ليس تذكرا لحدث داهمنا قبل أربع سنوات، فمهما كانت طبيعة الحادي عشر من أيلول لكنه عبر إلينا من الأسئلة المفتوحة التي حاولنا أن نبقيها معلقة في فضاء مجتمعنا ... فصورة الحادي عشر من أيلول كانت أكثر من انهيار مبنيي التجارة، لأنها بدأت تكتب ملامح تاريخ خاص ليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب، بل أيضا في صياغة التفكير بالعالم المعاصر وبالتكوين الثقافي لشعوب بقيت تحلم بالتراث.

نستذكر اليوم الحدث بجملة من التطورات، ولكننا أيضا نستعيده عبر طريقة تفكيرنا بما حدث، أو بالسؤال عن ثبات عميق في أحلام لم يعد من الممكن تحقيقها وسط السكون الثقافي .. فكان من المتوقع أن ينطلق السؤال من داخلنا بدلا من أن يدفعه بعض المثقفين الأمريكيين ... لماذا يكرهوننا؟! سؤال ربما نجد عليه إجابة سريعة، لكنه أكثر تعقيدا من رده إلى عواطفنا وذاكرتنا فقط. إنه سؤال المواجهة ما بين الحداثة والتراث .. وما بين الصورة الجديدة للعالم وآفاقنا القديمة.

إن إرادتنا للتفكير الجديد هي ما دفعتنا لدعوة الأستاذ تيري ميسون لإلقاء محاضرة حول هذا الأمر، ليس لأنه صاحب وجهة نظر في الموضوع ولكن لأننا نشارك الكثيرين في رؤيتنا لسياسة المحافظين الجدد. ونحن أيضا نتلمس الخطر الذي يتجاوز الحروب العسكرية ... خطر الافتراق الثقافي الذي تكرسه السياسة الحالية لمكافحة الإرهاب.
ربما نجد افتراقات في قراءة الحدث مع الآخرين أو حتى في نقاشاتنا الداخلية، لكن المسألة اليوم هي في محاولة الإجابة عن أسئلة خاصة بنا بدلا من ترك الولايات المتحدة أو غيرها ترسم ثقافتنا من خلال "الشرق الأوسط الكبير".

سورية الغد تدعو قراءها والمهتمين بصورة العالم اليوم لاستماع لمحاضرة تيري ميسون في مكتبة الأسد يوم 11 أيلول ... وسورية الغد تريد أن تثير الأسئلة الثقافية داخلنا وليس فقط استعراض حدث أعاد رسم الخارطة السياسية دوليا وربما إقليميا.