مجموعة الوزراء من الليكود، التي أخذت على عاتقها مهمة جسر الهوة بين شارون ونتنياهو حول مسألة موعد الانتخابات التمهيدية، تجد صعوبة حتى الآن في تحقيق هدفها. وبحسب كلامهم، يأتي هؤلاء الوزراء لإنقاذ الليكود من الانهيار، بيد أن الصيغة التي يقترحونها تجسد مدى بعدهم عن معالجة المشكلة الحقيقية.

إذا كانوا يريدون إنقاذ الليكود، فمن المهم أولاً إيجاد تسوية بين شارون ونتنياهو على المستوى الشخصي. فالليكود لن يشهد السلام أبداً في حال استمر النقد اللاذع الذي وجهه شارون الى نتنياهو. ويتعيّن على شارون مراجعة أفعاله وأقواله. فهو تحدث بأنه يتعيّن على الزعيم أن يتحلى بضبط النفس وحسن التدبير، لا أن يكون خاضعاً للهلع. شارون يتحلى، من دون شك، بمزايا الزعيم. إذا كان الأمر كذلك، ما الذي دفعه حتى قبل إعلان نتنياهو عن رغبته في أن يكون رئيساً للحركة، للمسارعة الى التلفزيون، والتهجم على نتنياهو في مقابلة مبادر بها من قبله، ووصفه كأداة فارغة من الناحية القيادية؟ ونتيجة للهجوم عليه لجأ نتنياهو الى أسلوب مماثل، ورد في مؤتمر صحافي مدعياً أن شارون غير جدير في أن يكون رئيس حكومة.

هل يمكن الوقوف في جبهة مشتركة لخوض الانتخابات معاً طالما بقيت الآراء المتبادلة بين كلا الزعيمين، شارون ونتنياهو، على حالها؟ والأهم من كل شيء، إذا كان ثمة رغبة في أن يظهر الرجلان في قائمة واحدة. يجب أولاً ضمان أن يكونا مخلصين لخط سياسي مبلور واحد. سواء تعلق الأمر بخارطة الطريق، أو التعهد بضم معاليه أدوميم الى القدس، أو مستقبل غور الأردن وغيرها. هذا هو التفاهم الضروري الذي يتعيّن تحقيقه بدل التركيز على إيجاد تسوية إزاء موعد الانتخابات التمهيدية الذي يبدو أنه أمر هامشي وثانوي. لا يكفي النواح خشية الانهيار، الانتحار السياسي وفقدان السلطة والاعتقاد أنه في حال تم العثور على الموعد المنقذ فإن كل شيء سيعود الى مكانه بسلام.

مصادر
معاريف (الدولة العبرية)