعاب الدور السياسي الذي تؤديه والدلالات التي يريد الامن السوري الوصول اليه لافراغ اي مضمون نضالي ديمقراطي للحراك الشعبي الكردي ".
واضاف التمو "سافرت السيدة الى منتجع التلال في القامشلي وقامت بلقاءات متعددة بفعاليات عشائرية واحزاب سياسية كردية بهدف تأمين اللقاء مع الرئيس السوري ، كما انها اخذت نقودا بحجة تأمين لقاءات مع قادة امنيين وتسليم سيارات فارهة "، معتبرا انها "وصلت الى النتيجة التي يريدها الامن اذ انه حتى تاريخه لم تتحقق الوعود التي اطلقت مثل بقية الوعود خلال اربعين عاما من حزب البعث ، و الذي تحقق هو الغاية الامنية من ارسال هذه السيدة( اسمها الفعلي بروين واسمها الحركي جيهان احمد محو)".

واوضح التمو "ان اللعبة الامنية تسعى الى ارسال رسالتين ، والرسالة الاولى باتجاه الشارع الكردي بأن هذه القيادات غير مؤهلة ، فانظروا فتاة ليس لها تاريخ تديرهم كما تشاء ، اما الرسالة الثانية فهي الى المعارضة السورية للطعن فـي مصداقية الشعب الكردي ، بأن قياداته بمجرد ان يفتح لها النظام نافذة تتهافت في السعي اليه والابتعاد عن المعارضة وهذا ما ظهر في اكثر من تصريح وبيان واخرها كان تصريح اللجنة المركزية لحزب ازادي في الخارج الذي قال بكل وضوح ان الحزب لن يحضر مؤتمر باريس لانه يسعى الى تغيير السلطة وليس في برنامج ازادي هذا التغيير اذ ان الحزب يسعى فقط الى الحوار مع الرئيس السوري ومع رئيس الحكومة لحل القضية الكردية وهذا هو الموقف الذي تحقق كجزء من مهمة بروين الذي ادته بكل براعة".
من جهته وفي اتصال هاتفي اجرته "ايلاف" نفى خير الدين مراد الامين العام لحزب ازادي الكردي في سورية ( ازادي هو الحزب الذي نشأ من دمج الحزب اليساري الكردي وحزب الاتحاد الشعبي في سورية ) معرفته من الجهة التي ارسلت بروين وهل هي جهة امنية ام جهة حكومية ام لا ، كما نفى علمه لاستلامها نقودا ، الا انه اكد انها قالت للاحزاب الكردية ان هناك امكانية للقاء الرئيس بشار الاسد وطلبت من ازادي ويكيتي والاتحاد الديمقراطي تشكيل وفد لاجراء هذا اللقاء.

واوضح مراد نحن ننادي بالحوار مع القيادة السياسية في سورية ومقتنعين به فقضيتنا قضية سياسية وليست قضية امنية ونحن لا نعول على الجهات الامنية في حل هذه المسألة ، ونوه الى انه "يبدو ان اللقاء مع اللواء مملوك كان المدخل للعبور الى القصر الجمهوري وعلى هذا الاساس تم لقاء قصير معه ضمن وفد حزبي ثلاثي من اجل ترتيب اللقاء مع الرئيس الاسد "، مشددا على ان هذا هو هدف اللقاء" ونحن سنواصل المطالبة باجراء الحوار واللقاء مع رئيس الجمهورية".

اما فؤاد عليكو عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي فأكد في اتصال هاتفي اجرته "ايلاف" معه ان السيدة قالت له بأنها مرسلة من قبل القصر الجمهوري بالتنسيق مع رئيس ادارة امن الدولة وان هدف زيارتها هو ترتيب لقاء الرئيس السوري ومعرفة ماذا يريد الاكراد وماهي مواقفهم واشار الى انها اكدت انها سترفع تقريرا عن زيارتها الى السيد الرئيس ورئيس ادارة امن الدولة حول مهمتها ، ولفت عليكو الى انه لمس منها جدية ورأى صدقا في حوارها ، وافاد انها لم تقم بتسجيل الحوارات او كتابتها ، وشدد على "ان استلامها لمبالغ نقدية هو امر عار عن الصحة تماما "، مضيفا انها كانت متفائلة بأن هناك بوادر انفتاح على القضية الكردية ، ونوه الى انه سبق زيارة السيدة الى المنطقة زيارة ثلاث شخصيات معروفة لترتيب لقاءات بين الاحزاب الكردية والجهات الامنية ، الا ان طلبهم قوبل بالرفض.

وتبقى اسئلة كثيرة فمن الذي ارسل السيدة بروين بالفعل ومن الذي سرب معلومة انها سجينة سابقة لمدد تتجاوز ثلاث سنوات على خلفية قضايا اختلاس واحتيال ، كما يردد الاكراد الان ، وهل هذه المعلومة صحيحة ؟ وهل الاجهزة الامنية السورية وراءها ثم حرقوا اوراقها سريعا بعد اللقاءات مع الفعاليات والاحزاب الكردية لغايات واهداف عدة ، اسئلة تبقى دون اجابات الى ان يجد جديد.

مصادر
إيلاف (المملكة المتحدة)