ركزت معظم تعليقات الصحف الاسرائيلية أمس على استكمال الانسحاب العسكري من غزة والدروس التي يمكن استخلاصها من السنين الطويلة للاحتلال الاسرائيلي للقطاع. كتب زئيف شيف في "هآرتس" تحت عنوان "الديموغرافيا الحاسمة": "مرات عدة احتلت اسرائيل قطاع غزة خلال عملية سيناء عام 1956 وفي حرب الايام الستة عام 1967. في نهاية حرب الاستقلال (حرب 1948) كان عدد سكان غزة 100الف شخص، اضيف اليهم اليوم اكثر من 180 الف لاجىء من الجنوب ومن يافا في تشرين الاول 1956 كان يعيش في غزة نحو 356 الفا غالبيتهم من اللاجئين. عام 1971 بلغ عدد الفلسطينيين في القطاع 430 الفا. بعد مرور 26 عاما، ووفق التعداد السكاني الذي اجرته السلطة الفلسطينية عام 1997 ارتفع العدد الى 963 الفا. اليوم يعيش في القطاع نحو 1,3 مليون فلسطيني وحتى لوخبأ كل سكان اسرائيل رؤوسهم في الرمل مثل النعامة، من الصعب تجاهل اهم درس ديموغرافي على اسرائيل ان تستنتجه من وجودها في غزة (...).

بعد اتفاق السلام مع مصر جاء الرئيس الاميركي جيمي كارتر الى اسرائيل. ولدى اجتماعه بالحكومة الاسرائيلية قال له ارييل شارون (وفقا لما ورد في كتاب مستشار الرئيس بيل كوانت "عملية السلام") ا نه بعد 20 سنة سيكون في المناطق وفي غزة مليون اسرائيلي، ولن تكون هناك حدود تفصل بين اسرائيل والقطاع ويهودا والسامرة. مر اكثر من عشرين عاما ولا وجود للمليون اسرائيلي، وشارون نفسه يبذل جهدا لترسيم الحدود بين اسرائيل والمناطق.

درس مهم آخر ينبغي استنتاجه هو الدور الذي تتوقع اسرائيل ان تقوم به جارتها الكبرى مصر. عقب توقيع اتفاق السلام مع مصر طلب الرئيس كارتر من رئيس الحكومة مناحيم بيغن الموافقة على مجيء ضباط ارتباط مصريين الى القطاع لمساعدة الفلسطينيين في غزة اولا. رفض بيغن هذا الاقتراح بشدة.. مرت الاعوام وتعلمت اسرائيل انه من دون دعم دول عربيةمثل مصر، للسلام مع اسرائيل، لا مجال لضغوط على المتطرفين وسط الفلسطينيين. وما بدا مقدسا في سيناء انقلب رأسا على عقب. فلقد بذلت اسرائيل جهودا حثيثة للتوصل الى اتفاق مع مصر لكي تشارك في الاتفاقات مع الفلسطينيين في الحرب على الارهاب (...)".الفصل الذي انتهى امس في غزة ليس النهاية. اليوم بدأ فصل جديد وثمة شك في ان تكون الحرب على القطاع قد انتهت، وخصوصا ان الوضع الاستخباراتي هناك سيخضع لاختبار جديد. لن يبقى الوضع في غزة مجمداً في حال بلغ المسار السياسي الآن نهايته، وخصوصا مع بروز غابات الشر من حولنا مثل القاعدة وحزب الله والمنظمات الاسلامية المتطرفة".

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)