أميركا: سنلجأ إلى مجلس الأمن في حال عدم التعاون السوري مع لجنة التحقيق الدولية

حذرت الولايات المتحدة سوريا من مغبة عدم تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، معتبرة أنه في حال عدم تعاونها سيتم اللجوء "إلى مجلس الأمن الدولي"، ونوهت إلى أن جريمة الاغتيال "أساءت إلى الأسرة الدولية بكاملها، التي تحركت بشكل لا سابق له"،

وبالتزامن مع الموقف الأمريكي فقد أعلن خمسة أحزاب معارضة سوريا ستجتمع في باريس نهاية الشهر الحالي أنهم بصدد" إذاعة البيان رقم 1".
الموقف الأمريكي الذي جاء على لسان ديفيد ويلش معاون وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ، في حديث لبرنامج كلام الناس على قناة LBC الفضائية اللبنانية، أكد معلومات كانت ترددت عن اجتماعات أميركية فرنسية بريطانية تتعلق بسوريا ولبنان، حيث قال ويليتش أن أميركا تعقد مشاورات "منتظمة مع مجموعة كبيرة من زملاء الأسرة الدولية" لبحث أمور تتعلق بالبنان وسوريا مشيرا إلى أن "هناك تطورات تطرأ بسرعة كبيرة" وأن سوريا لم تخفف ضغطها على لبنان حتى بعد انسحابها منه في إشارة إلى وجودها المخابراتي والصعوبات التي يوجهها المصدرون اللبنانيون للعبور بسوريا، إضافة إلى صعوبة السفر بين البلدين على حد تعبيره.
وكرر ويلش الموقف الأمريكي تجاه سوريا معتبرا أن علاقة الولايات المتحدة " صعبة" مع دمشق حيث "تساورنا مخاوف بشأن سياستها في لبنان ومدى السيطرة السورية على الحدود مع العراق، وتوفير ملاذ آمناً للفلسطينيين الذين يعملون ضد إسرائيل" مضيفا "دعونا مرارا النظام السوري لاتخاذ المواقف الملائمة لتبديد هذه المخاوف وهذا أقل ما يمكن أن نتوقعه من المسؤولين السوريين" ولا زلنا ننتظر الإجابة..
ويلش الذي حذر سوريا من عدم التدخل بشكل إضافي في شؤون لبنان كشف أن الوفد اللبناني الذي سيزور نيويورك ويلقي كلمته في الأمم المتحدة سيجتمع مع الحكومة والإدارة الأمريكية منوها من جهة أخرى إلى أن قرار لقاء الوفد سيتقرر بناء على أعضاءه الذين سيمثلون لبنان، في حين اكتفى في تعليقه على زيارة الأسد لنيوريورك أن"هذا قرار يعود لحكومة دمشق، وعليها أن تتخذه بنفسها، وأن ليس لدي أي توصيات في هذا الإطار".
وقال معاون وزير الخارجية الأمريكي أن "سوريا وحتى فترة قصيرة لم تكن تتعاون مع ميلتس" مشدد على أنه"لا مجال للتملص من هذا الواجب ونتوقع من سوريا أن تتعاون" فالجميع سيسلكون الطريق الصحيح وهو واضح .
ووجه ويليش كلامه إلى "النظام السوري" مطالبا إياه "أن يحكم بدقة على طلب رئيس لجنة التحقيق في اغيتال الحريري وأن يتخذ قرار ملائما بشأنه، وأن يقدم إجابة إيجابية" لأن الإجابة السلبية ستكون مسيئة له، وسيتم "اللجوء إلى مجلس الأمن".
وقال معاون وزير الخارجية الأمريكي أن هناك الكثير من التوقعات لمرحلة ما بعد إعلان تقرير ميلتس النهائي مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "ستتعامل مع الوقائع التي ستقدم في هذه الجريمة الشنيعة" التي "أساءت إلى الأسرة الدولية بكاملها فتحركت بشكل لا سابق له" مضيفا "أنا على ثقة أن تقرير اللجنة سيصل إلى نتيجة، وآمل من الحكومتين اللبنانية والسورية رغم أنه لا يمكنني أن أحكم على تصرفاتهما، بالتعاون".
وكشف معاون وزير الخارجية عن أن المعارضة السورية في المنفى تلتقي مع مواطنين وأعضاء في الحكومة والإدارة الأمريكية بشكل علني وبوضوح وقال "فقط في بلدان مثل سوريا نضطر للالتقاء مع المعارضة في المنفى لأنه ليس هناك معارضة سياسية مسموحة داخل سوريا" معتبرا في رده على تبني أميركا للمعارضة السوري أنه لو أن سوريا افتتحت أبواب الإصلاح بشكل حقيقي فإن الولايات المتحدة عندها ستقيم علاقة مختلفة مع المعارضة".

* معارضة الخارج بصدد إعلان البيان رقم 1
وانسجاما مع ذلك أعلن تجمعا لفصائل المعارضة السورية في الخارج أنه قطع شوطاً كبيراً في تأسيس "المجلس الوطني لقيادة التغيير الديمقراطي" وعليه فإنه سيطلق من دمشق قريباً "انتفاضة الحرية" وإذاعة "البيان رقم واحد.
يشار إلى أن المؤتمر المذكور تشارك فيه خمسة أحزاب وتجمعات سورية معارضة هي تيار المستقبل الكردي في سورية, حزب الحداثة والديمقراطية, حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سورية, الحزب الديمقراطي الكردستاني سورية, والتجمع من أجل سورية. بينما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سورية والتجمع الوطني الديمقراطي اعتذارهما عن المشاركة فيه.
وكانت السلطات السوريّة بحسب بيان المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا، منعت قبل يومين مشعل التمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي وأحد المشاركين في مؤتمر المعارضة من مغادرة الأراضي السورية عندما كان يهم بالسفر إلى تركيا.

مصادر
سيريا نيوز (سوريا)