تشعر جماعة الإخوان المسلمون في مصر بتفاؤل كبير من المستغرب أن تشعر به جماعة منعت من خوض أول انتخابات رئاسية متعددة في البلاد ولها زعماء كبار في السجون والمعتقلات.وأكدت الجماعة ثقلها السياسي في مصر حين حشدت أعدادا من المتظاهرين في الشوارع خلال الشهور الستة الماضية زادت على الحشود التي جمعتها جماعات معارضة أخرى فيما تجنبت حدوث مواجهات واسعة مع السلطات.
وقال النائب الأول للمرشد العام للجماعة محمد حبيب التي ينظر إليها على أنها أكبر قوى المعارضة في مصر «الإخوان أحدثوا نقلة نوعية في الحركة السياسية خلال الأشهر الماضية...نحن تحركنا في الشارع بشكل جيد». وقال أستاذ علم الاجتماع سعدالدين إبراهيم: «الجماعة تتجنب الحديث عن الدعوة كحل...انهم يتحدثون الآن عن الديمقراطية باعتبارها هي الحل وهو ما يعد تحولا من جانبها».
وقال إبراهيم «مقارنة بالعام الماضي.. أو بالوضع قبل خمسة أعوام.. هم «الإخوان» الان أكثر بروزا من ذي قبل. هذا اتضح من خلال محاولة الجميع التودد اليهم». وتقول الجماعة إن الأكثر أهمية من انتخابات الرئاسة هو الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر حيث يشغل أعضاؤها الذين يخوضون الانتخابات كمستقلين عددا من المقاعد البرلمانية بالفعل أكثر من أي كتلة معارضة أخرى. لكن الجماعة التي تشكلت عام 1928 لا تتوقع تغيرا سياسيا سريعا.
وقال حبيب «نحن نعتقد أن مسألة الإصلاح والتغيير تحتاج إلى سنين...والنظام لن يتنازل عن صلاحياته وامتيازاته وما يتمتع به ما لم يشعر بأن هناك من يقوم بالضغط عليه». وتابع «من أجل هذا معركتنا ليست مع النظام وإنما معركتنا في حقيقة الأمر مع الشارع.. والنظام يعلم ذلك.. ولذا فهو يحاول بقدر امكانه أن يحجم من حركتنا». واعتقلت الشرطة المصرية المئات من نشطاء جماعة الإخوان المسلمون خلال احتجاجات مايو وأفرج عن معظمهم فيما بعد.
وترفض السلطات أيضا السماح للجماعة بتشكيل حزب سياسي استنادا للدستور الذي لا يسمح بقيام أحزاب على أساس ديني.ودعت الإدارة الأميركية مصر إلى السماح بمزيد من الحريات السياسية لكنها تحترم أيضا حظرها لجماعة الإخوان المسلمون.وفي يوليو أعطت إحدى المحاكم إشارة مبدئية على الموافقة على قيام حزب إسلامي معتدل أنشأه عضو سابق بالجماعة انفصل عنها في عام 1996.
ويقول وكيل مؤسسي الوسط المهندس أبو العلا ماضي إن حزبه بدأ يجتذب أعضاء من جماعة الإخوان أصابهم الإحباط مما وصفه بقصور في الرؤية من جانب زعماء الجماعة. ويقول ان الجماعة غير قادرة على التوفيق بين دعوتها الدينية والاستراتيجية السياسية. لكن محللين يقولون إن جذور الإخوان أعمق من أن يقوضها حزب الوسط.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة: «هذا (الحزب) لن يكون بديلا للإخوان المسلمون.. لكنه سيكون خطوة إلى الأمام نحو الاندماج الحقيقي للإسلاميين». وطالما جادل الإسلاميون بأن الضغط على المعتدلين كان أحد أسباب التشدد الذي عاد مجددا إلى مصر في العام الأخير وللمرة الأولى منذ عام 1997. ويقول الإسلاميون إن حزبا إسلاميا معتدلا من شأنه أن يكبح إمكانية حدوث عنف ديني في مصر التي خرج منها بعض من أبرز المذاهب المتشددة تأثيرا في العالم الإسلامي.
وقال المحامي منتصر الزيات الذي دافع عن إسلاميين متشددين أمام المحاكم «القيود التي تضعها الحكومة على المعتدلين أو الجماعات الإسلامية، تولد شبانا جددا يقرأ الانترنت غير خاضعين للرقابة وغير مستهدفين امنيا وغير معروفين، وبالتالي هم أكثر قدرة على ارتكاب العنف». ويتفق احمد حمزة (23 عاماً) الناشط بجماعة الإخوان المسلمون والذي يدرس الطب مع وجهة نظر قادته بان التغيير ينبغي أن يأتي تدريجيا.
لكن حمزة وغيره من نشطاء الجماعة في جامعة الزقازيق إلى الشمال من القاهرة يخشون أن يلجأ آخرون يمكنهم الدخول على المواقع المتطرفة على شبكة الانترنت ويشجعهم العنف في العراق إلى تبني العنف. وقال طالب آخر ناشط بالجماعة يدعى محمد السواح إن الخوف هو أن يتحول ذلك من أعمال فردية إلى عمل منظم.