بضع كلمات كانت كافية لتلخيص ما قاله تيري ميسان في محاضرته أمس ... إنهم يتآمرون علينا .. لكن الفارق الوحيد أن "الخدعة الرهيبة" هي جمع قرائن لبناء نظرية بينما المؤامرة "جمع الأحداث للاتكال على الضعف" ..

لم أكن أشعر أن هناك ضرورة للاتفاق مع "تيري ميسان" .. أو حتى الاقتناع به، لأن المسألة هي "المؤامرة" ليست جاهزة في عقلي، بل كنت أريد رسم الافتراق أو وضع الحدود بين محاولات الفهم لما يحدث وبين رسم الزمن وكأنه سلسلة من الاجتماعات لتقرير مصير العالم.
أخطر ما في محاضرة ميسان هي في انعكاسها داخل عقل مخلوق بالمؤامرة، فإبليس تآمر مع حواء لإخراج آدم من الجنة، ومنذ تلك اللحظة أصبح إبليس بمسميات لا تنته، وباشر عمله على تلافيف الدماغ ثم وصم المؤامرة بـ"الأنوثة".

هل أستطيع رؤية ما قاله تيري ميسان وفق "النظرية"!!! ربما لكن المساحة التي شاهدتها كانت تؤكد أن العقل "المؤمراتي" متوافر في أي لحظة وبصور مختلفة ... وهل أستطيع فصل المصطلح الملازم لنا وفهم النظرية؟!!

السؤال مشروع ليس فقط منطقيا بل أيضا من وحي حالة نعيشها في كل ومضة حب أو كره تهاجمنا، سواء كانت من عاشق أو عابث أو حتى من إشارات التصريحات الصحفية لدونالد رامسفيلد. .. نبحث عن الدافع ثم ننطلق وراء المؤامرة ... كأن اللحظات هي بذاتها تكوين يريد أن يسحقنا ... والطبيعي أن كم التراث الذي يهاجمنا حول "دار الامتحان" أن يقودنا نحو هذه النظرية، لأن الله ينصب لنا الأفخاخ طوال حياتنا حتى نستحق في النهاية الجنة!!!

تيري ميسان سرد رؤيته لوقائع قام بتحليلها ثم بنى عليها نظريته ... وحتى اللحظة فإن هذا الشكل يبقى خلافي لكنه يعاكس المؤامرة لأنه "نظرية" وليس تبريرا للضعف ..

"الخدعة الرهيبة" ليست فقط في كتاب ميسان إنها في داخل محاباتنا لضعفنا والقدرة على التشكيك من نسمات الحب وصولا إلى "الفوضى البناءة".