"واشنطن بوست": أميركا ستطلق جهداً مع فرنسا في مجلس الأمن للضغط على سوريا ومساعدة لبنان

نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية عن مسؤولين اميركيين بارزين قولهم ان الادارة الاميركية تخطط لاطلاق جهد جديد في الامم المتحدة هذا الشهر لتضييق الخناق على سوريا ولمساعدة لبنان لاعادة بناء نفسه سياسياً.
واشارت الصحيفة الى ان المبادرة الاميركية المدعومة من فرنسا تأتي بعد ان وجه لبنان اتهامات جنائية اولية لاربعة قادة سابقين وحاليين للاجهزة الامنية من الموالين لسوريا في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
والخطوتان اللتان تشملهما الخطة الاميركية هما جزء من جهود دولية موازية لتحميل حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولية تدخلها حالياً وسابقاً في لبنان، وقد تعززتا في الوقت الذي ينحصر تحقيق الامم المتحدة في جريمة الاغتيال ليركز على حلفاء سوريا وعملائها في لبنان. وقال مسؤول بارز في الادارة الاميركية ان الهدف هو وضع ضغط اضافي على سوريا، مع مساعدة لبنان في الوقت الذي يعمل على استعادة سيادته، بالتحديد لأن السوريين لم يسحبوا كل عملاء استخباراتهم من لبنان.
ونسبت الصحيفة الى مسؤولين اميركيين ومصادر ديبلوماسية اوروبية قولهم ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عقدت الثلاثاء اجتماعا غير معلن في البيت الابيض مع موفد الامم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن ومستشار الامن القومي الفرنسي موريس غوردو­مونتاني ومستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي لمناقشة لبنان وسوريا. وقالت ان الموفدين الفرنسي والدولي طارا الى واشنطن خصيصا للمشاركة في الاجتماع.
وذكرت الصحيفة ان رايس تخطط الآن لعقد اجتماعات مع حلفاء اوروبيين وشرق اوسطيين لمناقشة جهود جديدة مشتركة، عندما تحضر افتتاح دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في منتصف ايلول (سبتمبر) الحالي. وقال مسؤولون اميركيون ان الاسد، الذي سيزور الامم المتحدة للمرة الاولى كرئيس للجمهورية، سيُستبعد عمداً من هذه الاجتماعات.
وقد اكدت وكالة "اسوشييتد برس" الاميركية مساء امس نقلاً عن مسؤول رفيع في الادارة الاميركية هذا الامر ايضا، حيث قال ان "الاسد غير مدعو الى اللقاء الذي سيضم قادة دول من الشرق الاوسط واوروبا، حتى ولو جاء الى نيويورك". واعتبرت الوكالة ان هذا الاجراء يأتي في سياق الضغط على سوريا لمنعها من التدخل في الشأن اللبناني.
واوضح مسؤول بارز في الادارة "اننا نقوم بخلق سياق لموقف داعم للبنان، وغير مريح لسوريا". وطلب المسؤول، مثل غيره ممن تحدثوا، عدم نشر هويته، نظرا لحساسية الديبلوماسية المشمولة.
وتابع المسؤول "لو كنت مكان بشار، لكنت اعدت النظر في المجيء الى نيويورك. انه لن يكون تحت الاضواء التي يتوقعها".
ويقول مسؤولون اميركيون واوروبيون انهم كانوا سعداء ومندهشين من جرأة المحقق الالماني ديتليف ميليس في كشف اغتيال الحريري الذي ضرب لبنان، واطلق حركة سياسية جديدة، واجبر سوريا على انهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في نيسان (ابريل) الماضي.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر مطلع جيدا على التحقيق قوله ان فريق التحقيق توصل الى "دليل صلب" حول جريمة الاغتيال.
ومن المفترض ان يرسل ميليس تقريره بحلول السابع عشر من ايلول (سبتمبر)، اي مع افتتاح اعمال الجمعية العامة. وعلى الرغم من انه يتوقع ان يطلب تمديدا لمهمته، فان مصادر تقول ان توقيفات الاسبوع الحالي هي فقط اولى التطورات المرتكزة الى المعلومات التي تم الحصول عليها.
ودعت وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء سوريا للتعاون مع التحقيق، بعد ان رفضت ذلك. وقال الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك "لقد اوضحنا بشكل جيد انه من الضروري لكل الاطراف التعاون مع تحقيق السيد ميليس"، مضيفا ان "الشعب اللبناني له الحق بجواب، ويستحق جواباً عن من المسؤول عن اغتيال السيد الحريري. السيد ميليس يحقق تقدماً جيداً في التحقيق".
وحذر مسؤول بارز في الادارة الاميركية من انه اذا وجدت سوريا متورطة في التفجير الذي اودى بحياة الحريري فانها عندها ستكون "في مشكلة".
وفي الوقت الذي يتعمق التحقيق، يتحدث المسؤولون الاميركيون والاوروبيون والدوليون عن الخطوات التالية، بما في ذلك كيف ستتم المحاكمة المحتملة، وما اذا كانت ستتم في لبنان، وذلك وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين واوروبيين.
وقال هؤلاء المسؤولون انه على الرغم من ان البعض يريد لبنان ان يواجه ماضيه كخطوة نحو تأمين مستقبله، فان آخرين يتخوفون من ان النظام القضائي اللبناني ليس قوياً او حراً بشكل كاف من السيطرة السورية لإقامة محاكمة عادلة ومستقلة.

مصادر
المستقبل (لبنان)